رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

بالفيديو| أحمد حسن يحلل: عفواً «كوبر».. مصر تحتاج أداءً ممتعاً مع اللعب التكتيكي

10:52 ص | الثلاثاء 05 سبتمبر 2017
بالفيديو| أحمد حسن يحلل: عفواً «كوبر».. مصر تحتاج أداءً ممتعاً مع اللعب التكتيكي

أحمد حسن

نقلا عن العدد الورقي

شاهدت ردة فعل الشارع المصرى بعد تلقى المنتخب الوطنى، هزيمة مفاجئة أمام منتخب أوغندا بهدف دون مقابل، ضمن تصفيات كأس العالم روسيا 2018، خاصة جمهور كرة القدم، ووجدت انتقادات حادة ضد الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى للفريق، وأراها عنيفة ومبالغاً فيها بعض الشىء.

هيكتور كوبر مدرب كبير فى كرة القدم ويملك سجلاً حافلاً، سواء على مستوى الفرق التى دربها أو البطولات التى فاز بها، ولكنه يحتاج أن يكون على دراية كبيرة بطريقة لعب الفراعنة، التى تميز بها طوال تاريخه، من أجل اختيار طريقة اللعب والتشكيل المناسب لكل مباراة.

التحفظ الدفاعى لن يفيد أمام الفرق الصغيرة مثل أوغندا وهذا هو سبب تراجع أداء «صلاح» والمحترفين

المنتخب الوطنى حقق إنجازاً فى بطولة كأس الأمم الأفريقية فى نسختها الماضية، التى أقيمت فى الجابون بتحقيقه المركز الثانى والخسارة فى المباراة النهائية أمام المنتخب الكاميرونى، رغم الغياب عن البطولة لثلاث نسخ متتالية، ولكن الفريق خالف توقعات الجماهير، وأصر «كوبر» طوال البطولة على اللعب بطريقة خططية واحدة، ونجحت فى تحقيق هذا الإنجاز، رغم أنها كانت دفاعية بشكل كبير، وتفتقد للأداء الممتع للمنتخب المصرى القائم فى الأساس على الاستحواذ والسيطرة على الكرة، لكن منذ تولى «كوبر» غاب عن الفراعنة جمال الأداء، الذى اتسم به طوال تاريخه، والتزم بالأداء الخططى فقط، ولكننى أرى أن الفوز بدون أداء هذا يعد استثناء فى كرة القدم، ولا يستمر طويلاً، أما الأداء الممتع مع التكتيك الخططى، هو الذى يصنع فريقاً قوياً من الصعب هزيمته، كما كان الحال مع المنتخب الوطنى من قبل.

«كوبر» يميل إلى التحفظ الشديد، ووجود كل لاعبى المنتخب خلف الكرة، والتزامهم جميعاً بأسلوب دفاعى، وثبات طريقة اللعب أمام كل المنتخبات التى نواجهها خلال التصفيات والبطولات الأفريقية، ولكن طريقة اللعب هذه لا تناسب الفرق الصغيرة التى تعتمد على التكتلات الدفاعية، وإغلاق كل المساحات أمام مفاتيح اللعب، ولهذا السبب نجد محمد صلاح وأغلب المحترفين بشكل مغاير تماماً عن أدائهم مع فرقهم فى أوروبا.

أفريقيا لا يوجد بها منتخب مرعب حالياً.. والفراعنة يمكنهم أن يحكموا القارة ويتأهلوا بسهولة للمونديال

وأرى أن المجموعة الموجودة حالياً تستطيع أن تكون المنتخب الأقوى فى أفريقيا، وأن يتأهل لنهائيات كأس العالم بكل سهولة، نظراً لضعف الفرق المنافسة، واختلافها تماماً عن الأجيال السابقة، فالقارة السمراء حالياً لا يوجد بها المنتخب المرعب مثلما كان الحال مع المنتخب الإيفوارى والغانى والكاميرونى من قبل.

الاستحواذ سلاح المنتخب للفوز على أوغندا.. ويجب معالجة آفة «التحليق» لإجبار الخصم على الخطأ.. وخذوا العبرة من المغاربة

وفنياً، يجب على الجهاز الفنى أن يبدأ فى تغيير طريقة لعبه، والاعتماد على الاستحواذ طوال المباراة، لأنه سيمنح اللاعبين الثقة فى تحقيق الفوز وأنهم قادرون على تحقيق المكسب فى أى وقت، بالإضافة إلى أن الفرق الأفريقية تعانى أمام الاستحواذ، والفريق أيضاً يعانى من عدم وجود أى ضغط على الفرق المنافسة وظهرت سمة جديدة للفراعنة وهى «التحليق»، وهذا الأسلوب من المستحيل أن يجبر الفريق الخصم على الخطأ، وخير دليل على هذا مباراة منتخب المغرب مع مالى، والتى طبق فيها الضغط العالى من الثلث الأول من الملعب وجعل دفاعات مالى مرتبكة طوال المباراة، والتى انتهت بنتيجة ستة أهداف دون مقابل.

لابد أن يعدل خط الوسط من طريقة لعبه بشكل كبير، وأن يقتنعوا أن دورهم ليس فقط قطع الكرة من الفريق الخصم ولكن بناء هجمة، وهذا ما يفتقده الثنائى طارق حامد ومحمد الننى طوال المباريات الماضية، فتجد أن خط الهجوم معزول تماماً عن باقى الخطوط، وهو ما يقلل من خطورة الفريق.

أتوقع أن يجرى «كوبر» بعض التعديلات على التشكيل خلال مباراة العودة أمام أوغندا، وأن يتخلى عن مركزية اللاعبين فى ملعب المباراة، فليس من المعقول أن تكون طريقة أداء الفراعنة موحدة ومعلومة لأى مشجع، ومن السهل إيقاف كل محاور اللعب فى الفريق، مثلما حدث مع محمد صلاح طوال المباراة الماضية، وما يؤكد ذلك تصريحات المدير الفنى للمنتخب الأوغندى، الذى أكد أن أسهل شىء طوال المباراة، كان إيقاف خطورة محمد صلاح ومحمود حسن «تريزيجيه»، وأشار إلى أنه سيكرر نفس الأمر خلال مواجهة اليوم، فمن المؤكد أن «كوبر» لن يقف ساكناً أمام استهتار الفرق المنافسة بالمنتخب المصرى.

وفى رأيى الشخصى، أنه فى حال رغبة الجهاز الفنى فى تحقيق الفوز، يجب اللعب بمهاجم صريح، يكون دوره كمحطة لباقى زملائه فى الفريق، ويتمركز فى وسط دفاع الفريق الأوغندى، لمنعهم من التقدم، ولإتاحة مساحة للمقبلين من الخلف لتشكيل خطورة على المرمى، ومن الممكن أن يقوم بهذا الدور كل من عمرو جمال وأحمد حسن «كوكا»، ووجود كهربا فى هذا المركز يفقده أهم مميزاته وهى التقدم بالكرة من الخلف إلى الأمام، والاختراق من الأطراف، ولكن مركز المهاجم الصريح لا يناسبه.

أتمنى فى حال ثبوت أن عبدالله السعيد يعانى من إجهاد الابتعاد عن فكرة اللاعب صانع اللعب، لأن فى حالة تكتل منتخب أوغندا دفاعياً، ستكون الاختراقات من الأطراف صعبة، فسيجد من يلعب فى هذا المركز صعوبة كبيرة فى صنع هجمات خطيرة، ولكن أفضل الدفع برمضان صبحى بجوار محمد صلاح وتريزيجيه، وتغيير مراكزهم طوال المباراة، ليصعب مراقبتهم من قبل الدفاع الأوغندى، ويجب أن يتحرر ظهيرا الجنب، وأن يكون لهما دور هجومى كبير طوال المباراة، لأننا نجيد اللعب بهذه الطريقة.

الفارق الوحيد بين الجيل الحالى والجيل السابق الذى حقق كأس الأمم الأفريقية ثلاث نسخ متتالية، هو الاستحواذ والضغط المتواصل طوال المباراة، وهو ما استطعنا أن نعوض به الفارق بيننا وبين منتخبات كانت أقوى منا فنياً.

نملك فرصة عظيمة للتأهل إلى كأس العالم المقبل فى روسيا، خاصة أن كل النتائج تصب فى مصلحة الفراعنة، ويجب على اللاعبين إثبات قدراتهم وأن تظهير عزيمتهم وروحهم القتالية فى تحقيق الفوز فى المباريات الثلاث المقبلة، وهذا يجب أن ينبع من داخل اللاعبين ويجب أن يعقد اللاعبون الكبار فى الفريق جلسات خاصة لبث الروح القتالية فى الفريق، وليعلم هذا الجيل أنهم أمام فرصة كبيرة وعظيمة لتحقيق حلم المونديال.

هناك شيئان رأيتهما فى الجمهور المصرى طوال مشوارى مع كرة القدم كلاعب فى أندية كثيرة ومنتخبات مصر السنية المختلفة، إما الإفراط فى الفرحة أو التفاؤل بشكل كبير عند أى فوز، أو الحزن والإحباط وبشكل كبير عند أى هزيمة، وهذا ما حدث خلال الأيام الماضية، فقبل مباراة مصر مع أوغندا كان الكل سعداء ومتفائلين بشدة فى تحقيق الفوز واقتراب وصول مصر لكأس العالم، وبعد الهزيمة فى المباراة تغير الحال 180 درجة، وأصبح الجميع حزيناً بشدة ومحبطاً وتوقع الجميع أننا لن نصل إلى كأس العالم.

فى النهاية أطالب جميع الجماهير ووسائل الإعلام بأن يبتعدوا عن الهجوم ضد منتخب مصر، ويتركوا الجهاز الفنى واللاعبين لكى يكونوا أكثر تركيزاً فى المباريات المقبلة حتى يتحقق الهدف بالوصول للمونديال، وهو ليس ببعيد ولكنه يحتاج المزيد من الجهد والتركيز والإصرار.