«الأكاديميات».. «كورة ولا بيزنس»

أخبار متعلقة

10 آلاف متفرج لمباراة الإسماعيلى والكويت

حوار| «محمدين»: بدوّر على الموهوبين ولا ألتفت للباحثين عن الشهرة

عمار حمدي يواصل تنفيذ برنامج «ليندمان» في الأهلي

بروفايل| الأهلى.. «معقل الوطنية وصائد البطولات»

نقلا عن العدد الورقي

• «بيبو»: بعضها تأسس على ملاعب خماسية.. و«طعيمة»: «الخاصة» أكبر بؤرة فساد وعلى الدولة إنقاذ المواهب.. و«الجبلاية»: سننظم عملها باللوائح

أثارت «أكاديميات كرة القدم» المنتشرة فى كافة محافظات مصر، التى غزت قراها ومدنها، جدلاً كبيراً فى أوساط المتخصصين والمدربين والمسئولين عن الرياضة، واتحاد كرة القدم، البعض يرونها إضافة يمكن أن تُسهم فى رفع مستوى اللعبة وإعداد أجيال جديدة من اللاعبين المحترفين، ومنهم من يرى أنها مجرد «سبوبة» وبؤر للفساد والنصب على أولياء الأمور، وسط دعوات للدولة للتدخل لتقنين عمل هذه الأكاديميات ووضع لوائح وشروط لها.

وانتشرت هذه الأكاديميات خلال السنوات العشر الماضية، مدفوعة بارتفاع أسعار اللاعبين فى الدورى الممتاز، وأحلام كثير من أولياء الأمور فى احتراف أولادهم كرة القدم، طمعاً فى تأمين مستقبلهم مادياً، ومع زيادة أعداد الأطفال الراغبين فى ممارسة اللعبة، والأعداد المحدودة التى تستوعبها الأندية المعتمدة من اتحاد الكرة، كالأهلى والزمالك، اتجه عدد كبير من أولياء الأمور إلى الأكاديميات الخاصة، وأصبح هناك تقريباً فى كل حى أكاديمية تابعة للاعب كرة سابق يشرف عليها، وظهرت أكاديميات تحمل اسم أندية أوروبا، مثل ريال مدريد، وبرشلونة، ويوفنتوس، ومانشستر يونايتد، وليفربول، وكثير منها يستغل أسماء هذه الأندية فقط، ولا يكون للنادى أى علاقة باللاعبين.

يأتى ذلك فى الوقت الذى يبدو فيه أن المسئولين عن اتحاد الكرة، برئاسة هانى أبوريدة، توصلوا لقناعة بضرورة الإسراع فى وضع لوائح خاصة بهذه الأكاديميات تحكم عملها خلال الفترة المقبلة، تتضمن، على سبيل المثال، أن يكون القائمون عليها حاصلين على الرخص التدريبية على الأقل «c»، ووجود لجان طبية، فضلاً عن تحديد نوعية ملاعب التدريب.

وكان النادى الأهلى أول من أسس الأكاديميات عام 2005، كمدرسة لتعليم أسس كرة القدم للفئات العمرية المختلفة، من خمس سنوات إلى 15 سنة، ولديه 11 فرعاً فى محافظات ومدن مختلفة، هى مدينة نصر، والإسكندرية، والمنصورة، وبلبيس، وأسيوط، وأكتوبر، وأسوان، وتعد الأكبر من حيث شراء استمارات الالتحاق بها، والأرخص أيضاً، حيث تتراوح أسعارها بين 300 و500 جنيه شهرياً.

وأكد خالد بيبو، مدير أكاديميات النادى الأهلى، أنه حظى بشرف كبير، بعدما قرر مجلس الإدارة إسناد هذه المهمة له، وقال: «الأكاديمية تملك حالياً 11 فرعاً ونسعى لافتتاح نفس العدد خلال الفترة المقبلة، ولكن بمقاييس القلعة الحمراء، لتغطية كل أرجاء مصر والحصول على فرصة لم تحصل عليها الأجيال السابقة، حين تم استبدال الأكاديميات باللعب فى الشارع، مع إتاحة الفرصة لكل الأطفال لوضع أسس سليمة، تجعلهم مؤهلين للعب فى أكبر أندية مصر»، وأضاف: «أكاديمية النادى الأهلى لا تهدف أبداً للربح، رغم أننا الأكاديمية الأنجح، ولكن كانت تعليمات محمود الخطيب، رئيس مجلس الإدارة، أن الهدف الأساسى بناء قاعدة كبيرة للأحمر، وتم اتخاذ قرار بالاستعانة بكل أبناء النادى الأهلى فى الأكاديميات، وكان الوجه الأجدد هو أمير عبدالحميد، ابن النادى الذى أعلن اعتزاله قبل أيام»، وأوضح مدير أكاديميات النادى الأهلى أنه يجب وضع أسس لإنشاء الأكاديميات فى مصر، قائلاً: «لا يجوز أن كل فرد يقوم بتأجير ملعب خماسى، ويؤسس أكاديمية، لأن هذا يضر بسمعة المشروع فى مصر، وأطالب اتحاد الكرة بوضع لائحة حاسمة للحد من العشوائية فى التأسيس».

نفس الأمر كان مع نادى الزمالك، حيث قال حمادة رأفت عطية، مدير أكاديمية الكرة بنادى الزمالك، إن «السنوات الماضية شهدت تطويراً كبيراً فى أكاديميات نادى الزمالك، بعد افتتاح ملاعب جديدة ووجود أدوات تدريب حديثة، ما جعل منها واحدة من أهم الأكاديميات فى الشرق الأوسط، وتتراوح أسعار الاشتراكات بها بين 150جنيهاً للعضو، و350 لغير العضو، شهرياً، وهو رقم رمزى مقارنة بباقى الأندية والأكاديميات الخاصة».

وأكد نادر شوقى، المدير العام لأكاديمية ريال مدريد، أنهم اتبعوا أسلوباً جديداً، وهو التحاق اللاعبين دون أى مقابل، من كل فروع مصر، سواء فى «فوكس» التى تملك 9 فروع فى مصر حالياً، و«ريال مدريد» التى تملك 3 فروع، وتم انتقاء المواهب المميزة ووضعهم فى فريق واحد فى الفرع الرئيسى بالقاهرة، وتم اختيار 20 لاعباً فقط من أصل 200 لاعب، للمشاركة فى دورى الأكاديميات ودورى البراعم، ليكون اللاعب صاحب طموح للمشاركة فى البطولات منذ الصغر، مشيراً إلى أن الأكاديميات حالياً هى المصدر الرئيسى للأندية، بالإضافة إلى أنها تساعد فى توسيع قاعدة ممارسة اللعبة فى مصر، وأضاف: «الأكاديميات الخاصة تتميز عن نظيرتها فى الأندية من حيث عدد المواهب المتقدمة، لأن فى الأندية الكبرى يتقدم آلاف الأطفال ويحصلون على فرصة واحدة فقط للاختبار، ما قد يعرضهم للظلم، ولكن مع قلة العدد فى الأكاديميات الخاصة يحصل اللاعب على أكثر من فرصة، لأنه يكون هناك لجنة لكل ملعب، والأكاديميات فتحت سوقاً كبيراً للاعبين من خمس سنوات حتى 17 عاماً، بالإضافة إلى أن اللاعب الذى سيصل إلى عمر 17 عاماً سيتم تقييمه، وهل سيكون مناسباً للاحتراف الخارجى، وأن يتم تسويقه بطرق احترافية، مع وجود حق الرعاية ودخول أرباح ليكون مشروع النجم متكاملاً».

وعلى الجانب الآخر، هاجم عادل طعيمة، رئيس قطاع الناشئين بالنادى الأهلى سابقاً، ظاهرة أكاديميات كرة القدم، قائلاً: «هى أقوى بؤر الفساد فى مصر، ولا أعلم لماذا لم تتدخل الدولة حتى الآن وتنقذ أولياء الأمور من النصب»، وتابع: «كل من لا يوجد له عمل فى مصر يقوم باستئجار ملعب وينشئ أكاديمية، دون الحصول على أى موافقات أو تراخيص من الدولة، وكل نجم كبير اعتزل كرة القدم يقوم باستقدام أفراد ليس لهم أى علاقة بكرة القدم، ويدمر مستقبل الأطفال، وخلال التدريبات لا يوجد كشف طبى ولا توجد سيارة إسعاف فى الخارج، وكل ما تهدف إليه هذه الأكاديميات هو جنى الأموال فقط، المال ولا شىء آخر»، وأضاف: «مباريات هذه المنافسات تشهد قمة الانحطاط الأخلاقى، ونظراً لعدم وجود مدربين مؤهلين، ولأنهم ليس لهم علاقة بكرة القدم يقومون دائماً بتوجيه السباب للأطفال، وتشهد أيضاً عراكاً بين أولياء الأمور».

ومن جانب اتحاد الكرة، أكد محمد أبوالوفا، عضو مجلس إدارة الاتحاد، أنه سيتم وضع بنود ولوائح خاصة بهذه الأكاديميات خلال الفترة المقبلة، تتعلق بأن يكون القائمون عليها حاصلين على الرخص التدريبية على الأقل «c»، ووجود لجان طبية، فضلاً عن نوعية ملاعب التدريب، وأضاف: «المجلس قرر تنظيم عمل أكاديميات الكرة فى مصر بعد انتشار الأكاديميات وضرورة الحفاظ على النشء الذى يمارس لعبة كرة القدم ووضع آليات للمساعدة فى خروج لاعبين مميزين».