الحكام
نقلا عن العدد الورقي
الحكام أزمة كل موسم: أخطاء بالجملة.. شماعة الهزائم.. واتحاد الكرة يفشل فى حمايتهم
«ريشة» و«فاروق» يجاملان «أبوتريكة» على الملأ.. «جريشة» يحرم الأهلي من هدف وضربة جزاء أمام الإسماعيلى.. «عبدالعزيز» يظلم غلابة طنطا.. و«مجدى» يلعب مباراة الزمالك والتعدين بكرة شاطئية
«فاروق» لا يعترف بضربة جزاء صحيحة لصالح «شيكابالا».. «أبوخاطر» ملك الضربات الوهمية فى مباراة واحدة.. ومسلسل أخطاء «جريشة» مع الزمالك عرض مستمر.. و«بيراميدز» آخر المعترضين بسبب «عبدالعزيز»
اشتعلت الأجواء مبكراً فى الدورى الممتاز بسبب الأخطاء التحكيمية، التى دفعت بعض الأندية للتلويح بالانسحاب وعدم الاستمرار فى خوض منافسات البطولة، أو المطالبة بوجود حكام أجانب خلال المباريات المقبلة وتطبيق تقنية الفيديو، وهى حلول يتحفظ عليها اتحاد الكرة لعدم هز الثقة فى الحكام المصريين وتوفيراً للنفقات.
ولا تعد أخطاء مباراة بيراميدز والجونة فريدة من نوعها بل إن التاريخ يشهد على عدد كبير من الأخطاء التحكيمية، منها ما منح الأفضلية لفرق على حساب أخرى ومنها ما أثار الجدل فى الكرة المصرية وأشعل فتيل أزمة بين الأندية واتحاد الكرة ما تزال مستمرة حتى وقتنا الحالى.
«فاروق» يجامل الأهلى
فى 15 ديسمبر 2004، احتسب محمد فاروق، حكم لقاء الأهلى وحرس الحدود فى الجولة الحادية عشرة من مسابقة الدورى الممتاز، ركلة جزاء لصالح محمد أبوتريكة فى الدقيقة 90 ليهدى المارد الأحمر ثلاث نقاط بعدما نجح «متعب» فى تسجيل هدف الفوز من تلك الركلة، ولاقى هذا القرار اعتراض فريق الحدود وحدثت أزمة خلال هذه المباراة.
«ريشة» فى فخ «أبوتريكة»
من أشهر القرارات التى ما زالت عالقة فى الأذهان ذلك القرار الذى حدث فى 20 مايو 2009، عندما احتسب كمال ريشة، حكم لقاء الأهلى وطلائع الجيش فى الأسبوع الأخير من مسابقة الدورى الممتاز، هدفاً لمحمد أبوتريكة، ليحقق التعادل للمارد الأحمر قبل أن يحرز أحمد فحى هدفاً ثانياً فى الدقيقة 93 وبعدها بدقائق عزز محمد طلعت الفوز بهدف ثالث، واعترف «الماجيكو» بعد ذلك بأن الهدف كان ضربة حرة ومخالفة واضحة عليه لأنه أعاق أحمد أبومصطفى مدافع الطلائع الذى حصل على كارت أصفر لأنه اعترض على الحكم بعد احتسابه الهدف.
«جريشة» يذبح الأهلى أمام الدراويش
وارتكب جهاد جريشة فى 22 أكتوبر 2014 خطأ فادحاً خلال مباراة الأهلى والإسماعيلى فى الجولة الخامسة من مسابقة الدورى الممتاز، حيث رفض احتساب هدف صحيح لمحمود حسن تريزيجيه، لاعب الأهلى، محتسباً لمسة يد على عمرو جمال فى حين أن الكرة لمست يد شوقى السعيد مدافع الدراويش، ليثير هذا القرار ضجة كبيرة فى ملعب اللقاء.
أخطاء وحالة فريدة من نوعها
تغاضى محمد فاروق فى 28 أكتوبر 2016 خلال مباراة إنبى والمصرى عن طرد واضح وصريح للاعب الفريق البورسعيدى بعدما أخرج الكرة بيده من داخل منطقة الجزاء التى كانت تتجه نحو المرمى، الأمر الذى قوبل بغضب شديد من لاعبى إنبى، كما شهد هذا العام واحدة من الحالات الغريبة التى أثارت الجدل وهى عدم وجود لوحة إلكترونية فى ملعب الداخلية، خلال مباراة الداخلية والطلائع، الأمر الذى جعل الحكم الرابع يشير إلى الوقت بدل الضائع بأصابع يده.
فضيحة ع المكشوف
تواصلت أخطاء التحكيم فى دورى 2017-2018، حيث تغاضى الحكم شريف حسن عن احتساب ركلة جزاء صحيحة للنصر للتعدين فى مباراته أمام الإسماعيلى بالجولة الرابعة وذلك بعدما تعمد محمد عواد، حارس الدراويش، التصدى للكرة بيديه خارج منطقة الجزاء فى فضيحة تحكيمية، وفى المسابقة نفسها رفض عبدالعزيز السيد احتساب ركلتَى جزاء صحيحتين لطنطا فى مباراته أمام الزمالك بالجولة التاسعة، كما قام بإشهار الكارت الأحمر فى وجه مهاجم طنطا دون وجود خطأ واضح منه، كما سمح الحكم طارق مجدى بخوض مباراة الزمالك والنصر للتعدين فى الجولة الثالثة بكرة غير مطابقة للمواصفات القانونية تشبه أكثر كرة قدم شاطئية، وهو ما تمنعه اللوائح، فى لقطة أثارت لغطاً كبيراً، خاصة أن الحكم رفض استبدالها.
ضربات جزاء وهمية
فى مباراة المقاولون وسموحة بالجولة الثامنة ظهرت فضيحة تحكيمية بعدما احتسب الحكم محمد أبوخاطر ركلتى جزاء وهميتين وأثارت الواقعة جدلاً كبيراً بين خبراء التحكيم، وتغاضى محمد فاروق عن احتساب ركلة جزاء واضحة لمحمود عبدالرازق شيكابالا، بعد عرقلة واضحة من محمد عادل جمعة الظهير الأيسر للإسماعيلى فى مباراة الزمالك والإسماعيلى بالجولة العاشرة.
أهداف ملغاة وأخطاء بالجملة
قام الحكم المساعد فى مباراة الأهلى والنصر للتعدين بالجولة الحادية عشرة لمسابقة الموسم الماضى، بإلغاء هدف صحيح لعبدالله السعيد بداعى التسلل، وهو الهدف الذى أكد الجميع صحته، واحتسب الحكم كامل محمد كامل فى مباراة إنبى وأسوان بالجولة الـ12 هدفاً للفريق البترولى فى واقعة كارثية، بعدما اصطدمت به الكرة نتيجة تمركزه الخاطئ داخل منطقة الجزاء، وأغفل الحكم أشرف رشاد حكم لقاء المصرى والإسماعيلى إيقاف المباراة بعد سقوط محمود متولى لاعب الدراويش على أرضية الملعب والتفاف لاعبى الأصفر حوله، وقام باستئناف المباراة ونجح المصرى فى إحراز هدف التعادل. وألغى المساعد الثانى فى لقاء الزمالك والنصر للتعدين هدفاً صحيحاً للفارس الأبيض أحرزه حسام بولو، كما احتسب الحكم سعيد حمزة هدف إنبى الثالث الذى أحرزه صلاح محسن رغم أنه جاء بعدما دفع اللاعب، مدافع المقاصة أحمد سامى فى ظهره فى خطأ واضح.
وفى 3 مارس 2017، شهدت مباراة الزمالك ومصر المقاصة التى أقيمت على استاد السويس ضمن مؤجلات الجولة الخامسة، فضيحة تحكيمية، بعدما تغاضى الحكم جهاد جريشة عن احتساب ركلة جزاء واضحة للفارس الأبيض بعد اصطدام الكرة فى يد أحمد سامى مدافع الفريق الفيومى بشكل واضح للغاية.
الزمالك يعترض على «جريشة»
خلال دورى الموسم الحالى، أثارت أخطاء الحكم جهاد جريشة فى لقاء الزمالك والنجوم، الذى انتهى بفوز النجوم بهدف دون رد، ضد الزمالك فى الجولة الرابعة غضباً كبيراً من جانب مرتضى منصور، الذى قذف بزجاجات المياه أثناء خروجه من أرضية الملعب، للتعبير عن غضبه من أداء الحكم، كما هاجم منصور اتحاد الكرة، لإسناد المباراة لجهاد جريشة، وأشار مرتضى إلى أنه لا يحب جهاد جريشة، لأنه كان الحكم أيضاً فى المباراة الشهيرة بين الزمالك ومصر المقاصة فى الموسم قبل الماضى.
شكوى رسمية من الأهلى
وأرسل مجلس إدارة الأهلى شكوى لاتحاد الكرة ضد الحكم إبراهيم نورالدين بسبب الأخطاء التحكيمية التى حدثت فى مباراة الأهلى والإنتاج الحربى بالجولة الخامسة، وهدد المجلس بالانسحاب من بطولة الدورى، بسبب الأخطاء التحكيمية التى تعرض لها الفريق، وأثرت على نتيجة المباراة، وذلك لعدم احتساب ضربة جزاء صحيحة للنادى الأهلى، وإلغاء هدف صحيح أيضاً لمؤمن زكريا، كما طالب المجلس اتحاد الكرة بإجراء تحقيق مع الحكم، وفى حال عدم وضوح الرؤية كاملة من الاتحاد سيتم الانسحاب من الدورى.
وطالب مجلس الإدارة بتطبيق تقنية الفيديو (var)، وإسناد مباريات الأهلى فى الدورى المصرى لحكام أجانب ويتحمل النادى تكاليف الاستعانة بهم، كما أن غضب مسئولى الأهلى دفع لجنة الحكام لمعاقبة الحكم إبراهيم نورالدين، بالإبعاد عن إدارة مباريات الأهلى والزمالك، ووضعه تحت التقييم خلال الأسابيع المقبلة.
بيراميدز يشعل الأزمة
وأخيراً، اعترض تركى آل الشيخ، مالك نادى بيراميدز، على الأداء التحكيمى فى مباراة فريقه أمام الجونة بالجولة السادسة، بعدما ألغى الحكم عبدالعزيز السيد هدفاً لـ«كيينو» بداعى التسلل الذى لم يكن موجوداً بالإضافة إلى تغاضيه عن احتساب ركلة جزاء لمصلحة اللاعب نفسه، كما هدد «تركى» بالانسحاب من الدورى، إذ لم تتم الموافقة على استقدام حكام أجانب خلال مباريات الفريق المقبلة، لتؤكد هذه الواقعة استمرار الأخطاء التحكيمية الفادحة للحكام بالدورى الممتاز، والتى عانت منها جميع الأندية المصرية بلا استثناء هذا الموسم، والتى تسببت فى تغيير الكثير من النتائج بالعديد من مباريات الدورى وأفقدت البطولة متعتها وإثارتها المعهودة.
رسالة مر عليها 90 سنة من «جعفر باشا والى» لـ«مجلس أبوريدة»: اجعلوا «الحكام» بالانتخاب
كتب - سامح سمير:
الأزمة الحالية التى يمر بها التحكيم المصرى على مستوى مباريات الدورى ليست وليدة اللحظة أو الموسم الحالى فقط، بل هى أزمة ومشكلة جذورها متشعبة داخل الكرة المصرية منذ سنوات طويلة، وكل ما حدث أنها زادت بصورة كبيرة هذا الموسم.
وأزمة التحكيم فى مصر ممتدة منذ ما يقرب من 90 سنة، فبعد 8 سنوات من تولى جعفر والى باشا رئاسة اتحاد الكرة عام 1921 كتب الناقد الرياضى بجريدة الأهرام، «إبراهيم علام»، مقالاً، قال فيه إن «جعفر باشا والى»، رئيس الجبلاية، استقبل من «محمد وحيد» أحد «الحكام» وقتها، رسالة قال فيها: «حضرة صاحب المعالى، رئيس اللجنة العليا للاتحاد المصرى لكرة القدم.. بالنسبة للحالة التى وصل إليها حكام كرة القدم بالقطر المصرى ورغبةً فى رفع مستواهم وتحسين حالتهم.. تقدمت إلى اللجنة العليا العام الماضى باقتراح رأينا فيه خطوة فى سبيل النهوض بتلك الهيئة التى هى فى الحقيقة دعامة من أهم الدعائم التى تقوم عليها لعبة كرة القدم».
وتابع الحكم فى الرسالة التى تلخص أسباب ما تعانيه لجنة الحكام حالياً، وقال: «يتلخص هذا الاقتراح فى أن يكون تأليف لجان الحكام العليا والفرعية بطريق الانتخاب.. وهذا الاقتراح يقلل من عبء مسئولية اللجنة العليا عن تدهور حالة الحكام المستمر، إذ يجعل الحكام أنفسهم مسئولين عن انتخاب لجانهم التى من أول واجباتها الاهتمام بهم وبكرامتهم».
هذا وقرر مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة هانى أبوريدة، خلال اجتماعه أمس، تطبيق تقنية الفيديو خلال الموسم الجارى لبطولة الدورى الممتاز، ومخاطبة الاتحاد الدولى «فيفا»، والشركات العالمية المختصة بهذه التجربة، للاستعانة بهم تمهيداً لتنفيذ «VAR»، فى أقرب وقت ممكن، كما وافق مجلس الجبلاية، على الاستجابة لأى نادٍ فى المسابقة يرغب فى إسناد إدارة أى مباراة له فى الدورى إلى حكام أجانب، شرط سداد مبلغ 15 ألف دولار فى خزانة الاتحاد تمثل قيمة تكلفة استقدام طاقم حكام أجانب.
وأكد مجدى عبدالغنى، عضو مجلس إدارة الاتحاد، أن تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد سيتم تطبيقها مهما كانت التكلفة «حتى لو وصلت إلى مليار جنيه».
يأتى ذلك نزولاً على رغبة الأندية التى اعترضت على الأخطاء التحكيمية فى الفترة الأخيرة.
تعليقات الفيسبوك