في مثل هذا اليوم قبل عاميين رحل عن عالمنا، رجل من أعظم ما أنجبت الكرة المصرية بل العربية والإفريقية، هو الراحل الجنرال محمود الجوهري.
قضي الجنرال حياته لاعبا بالنادي الأهلي ومنتخب مصر لمدة 10 سنوات في الفترة من 1955 حتى 1966، قبل أن يعتزل مبكراً بسبب إصابة بالرباط الصليبي.
وعمل الجوهري بمجال التدريب فى الثمانينات، ونجح في الفوز بأول بطولة إفريقيه كمدرب، وهي البطولة الأولى في تاريخ النادي الأهلي عام 1982، بعد أن عاد من كوماسي بكأس البطولة، وتولي الجوهري قيادة منتخب مصر فى سبتمبر 1988، واستطاع الوصول به إلى نهائيات كأس العالم 1990، بعد أن تخطي ليبيريا وكينيا ومالاوي في التصفيات التمهيدية، قبل أن يتخطى الجزائر بالهدف الشهير لحسام حسن.
وتألق منتخب مصر على يده بكأس العالم، واستطاع أن يحرج منتخب هولندا العملاق و يتعادل معه 1/1 فى اللقاء الشهير على ملعب باليرمو، وسبب عقدة لمنتخب إيرلندا العنيد في المباراة الثانية بغلق جميع المساحات وتعادل سلبياً معه، قبل أن يخرج على يد الإنجليز بهدف مقابل لا شيء فى آخر مباريات المجموعة.
ولعل تألق مصر والكاميرون بكأس العالم 1990 بإيطاليا، كان سببا في قرار الفيفا بزيادة عدد الفرق الإفريقية بداية من كأس العالم 1994 بأمريكا ليصل إلى 3 فرق.
واحتفظ الجوهري مع منتخب مصر بكأس الأمم الإفريقية للأبد بعد الفوز بها للمرة الرابعة عام 1998 في بوركينا فاسو.
وقاد الجوهري منتخب مصر للفوز بكأس العرب عام 1992 بسوريا بعد التغلب على صاحبة الأرض في الدور قبل النهائي بركلات الترجيح، والفوز على السعودية في النهائي 3-2.
وعلى المستوى المحلي، يعد الجوهري أول مدرب مصري يتولى تدريب الأهلي و الزمالك، فقد أحرز مع الأهلي بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري بعد التغلب على كوتوكو عام 1982، كما فاز مع الزمالك بنفس البطولة على نفس الفريق عام 1993.
وأحرز مع الزمالك بطولة كأس السوبر الأولى بعد الفوز على الأهلي بجوهانسبرج 1994 بهدف أيمن منصور الشهير.
على المستوى العربي تولى تدريب منتخب الأردن عام 2002، وقاده للوصول إلى كأس الأمم الأسيويه عام 2004 في أول مرة فى تاريخه، بل وصل به إلى الدور الثمانية، لكنه خرج أمام اليابان بضربات الترجيح بعد أن قام حكم المباراة بتغير المرمي المصوب عليه بعد تسديد 3 ركلات لكل فريق.
واختير بعد اعتزاله التدريب عام 2009 مديرا فنيا للمنتخبات من قبل الاتحاد المصري لكرة القدم.
بعد صراع مع المرض استمر 3 أيام تعرض الكابتن محمود الجوهري جلطة دماغية أدت إلي نزيف حاد بالمخ يوم الخميس الموافق 30 من شهر أغسطس عام 2012 لينقل على إثر ذلك إلى أحد المستشفيات الكبرى في العاصمة الأردنية عمان، حيث أعلن الأطباء عن وفاته إكلينيكيا وفي صباح يوم الإثنين الموافق 3 سبتمبر عام 2012، توفي محمود الجوهري عن عمر يناهز 74 على إثر أزمة قلبية حادة.
وأقيمت للجنرال جنازه عسكرية مهيبة تقديراً له، ولم تمنع مراسم الجنازة العسكرية أبناؤه ممن أثر فيهم، من لاعبي الكرة في الوطن العربي، أن يحملوه على أكتافهم بالإضافة لكبار الشخصيات الرياضية ومحبيه من جماهير الكرة المصرية.
تعليقات الفيسبوك