رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

14 رمزاً على كرسى قيادة نادى القرن.. وراء كل رئيس قصة وحكاية مثيرة

08:50 ص | الخميس 30 نوفمبر 2017
14 رمزاً على كرسى قيادة نادى القرن.. وراء كل رئيس قصة وحكاية مثيرة

صالح سليم

نقلا عن العدد الورقي

 

**ملحق عسكرى بريطانى يتولى المهمة الأولى.. «ثروت» قاد مفاوضات جلاء الإنجليز عن مصر.. «حسنين» يُقتل على بعد خطوات من النادى.. و«دسوقى» الرجل الذى أخفى سلاح الضباط الأحرار فى غرفة نومه«حمدى» وزير الدفاع «المتهم البرىء» فى قضايا تربح.. «مرتجى» صاحب اعتراف الانقلاب على «جمال عبدالناصر».. عبده صالح الوحش يتورط فى صداقة أخطر جاسوس مصرى.. وصالح سليم حفيد أشراف مكة المكرمة الذى صنع قيم ومبادئ النادى الأحمر

- قبل انتخابات اليوم المشتعلة بين الثنائى «محمود»، طاهر، والخطيب، جلس على كرسى القيادة والحكم فى النادى الأهلى 14 رئيساً، بداية من ميشيل أنس، أول رئيس للنادى الأحمر، وحتى الوصول إلى المهندس محمود طاهر الرئيس رقم 14 فى تاريخ القلعة الحمراء، قبل أن تقول عمومية النادى كلمتها اليوم، بمنحه الولاية الثانية أو قدوم «بيبو» رئيساً للمرة الأولى.وعلى مدار التاريخ وراء كل من جلس على كرسى الحكم فى النادى الأهلى حكاية مميزة صنعت منه بطلاً فى مجاله، وعمل جعله من نجوم المجتمع بعيداً عن الرياضة، وما قدمه للنادى من إنجازات وانتصارات ساهمت فى صنع اسم النادى الكبير.ويبدأ دفتر أحوال وقصص رؤساء النادى الأهلى بالإنجليزى ميشيل إنس، أول رئيس للنادى «1907»، فهو إنجليزى الجنسية، كان الملحق العسكرى البريطانى فى وزارة المالية المصرية، ولم يستمر على كرسى رئاسة النادى سوى عام واحد تاركاً المهمة سريعاً.ويظهر عزيز عزت باشا فى الصورة كأول رئيس مصرى للقلعة الحمراء، من 2 أبريل 1908 حتى 9 فبراير 1916، كما أنه الرئيس الفخرى للنادى (1929-1941) وعلى المستوى العملى هو أول وزير مفوض (سفير) لمصر فى بريطانيا بعد الاستقلال، وزير الخارجية من 18 فبراير 1935 حتى 30 يناير 1936، وعضو مجلس الوصاية على عرش الملك فاروق الأول من 28 أبريل 1936 حتى 29 يوليو 1937.ويحمل عبدالخالق ثروت باشا لقب الرئيس الثالث للنادى الأهلى، وذلك خلال الفترة من (1916 - 1922)، وهو رئيس وزراء مصر فى عهد الملك فؤاد الأول، وقد تولى رئاسة الوزراء لفترتين من 1 مارس 1922 إلى 30 نوفمبر 1922، ومن 26 أبريل 1927 إلى 16 مارس 1928، وهو الرجل الذى قاد مراحل المفاوضات فى شأن جلاء الإنجليز عن مصر، مفاوضات سنة 1927- 1928 التى أطلق عليها «مفاوضات ثروت وتشمبرلن».ولم تترك الباشاوية النادى الأهلى فقد جاء جعفر والى باشا على كرسى قيادة النادى كرابع رئيس فى تاريخه خلال الفترة من (1922 - 1940)، وجعفر سياسى ووزير مصرى شركسى الأصل، كان من كبار مؤسّسى النادى الأهلى المصرى وجمعية الإخاء الشركسية، وشغل منصب وزير الأوقاف فى حكومة عبدالخالق ثروت باشا عام 1922، ثم صار وزيراً للحربية فى الحكومة الثانية لعبدالخالق ثروت عام 1927، وشغل منصب وزير الأوقاف عام 1928 مع محمد محمود باشا.وتولى أحمد فؤاد أنور القيام بأعمال رئيس النادى فى الفترة الفاصلة بين رئاستى جعفر باشا والى، وجلس أحمد حسنين باشا على كرسى إدارة النادى الأحمر خلال المدة من «1944 - 1946» وترك المنصب إثر حادث تعرض له ظهر يوم 19 فبراير عام 1946، حيث غادر قصر عابدين فى سيارته متجهاً إلى بيته فى الدقى وعند عبوره كوبرى قصر النيل صدمت سيارته سيارة «لورى» تابعة لقوات الجيش الإنجليزى، ونزف أحمد حسنين، وتصادف مرور سيارة أحمد عبدالغفار وزير الزراعة وقتها وأسرع بنقله إلى مستشفى الأنجلو بجوار النادى ليلفظ أنفاسه الأخيرة بجوار ناديه.وتولى عبود باشا رئاسة النادى الأهلى خمسة عشر عاماً، فى الفترة من 19 فبراير 1946 إلى 19 ديسمبر 1961، وهو على المستوى العملى صاحب إنشاء سكة حديد بغداد، وشارك فى إنشاء شبكات السكك الحديدية فى فلسطين وسوريا، واختاره اللورد ألنبى بعد ذلك لإنشاء عدد من الجسور والدروب العسكرية فى فلسطين، وكان من أكبر مقاولى الجيش الإنجليزى، وأنشأ عدة شركات صناعية فى مصر وإنجلترا خاصة بصناعة السفن والطرق والجسور.ويقف تاريخ الأهلى عند الرئيس الثامن للقلعة الحمراء صلاح الدين الدسوقى، حيث تولى رئاسة القلعة الحمراء فى 30 ديسمبر عام 1962 وحتى 15 ديسمبر عام 1965، وشغل الرجل على المستوى العام، رئاسة محافظة القاهرة، ومن أبطال مذبحة الإسماعيلية، والرجل المقرب من الرئيس الراحل جمال عيد الناصر، من الضباط القلائل الذين اقتربوا من الضباط الأحرار فى البداية عقب تخرجه عام 1944 أراد حيدر باشا وزير الحربية آنذاك تغيير صورة مصلحة السجون فاختار ضباطاً رياضيين من كلية البوليس، وأثناء اشتراك صلاح دسوقى فى مباراة لعب الشيش شاهده المدرب الفرنسى فاشترك فى نادى السلاح الملكى، ونال ثقة الضباط الأحرار وتطورت الأمور ونال ثقة جمال عبدالناصر، فكان يخبئ الأسلحة فى غرفة نومه لكونه ليس عرضة للشبهات بحكم عضويته فى السلاح الملكى وسفره للخارج للاشتراك فى المباريات، وحين قامت الثورة كان يمثل مصر فى دورة الألعاب الأولمبية بهلسنكى.وعلى مستوى تاريخ مصر العام والنادى الأهلى، يأتى اسم الفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجى، فهو على المستوى الرياضى الرئيس التاسع للنادى الأهلى وتولى أول مرة يوم 15 ديسمبر 1965 حتى 13 يوليو 1967 ثم فترة ثانية من 8 نوفمبر عام 1972 حتى 12 ديسمبر 1980.وعلى المستوى العام، الفريق مرتجى قائد عسكرى مصرى تولى قيادة الجيش المصرى فى حرب اليمن 1964 وقائد جبهة سيناء فى نكسة 1967، وشغل منصب قائد القوات البرية، وفى مذكرات له اعترف مرتجى أنه بعد الهزيمة تولى قيادة القوات المسئولة عن تأمين غرب القناة، وفوجئ بقرار اعتقاله فى هذا التوقيت بسبب إشادة الصحف الإنجليزية بدوره فى الحرب وتلويحها بقدرته على إحداث انقلاب، وتم اعتقاله حسب روايته لاقتناع عبدالناصر بتحالفه مع المشير عبدالحكيم عامر وشمس بدران ضده، وللرئيس الأسبق للأهلى اعترافات كثيرة مثيرة أحدثت جدلاً كبيراً داخل مصر، ومنها «أن المشير عبدالحكيم عامر لم يفكر فى الانقلاب سوى بعد حرب 67».وجاء إبراهيم كامل الوكيل رئيساً للأهلى فى زمن النكسة، من 18 يوليو 1967 إلى 8 يوليو 1971، وذلك بسبب استدعاء الفريق مرتجى للمشاركة فى حرب 1967، وتوقف النشاط الرياضى خلال فترته بسبب الحرب، وفى عام 1971 ترك الوكيل المنصب بعودة الفريق عبدالمحسن مرتجى لكرسى الرئاسة.ويحمل صالح سليم رقم 11 فى قائمة قادة الأهلى، والمايسترو على المستوى الكروى وأمجاده تحتاج لمجلدات، وهو على المستوى الشخصى ابن الجراح المعروف آنذاك «محمد سليم»، ووالدته السيدة «زين الشرف» التى كان والدها من أشراف مكة المكرمة قبل انتقاله للعيش فى تركيا ومنها إلى مصر.تعرف والده على السيدة «زين» عندما كان يجرى لها عملية جراحية خلال إقامتها مع عائلتها فى مصر، وتزوج منها، ورزق منها بثلاثة ذكور، صالح، وعبدالوهاب وطارق، ولصالح سليم قصة خاصة حيث تعرف على زوجته السيدة «زينب لطفى» على متن باخرة، وقررالزواج منها ورفض والد كل منهما بسبب عدم إكمال صالح لدراسته الجامعية، وتم الاتفاق على تأجيل الأمر حتى إنهاء صالح دراسته الجامعية، وبعدما حصل على شهادة «بكالوريوس التجارة» تم الزواج، وأنجبا، هشام، وخالد سليم.ومن حى السيدة زينب جاء محمد عبده صالح الوحش الرئيس رقم 12 فى تاريخ الأهلى، بدأ حياته الرياضية لاعباً بالنادى الأهلى وعمره 15 سنة، واعتزل وعمره 25 سنة فقط، وبعيداً عن الرياضة ذكر اسم عبده صالح الوحش على أنه الصديق المقرب جداً من «على العطيفى» الذى جندته إسرائيل لصالحها، حيث جاء به الوحش مدلكاً بفريق الأهلى، ومن خلاله كون شبكة علاقات قوية بكبار المسئولين فى مصر، مثل كمال حسن على، وعثمان أحمد عثمان صهر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، واستفاد «الجاسوس» العطيفى من ذلك كثيراً، واتهم أنه قام بوضع «السم» فى جسد عبدالناصر لقتله، وتم اعتقاله، واستمر حبسه حتى مات بداخل السجن، ورفضت أسرته تسلم جثمانه.وعادت رئاسة النادى الأهلى لنجوم الكرة من جديد من خلال الرئيس رقم 13 حسن حمدى، الذى عرف طريق الإدارة بالتعيين عضواً فى مجلس إدارة النادى الذى فاز برئاسته صالح سليم فى انتخابات 1984، ومن وقتها بدأت رحلة «وزيرالدفاع» داخل النادى الأحمر، واستمرت الرحلة حتى سلم المهمة قبل ما يقرب من 4 سنوات، بعدما حقق الريادة للنادى وجعله الأكثر تتويجاً بالبطولات القارية على مستوى العالم.وعلى المستوى العام ذكر اسم حسن حمدى فى قضية التربح من «الأهرام»، وطالته اتهامات عديدة، حيث استدعاه النائب العام وقتها المستشار عبدالمجيد محمود للتحقيق معه فى التهم الموجهة إليه بخصوص مخالفات مالية فى وكالة الأهرام تقدر بمليار جنيه، وظهرت مستندات ومنشورات من هنا وهناك، ومؤخراً أصدرت نيابة الأموال العامة برئاسة المستشار محمد البرلسى قرارها باستبعاد حسن حمدى من قضية الفساد فى هدايا الأهرام.ولمدة تقترب من 4 سنوات احتل محمود طاهر رقم «14» فى قائمة قادة الأهلى، ويتنافس مع الخطيب اليوم على فترة رئاسة جديدة، فهل سيحتفظ برقمه لمدة جديدة أم سيكون «بيبو» الرئيس رقم «15» فى تاريخ الأهلى؟