الحوار الكامل.. شريف إكرامي: القمة «متلعبتش».. ولن أرحل عن الأهلي مهما طال جلوسي على الدكة

نقلًا عن العدد الورقي

من يردد أنه الحارس الأول واهم وينكر حق الآخرين والبعض يسعى لتشويهى لأسباب شخصية دون سبب واضح.. وهفواتى داخل الملعب لا تزيد على 10 أخطاء فى أكثر من 300 مباراة

إذا كان البعض يرى وجود أزمة حراس فى الأهلى ونفوز بهذا الكم من البطولات فمن الأفضل أن يتركونا نعيش فى أزمتنا.. ولم أنضم لقائمة المونديال مجاملة أو بالصدفة

كنت الحارس الأساسى فى الأهلى قبل «كارتيرون ولاسارتى».. ومن المستحيل أن يكون اللاعب من بدايته حتى الاعتزال رقم واحد دائماً حتى ولو كان أعظم لاعبى العالم

شريف إكرامي: مقولة «أبناء عاملين» موجودة فى كل المجالات إلا كرة القدم

مواعيد النوم ونوعية الأكل تقلل الإصابات المتكررة بالفريق.. ولسنا بالنادى الصغير حتى يتم النظر أو تقييم مستوانا من مباراة واحدة أو بالقطعة

أدعم مصطفى شوبير.. وأشعر بأنه سيلعب فى أجواء صعبة جداً جداً.. ومن يكرهون والده سيهاجمونه بشدة.. وأبلغته أنه سيكون مستقبل حراسة المرمى فى الأهلى

واحد من أهم حراس المرمى على مدار تاريخ كرة القدم المصرية بشكل عام، والأهلى بشكل خاص، وعلى الرغم من غيابه عن المشاركة فى التشكيل الأساسى معظم الفترات الماضية، فإنه يقوم بدوره كقائد للفريق الأحمر على أكمل وجه، ولا يربط بين مشاركته بالمباريات وقيامه بذلك الدور نظراً لقيمته داخل الفريق ولتاريخ عائلته داخل قلعة الجزيرة باعتبار أنه نجل الوحش إكرامى، حارس مرمى الأهلى السابق.

شريف إكرامى تعرض لسوء حظ كبير مع الإصابات خلال الفترة الأخيرة، حرمته من الوجود مع الفريق وحجز مكان بالتشكيل الأساسى، «الوطن» حاورت حارس مرمى الأهلى للحديث عن كل ما يخص القلعة الحمراء سواء بمسابقة الدورى بعد اشتعال المنافسة مع الزمالك، وفرص الفريق بالفوز بدورى أبطال أفريقيا، وغيرها من الموضوعات الهامة داخل الحوار.

فى البداية، كيف تابعت مباراة القمة 117 بين الزمالك والأهلى؟

- أعتقد أنها «ماتلعبتش»، المباراة جاءت على عكس كل التوقعات، بسبب ظروف الطقس والأمطار الكثيرة التى هطلت على ملعب برج العرب، فالظروف المناخية لم تساعد على خروج المباراة بالشكل المنتظر، وغيّرت فكر كل مدير فنى تماماً.

كيف غيّرت فكر كل مدير فنى؟

- سأتحدث عما يخصنا فى الأهلى، نحن كنا نبحث عن شىء واحد فى القمة، وهو الفوز والحصول على النقاط الثلاث، لكنّ الظروف المناخية، جعلتنا نغير التفكير، فبدلاً من السعى نحو الفوز واحتلال الصدارة التى كانت ممهّدة لانتظارنا، أصبح الهدف هو ضرورة الخروج بأقل الخسائر والإصابات، مما جعل طموحنا كفريق يقل.

مَن المستفيد بهذا التعادل؟

- التعادل ليس فى مصلحة الأهلى على الإطلاق، وكما ذكرت لك فقد كنا نبحث عن الفوز فقط، ولم نسعَ مطلقاً وراء التعادل، وأكرر أن القمة تعتبر فى حُكم أنها لم تُلعب.

ما رأيك فى أزمة ملعب برج العرب؟

- الأزمة كبيرة، وتحتاج للحديث فى الكثير من الأمور للإصلاح، أهمها مواكبة التطورات الحديثة فى كرة القدم، وتحديداً كيفية إنشاء الملاعب التى تقام عليها كرة القدم، ومدى سُمك ملاعب الكرة، الذى يحميها من التأثر بهطول الأمطار، وكيفية مواجهة هذه الأزمات، فمن غير المعقول أن نكون فى عام 2019 ونتأثر بالأمطار وتخرج القمة بهذا الشكل، خاصة أن لاعبينا غير معتادين على اللعب فى الأجواء الممطرة.

ماذا عن إصابتك؟

- الحمد لله حالتى فى تحسّن مستمر، فقد تعرضت لإصابة بمزق فى السمانة، فى الثامن والعشرين من شهر فبراير الماضى، وبدأت تنفيذ البرنامج العلاجى من أول يوم، والإصابة كانت تحتاج من 4 إلى 6 أسابيع، ولكن الأمور فى تطور سريع بفضل تنفيذ البرنامج التأهيلى بشكل جيد.

ما سبب إصابتك، خاصة أنك سقطت فى المران دون أى تدخل؟

- الجو فى هذا اليوم كان بارداً للغاية، وكنت أشعر بالبرودة وقمت ببعض «الإسبرنتات»، فحدث تمزق للسمانة، وهذا يحدث بشكل طبيعى فى كرة القدم.

متى ستعود للمشاركة فى التدريبات الجماعية والمباريات؟

- أيام قليلة وسأشارك فى التدريبات الجماعية، حيث من المفترض العودة فى منتصف أبريل ولكننى قبلها سأكون جاهزاً تماماً وسأشارك فى التدريبات بشكل طبيعى قبل المدة المحددة.

كيف ترى الأهلى فى الوقت الحالى تحت قيادة مارتن لاسارتى؟

- أرى الأهلى كما أراه دائماً، فريق متماسك ويسعى للبطولات ولا يكل أو يمل منها، ونسير بشكل جيد فى بطولة دورى أبطال أفريقيا وبطولة الدورى الممتاز، حدثت أزمة فى بداية الموسم وتحديداً عقب خسارة بطولة أفريقيا أمام الترجى التونسى، وهذا شىء لا يمكن إخفاؤه، ولكن لدينا من الخبرات ما أهّلنا للخروج من هذا الأمر، ونجحنا فى تدارك الموقف سريعاً، ووضعنا أنفسنا فى المنافسة فى بطولتى الدورى وأفريقيا، وسنحارب إلى آخر دقيقة من أجل التتويج بالبطولة الأفريقية والإبقاء على الدورى فى الجزيرة.

كونك أحد اللاعبين الكبار فى الفريق.. ما سبب تذبذب مستوى الفريق فى العامين الأخيرين وخسارة بطولتى أفريقيا والبطولة العربية؟

- نحن نلعب كرة قدم، ولسنا أمام مادة علمية، أو أمور لها ثوابت معينة تسير فيها، وهى لعبة متعلقة بالأساس بالعنصر البشرى، وعندما تتعلق الأمور بالعنصر البشرى فمن الوارد حدوث عدم ثبات، ولا يوجد فريق فى كرة القدم يظهر بمستوى ثابت طوال الموسم، المحصلة فى النهاية تكون فى المجمل.

الجميع تعوّد على رؤية الأهلى قوياً؟

- هذا صحيح، وكما قلت لك المحصلة ستكون فى النهاية، نحن فريق ليس صغيراً حتى يتم النظر أو تقييم مستوانا بعد مباراة واحدة، أو بالقطعة الواحدة، وسترون فى نهاية الموسم أين نحن من البطولات.

ما سبب الإصابات الكثيرة فى الأهلى؟

- أنا لست محلل إصابات، ولست مسئولاً فى النادى لتحديد السبب فى هذا الأمر، ولكن من وجهة نظرى كلاعب أننا ننظر للإصابة أياً كانت لمحاولة منع الأسباب التى تؤدى لها، حتى لو كانت هذه الأسباب صغيرة كموعد النوم أو نوع الأكل، أو طريقة التدريب، وهل تقوم بالحصول على راحة أم لا، ثم بعد ذلك ننظر إلى العوامل الخارجية التى تكون خارجة عن إرادتك، وهى نوع الأحمال وأرضية الملعب التى تخوض عليها المران، وضغط المباريات وطريقة العلاج التى تحصل عليها، وطريقة الاستشفاء التى تقوم بها عقب المباريات وهناك خمسمائة ألف طريقة يمكن الحديث عنها، والإصابات عبارة عن تفاصيل صغيرة عشان تكون مُلماً بها تحتاج إلى تحليل، نحن كلاعبين نحاول تقليل معدل الإصابات، وأهمية التركيز فى تدريبك وطعامك ونومك، وأن تعيش للكرة فقط، لو أنت عشت للكرة سيكون معدل الإصابة أقل، ولو لم تنتبه لهذه الأمور ستكون الأمور غير جيدة.

هل هذه هى كل أسباب الإصابات؟

- هناك عوامل كثيرة للغاية للإصابات الموجودة فى الفريق، على سبيل المثال، نحن أكثر نادٍ فى مصر وربما أفريقيا لم يحصل على راحة عقب ثورة يناير، ونخوض كل البطولات سواء الدورى والكأس وتحديداً بطولة أفريقيا حتى الأمتار الأخيرة، ونخوض مباراة كل 4 أيام مباراة، فمن الطبيعى أن تحدث إصابات، خاصة عندما لا تكون هناك فترات راحة كافية وأجهزة استشفاء حديثة تواكب العصر الحديث الذى نعيشه، أو عدم امتلاك اللاعبين الثقافة التى تجعلهم يعرفون وقت الراحة المناسبة لهم، وما يحدث فى الأهلى وارد بسبب ما ذكرته وأنا لست مندهشاً من كم الإصابات.

لكن معدل الإصابات كبير للغاية ونادراً ما يحدث فى أى نادٍ آخر؟

- هناك بعض الإصابات لها أسباب قدرية، وهناك إصابات متكررة، على سبيل المثال عندما يحدث شىء كبير أو تكرار إصابة محددة للاعب واحد بشكل سريع، تكون هناك وقفة ومعالجة للأمور لمعرفة السبب، ولكن أغلب إصابات الأهلى كلها لعوامل مختلفة ولم تكن هناك إصابات لسبب معين مكرر.

تقدم مستويات رائعة فى المباريات ولكن هناك بعض الهفوات تطيح بمجهودك.. ما سبب ذلك؟

- سأحدثك بصراحة، هناك سُمعة تخرج على لاعبين هى ليست فيهم بالأساس، ويروج لهذه الأمور أحد الإعلاميين أصحاب النفوذ جماهيرياً سواء على السوشيال ميديا أو غيرها ويقوم بالترويج لسمعة معينة عن لاعب معين وهى ليست فيه، وبالنسبة للأخطاء فكل حراس العالم يخطئون فى مركز حراسة المرمى، وهذا ليس مبرراً أضعه لك لتبرئتى، ولكن إذا أردت التقييم بشكل منطقى فعليك بحساب عدد مبارياتى مع الأهلى التى تخطت الـ300 مباراة، ويقاس على عدد هذه المباريات معدل الأخطاء أو الهفوات التى وقعت فيها، والرقم الذى سيخرج سيوضح لك بشكل دقيق هل هناك مشكلة عندى أم أمر عارض.

أتحدث عن سبب الأخطاء التى تقع فيها أو غياب التركيز؟

- أنا حارس مرمى أعرف جيداً أين أقف وأعرف سبب ونوعية أخطائى الجسيمة، ولا يمكن للاعبى الأهلى إذا أرادوا النجاح أن يتفرغوا لكل ما يقال، لا نهتم دائماً بما يقال فى الإعلام.

وسأشرح لك بطريقة أخرى.. فعندما لعبت للأهلى أول مرة كان مركز حراسة المرمى به بعض المشكلات والأزمات، وكان هناك بعض الأشخاص يريدون تعميق هذه الأزمة، واستغلوا هذه الأزمة، وبدأت حملة ترسيخ لدى أذهان الجماهير أن هناك أزمة كبيرة فى مركز حراسة المرمى وهناك هفوات، مع العلم أنه يمكن أن تؤدى كحارس مرمى طوال الموسم بشكل أكثر من ممتاز ولا يتم تسليط الضوء عليك، ولكن عندما تحدث هفوة يتم تضخيمها وتذكير الناس بجميع الهفوات، وقد لعبت مع النادى الأهلى أكثر من 300 منذ 2010 بعد عودتى من الجونة، وعدد أخطائى لم يتعدَّ 10 أخطاء.

ولكن الأخطاء كانت فى مباريات نهائية وحاسمة؟

- هذه ليست مشكلتى، توقيت وقوع الخطأ مش بتاعى، ولك أن تقارن هذه الأرقام مع أى حارس فى مصر، وبينها وبين عدد مشاركتى، عندها ستعرف أننى أتحدث عن حق، أنا فى غنى تماماً عن الدفاع عن نفسى أو الرد على الانتقادات ولا ألتفت إليها، وفى الأهلى تحديداً «اللى بيطلع أذنه وتركيزه خارج سور الأهلى سواء كان لاعباً أو مدربا أو إدارياً أو حتى عضو مجلس إدارة لن ينجح»، النجاح فى الأهلى ليس فى مباراة أو موسم واحد، النجاح بالاستمرارية، لعبت كم موسماً؟ ماذا حققت، تاريخك إيه فى النادى؟ بعد الإجابة عن هذه الأسئلة يمكن أن تعرف نفسك أين تقف وهل أنت ناجح أم لا، وقد مرت علينا العديد من الأمثلة، فهناك لاعبون يحصلون على أفضل لاعب فى مصر وعن جدارة، ثم تبحث عنهم بعد ذلك فلا تجدهم.. العبرة فى الأهلى ليست بما يقال خارج الأهلى، العبرة دائماً هى أين تقف أنت.

تغير المدير الفنى ومدرب الحراس فى الأهلى أكثر من مرة فى آخر عامين ورغم ذلك بقيت الحارس البديل هل ترى سبباً معيناً؟

- ليست له علاقة على الإطلاق، أنا فى الأهلى منذ 2010، أنا أكثر حارس مرمى تغّير عليه مدربون خلال هذه الفترة، ما يقرب من 12 مديراً فنياً فى تسع سنوات، ولعبت مع كل المدربين بشكل أساسى باستثناء باتريس كارتيرون ومارتن لاسارتى، وهذا أمر طبيعى للغاية، إلى جانب ذلك هناك بعض المتغيرات، وقبل ذلك حياة لاعب كرة القدم عبارة عن مراحل ومن المستحيل أن تكون منذ بدايتك وحتى اعتزالك رقم واحد حتى لو كنت أعظم لاعبى العالم، وهناك بعض اللاعبين القلائل فعلوا ذلك والبعض الآخر عندما يشعرون بأنهم لم يصبحوا رقم واحد فى الفريق يرحلون، ولكن نظرتى مختلفة بعض الشىء، فعلى سبيل المثال كنت الحارس الأساسى للفريق قبل كأس العالم فى روسيا بستة أشهر، وشاركت فى آخر مباراة فى التصفيات، وبعدما فقدت مكانى فى الأهلى وبالتزامن فقدت مكانى فى المنتخب الوطنى، ومحمد الشناوى شارك أساسياً وربنا كرمه وانضم للمنتخب وشارك، إذن هناك متغيرات فى كرة القدم تحدث باستمرار وأنا لا أنظر للمسميات «الأول أو الثانى»، بل أهتم بتحليل المرحلة بشكل عام، أين أنا؟ ماذا قدمت؟، ماذا يتوجب علىّ فعله للوصول لنقطة ما، ولا أسير أو أفكر بشكل عشوائى.

منذ أكثر من 6 سنوات والجميع يتحدث عن وجود أزمة حراس فى الأهلى ما رأيك؟

- هذا الكلام ليس موضوعى للحديث فيه، للأسف فى هذا الوقت أصبح الإعلام ليس هو الجهة التى تستند عليها للحقيقة، بسبب وجود بعض التوجهات الكثيرة والشخصنة كثيراً، لدرجة وصل الأمر إلى أنه لا يوجد أى استحياء لكشف هويتك فى الإعلام، فالإعلام الآن أصبح «إعلان هوية» سواء أهلاوى أو زملكاوى على الملأ، وهذا أمر أشبه بـ«الموضة»، فى السابق كان أمراً خفياً، يظهر بشكل قليل ولكنه غير مُعلن، ومن يتحدث الآن بشكل عادل وموضوعى هم قلة قليلة جداً فى الإعلام.

وسأحدثك بالأرقام أيضاً للرد على ادعاء بأن هناك أزمة حراس مرمى، أنا لعبت فى الأهلى منذ 2010، وحتى 2018 بالتحديد، وتوجت مع الأهلى بأكثر من 17 بطولة «خمس بطولات أفريقيا، و7 بطولات للدورى، و3 سوبر، وبطولة كأس مصر»، وحصلت على لقب أفضل حارس فى مصر ثلاث مرات، وكنت مع المنتخب الوطنى بشكل أساسى 7 سنوات، إذا كنا سنتحدث عن أزمة حراس بهذا الكم من البطولات، فأقولها بكل صراحة «اتركونا نعيش فى أزمة حراس مرمى ونحصل على هذه البطولات»، الحقيقة هنا هى أننا إذا أردنا البحث عن أزمة سنجدها بكل سهولة، ولكن لو سنتكلم بموضوعية فلا توجد أزمة حراس مرمى فى الأهلى

كيف تنظر لتصنيفك ثانياً فى الأهلى؟

- مفيش حارس مرمى أساسى يرضى بالمركز الثانى، بشكل عام أنا ضد التصنيف بالأرقام بين الحراس، أنا لعبت 8 سنين فى الأهلى وعمرى ما خرجت بتصريح أؤكد فيه أننى الحارس الأول للأهلى، الناس تتحدث عن ذلك، وحتى فى المنتخب أيضاً، لا أحب التصنيفات، هناك ثلاثة حراس فى الأهلى ومن يتحدث عن أنه الأول فهو واهم، وينكر حق زملائه، نحن ثلاثة حراس نتنافس بشكل عادل، وهناك متغيرات تفرض بعض الأمور.

تتحدث عن أنك ظللت 8 سنوات الحارس الأساسى وبعدها عدت للحارس الثانى ما سبب ذلك؟

- بالفعل هذه هى المرة الأولى التى تحدث أن يكون حارس عرين الأهلى واحداً لمدة 8 سنوات متتالية، كانت الأمور تسير بشكل تنافسى أن يلعب كل حارس فترة ما بسبب المتغيرات، ولكنها لم تتكرر كثيراً، آن الأوان أن يغير الناس معتقداتهم عن الحراس، فعلى سبيل المثال يوجد بيتر تشيك، حارساً احتياطياً فى الأرسنال وهو حارس كبير ولا يقلل هذا من تاريخه.

فى أوروبا الأندية الكبيرة التى كانت تملك حارسين كبيرين مثل كاسياس ونافاس فى ريال مدريد، وشتيجن وبرافو قبل ذلك فى برشلونة، هناك حارس يشارك فى الدورى والآخر فى دورى الأبطال لماذا لم يتم تقسيم الأدوار بينك وبين الشناوى؟ وهل تم الحديث فى هذا الأمر أم لا؟

- ما يحدث خارج الأهلى لا ننظر إليه، لدينا سياسة معينة نتبعها، وهذا الفكر الذى تتحدث عنه مستحدث فى أوروبا وكان أول من قام به فريق برشلونة بين شتيجن وبرافو لأنهم كانوا يريدون مشاركة الثنائى، ثم انتهج هذا الأمر العديد من الأندية، ولكن هذا لا ينفع فى النادى الأهلى، ولم يتم الحديث فى هذا الأمر نهائياً.

كنت أتمنى بقاء أحمد عادل.. وكان صعبان عليّا جداً الفترة التى قضاها داخل النادى دون مشاركة بشكل أساسى

علمت أنك كنت أكثر المؤيدين لبقاء أحمد عادل، وأنك لم تصدق أنه سيرحل للمقاصة، هل ظُلم فى الأهلى؟

- فى الحقيقة كنت أتمنى بقاء أحمد عادل وألا يغادر النادى، كان صعبان عليّا جداً الفترة التى قضاها داخل النادى دون مشاركة بشكل أساسى، كان دائماً يشارك قليلاً، ثم يعود، وفى النهاية ينهى حياته ومشواره فى فريق مصر للمقاصة، وكنت أتمنى مشاركته فى المباريات، ولكن الفرصة كانت صعبة وتزداد صعوبة عليه، والحقيقة أن «أحمد» كان موجوداً وهو ليس الحارس الأساسى وهذا الأمر أغضبه بشدة، وأنا حسيت أنه خلاص بقى لازم يلعب وهذا أمر يعود له، وأحمد بالنسبة لى علاقة وعشرة قوية جداً بعيداً عن الملعب، أنا أُقدر جداً العلاقات الشخصية، أما علاقات العمل بالنسبة لى فتأتى فى المرتبة الثانية، وكل علاقاتى أيضاً بكل الحراس الذين عاشرتهم فى سنى وأصغر منى، علاقة ممتازة للغاية مبنية على الحب والاحترام وأنا أحافظ على هذه العلاقة مع كل الحراس الذين تدربت معهم.

ما رأيك فى مصطفى شوبير وهل تصعيده للفريق الأول مجاملة لشوبير وما سبب الضجة التى تثار حالياً؟

- مبدئياً، وقبل الحديث، أنا أعلم تماماً أنه لا يمكن لأحد أن يفرق بين أحمد شوبير ونجله، أنا على وجه التحديد أتعامل مع مصطفى شوبير كزميل فى الملعب بغض النظر عن علاقتى بالكابتن أحمد شوبير الذى كنت أحضر تدريباته فى طفولتى وأشاهده فى المران تحت قيادة والدى، كما أن هناك علاقة ود مع كابتن شوبير لم تنقطع أيضاً. أنا مش متبنّى «مصطفى»، بس حاسس جداً أنه هيلعب فى أجواء صعبة جداً جداً، لأن أى شخص يعمل فى العمل العام من الطبيعى ألا يرضى عنه الجميع، هناك ناس ضده وهناك معارضون، وعلى سبيل المثال إذا كان هناك أشخاص يكرهون شوبير سيُخرجون هذا فى نجله مصطفى، وأنا تعاملت مع هذا الأمر وأعلم جيداً أنه سيتعرض لمثل هذه الأمور، ولا بد أن يتحلى بشخصية صلبة جداً، لأنه سيتحمل نقداً غير عادى.

هل وجهت له نصائح معينة؟

- بالفعل هذا حدث، وأبلغته بأنه سيكون مستقبل الأهلى، ولكن الحياة لن تبقى سهلة أو وردية فى البداية، وقلت له اللى هتشوفوا فى حياتك أصعب من اللى أنا شوفته، ولازم تشيل ودانك خالص وأن تثق فى إمكانياتك فقط وأن تكون جديراً بهذا المكان، ورسالتى للناس حول الثنائى مصطفى شوبير وأحمد طارق، وليس فى مجال الكرة فقط، هناك مجالات، وتحديداً فى الكرة، لا يوجد بها توريث، أشبه بالعوم، لو بتعرف تعوم هتعرف تكمل، ولو مش بتعرف مش هتنزل الميه أصلاً، ولو أن هناك توريثاً كنا شفنا ولاد اللاعبين كلهم فى الأندية بيلعبوا كورة، من الممكن أن يكون لك والد أو صديق فى هذا المكان ولكن لن يساعدك على النجاح، سيساعدك على أن تتم رؤيتك أكثر من مرة فقط، ولكن فى النهاية لو تمتلك الإمكانيات ستكمل، ولو غير ذلك فلن يحدث أى شىء.

ما رأيك فى مقولة «أبناء العاملين» فى الأهلى؟

- مقولة أبناء العاملين موجودة بالفعل فى بعض المجالات ولكن ليس فى الكرة، وليست موجودة فى الأهلى، وسأثبت لك بالأمثلة، أحمد إكرامى شقيقى لماذا رحل من الأهلى ووالده موجود، أنا عندما عُدت إلى الأهلى مكانوش عايزينى، وانتقلت إلى الجونة وبعدها عُدت إلى الأهلى، ومين اللى هيكون عنده القدرة أنه يتحدى نادياً بحجم الأهلى وجماهيريته لحساب نجله، هذا الأمر غير منطقى.

هل الأهلى قادر على التتويج بالدورى والكأس ودورى أبطال أفريقيا؟

- آه طبعاً مفيش أى شك إننا هنكسب كل البطولات هذا الموسم.

هل فكرة الاعتزال تراودك فى الوقت الحالى؟

- لا على الإطلاق، الاعتزال بالنسبة لى قرار مرتبط بالعطاء، وعندما أشعر بعدم التوازن بين عقلى وجسدى وعدم القدرة على العطاء، سأعتزل، الأمر ليست له علاقة بالسن.

هل تلقيت بعض العروض الخارجية للرحيل؟

- لم أناقش فكرة العروض العربية أو الرحيل من الأهلى، ولا يأتى هذا الأمر على بالى أيضاً.

إذا تلقيت عرضاً مناسباً هل سترحل عن الأهلى؟

- لا توجد لدىّ الرغبة فى الرحيل عن الأهلى فى الوقت الحالى مهما طال جلوسى على الدكة، ولكن لو الأهلى عايز يمشّينى هنقعد، ونشوف العروض المناسبة.

علاقتى بالكابتن أحمد ناجى ليست متوترة وبينى وبينه كل خير وأتواصل معه بشكل مستمر

هل علاقتك لا تزال متوترة مع أحمد ناجى؟ وهل تم التواصل معك للانضمام بخصوص المعسكر الحالى قبل أن تتعرض للإصابة؟

علاقتى بالكابتن أحمد ناجى ليست متوترة، وبينى وبينه كل خير، وأتواصل معه بشكل مستمر، وباركت له على عودته مع الجهاز الفنى الجديد بقيادة أجيرى.

هل حصلت على وعد للانضمام لقائمة بطولة أفريقيا؟

- كله بتوفيق من الله.

الصدفة لعبت دورها بعد إصابة الشناوى ليتم اختيارك ضمن قائمة كأس العالم.. أم أنك كنت تستحق ذلك؟

- الصدفة!! لا.. هو أمر طبيعى لو كانت الأمور سارت فى نصابها، أنا كنت حارس المنتخب فى مباراة غانا قبل كأس العالم بأربعة أو خمسة أشهر، وما قلل فرصتى هو جلوسى على دكة البدلاء قبل المونديال لمحمد الشناوى ولكن النصيب ساقنى إلى المونديال، بسبب إصابة أحمد الشناوى، وتحدثت عن حزنى لذهابى للمونديال على حساب الشناوى الذى فعل الكثير مع المنتخب.

لماذا لم تطلب المشاركة فى المونديال أسوة بالحضرى؟

- لم أطلب هذا الأمر، كنت أتمنى أن أشارك، أى لاعب من حقه أن يطلب، ولكن مش شخصيتى أنا كشريف أكرامى أن أطلب المشاركة، أنا عارف حدودى جيداً، وأفعل ما أقتنع به.

كيف تخطط لمستقبلك أنت بعد كرة القدم.. التدريب أم الإدارة أم شىء آخر؟

- حتى الآن لا، ممكن يكون هناك تفكير فى أوقات متباعدة، ولكن أحتفظ بهذا الأمر لنفسى.

لماذا لم ينجح لنا حراس فى أوروبا؟

- كنا فى السابق نمتلك حراساً عندهم موهبة كبيرة للغاية، ولم نستثمر هذا الأمر بشكل جيد أو ننظر للمستقبل.

ماذا عن الوقت الحالى الآن؟

- فى الوقت الحالى نمتلك نجوماً بفضل السوشيال ميديا، التى صنعت النجوم بسرعة الصاروخ ولكن الموهبة قلت للغاية، وهذا الأمر ليس فى مركز حراسة المرمى فقط، فهذا المثال ينطبق على أكثر من مركز، الأهلى هو أفضل الأندية فى مصر لإخراج مواهب كثيرة، وربما ترى ذلك فى أندية أخرى، ونعانى من مشكلة كبيرة هى أنه لا يوجد من يتحدث بقناعات شخصية عن أى لاعب أو حارس مرمى، فأغلب الآراء تحكمها المصلحة والأهواء الشخصية.

كيف تقيّم مستوى رمضان صبحى.. وهل بالفعل كنت رافضاً لعودته للفريق؟

- عندما تلقى رمضان صبحى عرضاً من الدورى الإنجليزى، كان من الصعب لشخص عاقل أن يرفض ذلك، أما فى حالة عودته للأهلى فإذا كانت مصلحة رمضان صبحى الشخصية تقتضى عودته للأهلى سنضع كل الخيارات أمامنا وما الأفضل بالنسبة له بدون أى مجاملات، وتركت له حرية القرار ولم أتدخل فيه على الإطلاق، وعندما عاد للأهلى لم أكن أعلم؟ ولم أتدخل، وللعلم رمضان زوج شقيقتى ولو كنت رافضاً عودته للأهلى كان بإمكانى وضع العراقيل أمامه أو تصعيب الأمور له.

بمَ تنصحه: البقاء فى الأهلى أم العودة للدورى الإنجليزى؟

- فى البداية رمضان صبحى ليس صغيراً، وهو لاعب محترف ودولى ويعرف جيداً قراراته وأنا سأدعو له بالتوفيق وإذا كان مستقبله ونجاحه مع الأهلى فليبقَ، وإذا كان فى العودة للدورى الإنجليزى فليرحل أيضاً.

ما تقييمك لمستوى رمضان صبحى؟

- «رمضان» تعرض للظلم، فعندما يحترف أى لاعب يدخل على أجواء ومناخ غريب ويحتاج لمساعدة مدربه والتعود على المتغيرات سريعاً، ورمضان لم يحصل على فرصة حقيقية للحكم على مستواه، رمضان صبحى تعرض للظلم فى إنجلترا لوجود محمد صلاح فى الدورى الإنجليزى، وإذا لم يكن محمد صلاح لاعباً فى الدورى الإنجليزى لكان التناول الإعلامى لرمضان صبحى مختلفاً كثيراً، نحن الآن نمتلك نموذجاً مصرياً ناجحاً جداً وهو محمد صلاح، وهناك تسرع فى الحكم على مستوى رمضان صبحى.

تحدثت عن ظلم رمضان صبحى لعدم المشاركة.. هل ذلك يعود له أم لمديره الفنى؟

- المدير الفنى بالطبع وليس رمضان، فهو يحتاج إلى مدرب يثق فى إمكانياته ويقوم بالصبر عليه، كما أن هناك عوامل أخرى تتحكم فى هذا الأمر، وللعلم فإن مدرب هيدرسفيلد الإنجليزى هو من طلبه ولكنه لم يشارك، ووجهة نظرى أن هناك خطة ما لرمضان قد لا تكون معروفة.

ما رأيك فى الهجوم على محمد صلاح؟

- أمر مُحزن للغاية ما يتعرض له محمد صلاح، وهو ما يؤكد المقولة، أن المصريين يتكالبون لتدمير أى شىء ناجح، محمد صلاح تتم محاسبته على أنه وصل للقمة ونزل من عليها، ولا يتم قبول أنه ابتعد عن القمة قليلاً، وبدلاً من أن نساعده نحاول تدميره.

تصريح «صلاح» بأنه الأفضل.. كيف تراه؟

- محمد صلاح نقل مصر لمكانة مختلفة، ومن العيب أن نتصيد له أى أخطاء، وما نذكره بأنه «أفضل لاعب» حقيقى، ونحن كمصريين قلنا ذلك قبله ونتغنى بكونه أفضل لاعب، ودورنا ألا نتصيد الأخطاء، فدورنا كمصريين الدفاع عنه، ماذا نريد من صلاح.. مساعدته أم التصيد له وتدميره؟ بعيداً عن أى شىء صلاح أثبت أن فطرته ممتازة وأنه تغّير.. «الرحمة شوية بصلاح».

كيف ترى تجربة بيراميدز فى الدورى؟

- هى تجربة اقتصادية بحتة، ومن مميزاتها أنها ضخت استثماراً وأنعشت الاقتصاد بأموال كانت مصر فى حاجة لها، أفادت مصر والاقتصاد المصرى بشكل جيد.

كيف تخطط لنجلك لياسين فى المستقبل؟؟ هل ستساعده ليصبح حارس مرمى أم تخطط له فى مجال آخر؟

- أقوم بتربيته وتعليمه جيداً، والعناية به بشكل جيد، وفيما يخص مستقبله فهو حر فيما يختار.

تقوم بتدريبه فى مركز حراسة المرمى؟

- هو يخوض تدريبات الكرة بالفعل بفضل جسمانه القوى والرشيق، والأولوية بالنسبة لى أن يمارس الرياضة بشكل جيد لحمايته من أى مكروه، ولكن ما يخص مستقبله فهذا «نصيب»، فلو عنده الإمكانيات التى تساعده ليكون حارس مرمى فسأساعده، وسأكون سعيداً جداً لو أصبح حارس مرمى، ولكننى سأشفق عليه كثيراً

الإعلام سبب التعصب الكروى

التعصب زاد بالفعل فى الوسط الرياضى فى الفترة الأخيرة، سابقاً كان كل ما يقال فى الإعلام يدعو لنبذ التعصب والاعتدال والتصريحات المسئولة، ولكن الآن نرى تصريحات غير مسئولة وتدعو لمزيد من التعصب وبتصريحات مرضية أكثر للسوشيال ميديا ولجمهور كل نادٍ على حساب الناديين الكبيرين، وهناك أطراف أخرى ساهمت فى توتر العلاقة بين الأهلى والزمالك، والعلاقة ستعود لا شك فى ذلك لأنها مبنية على الاحترام، جمهور الأهلى والزمالك جرت العادة بينهما عند خسارة أى فريق يتم الاحتفال بشكل مبالغ ولكن بعيداً عن العدوانية التى ظهرت مؤخراً، والعلاقة الناجحة دائماً ما تكون عندما يكون أساسها الحب والاحترام وللعلم نحن فى الأهلى نراعى ذلك جيداً.

السوشيال ميديا هى الجمهور الحقيقى حالياً

شئنا أم أبينا فإن السوشيال ميديا لها وزن فى العالم كله، وواهم من لا يضعها فى المعادلة الخاصة به، أما عن حجمها فى المعادلة فهذا هو المهم، فإذا حصلت السوشيال ميديا على حجم أكبر من حجمها ستكون مشكلة كبيرة، لو هى شغل الشاغل هتتعبك، ولو بتحترمها وتاخد منها اللى يفيدك يبقى أنت تعرف تفكر ولا تتأثر بها، فالسوشيال ميديا مع غياب الجماهير وتطور الأجيال الصاعدة أصبحت معادلة صعبة، والأجيال السابقة لا تتأثر بالسوشيال ميديا لأنها تمتلك مناعة كبيرة لمثل هذه الأمور، أما فى الوقت الحالى فتأثيرها على الأجيال الحالية كبير للغاية لأن السوشيال ميديا أصبحت الجمهور الحقيقى لهم فى غياب جمهور المدرجات، ولكن لا يكون همّ اللاعب الأكبر اللعب للرد على الجمهور، الجمهور يُشيد بك أو ينتقدك مكانه على الراس، لأنه هو من يصنع النجومية، ولكن فى الأهلى لا بد لأى لاعب أن يسير على خط معين وألا يتأثر بالمديح الكثير أو الانتقاد، وهذا أساس الاستمرارية.