بودربالة
واحد من أساطير الكرة المغربية والعربية، خاض كأس العالم مع أسود الأطلس عام 1986، وقدم أداء مبهراً وساهم فى فوز منتخب بلاده على البرتغال بثلاثة أهداف لهدف، ونتيجة لأدائه الكبير احتل المركز الثانى فى استفتاء أفضل لاعب أفريقى لسنة 1986، وانتقل لنادى راسينج باريس الفرنسى، وساهم فى تأهله لنهائى كأس فرنسا عام 1990 ثم كانت آخر محطاته الكروية داخل صفوف ليون الفرنسى حتى اعتزاله.
عزيز بودربالة، حضر إلى القاهرة لمساندة منتخب بلاده، ومن داخل البطولة التقته "الوطن" فى حوار خاص تحدث فيه عن توقعاته للمنتخبات المرشحة للفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية، وكذلك تحدث عن محمود الخطيب، رئيس النادى الأهلى، وأحد سفراء أمم أفريقيا، وأداء المنتخب المغربى، والصعوبات التى واجهت المنتخبات الكبيرة فى المباريات الأولى، ورأيه فى حفل افتتاح البطولة، كما تحدث عن محمد صلاح، والدورى المصرى، وأمور أخرى داخل الحوار.
بخبرتك الكبيرة كيف ترى مباراة اليوم بين المنتخب المغربى ونظيره كوت ديفوار؟
- المباراة صعبة جداً على الطرفين، لا يمكن توقع نتيجتها، كل فريق يهمه الفوز باللقاء، ويملك القدرات التى تمكنه من تحقيق ذلك، بالقطع أتمنى لمنتخب بلادى الفوز، وأعتقد ومن خلال متابعتى لتدريبات المنتخب هناك إصرار واضح من جانب اللاعبين لتحقيق الفوز، وتحسين صورة الفريق عن اللقاء السابق أمام ناميبيا الذى تحقق فيه الفوز ولم يتحقق به المستوى الجيد الذى ينتظره الجمهور.
هل أداء المغرب أمام ناميبيا يمكن أن يمثل ضغطاً على اللاعبين؟
- لا أعتقد ذلك، لاعبو المنتخب المغربى من المحترفين الكبار فى الدوريات المختلفة، مروا بتجارب كثيرة من حيث الأداء فى الملعب.
بشكل عام فى البطولة كيف ترى تنظيم مصر لهذا الحدث الكبير؟
- فى البداية أشكر كل أعضاء كاف ممن صوتوا لصالح مصر لتنظيم البطولة الحالية، بالفعل اختاروا وجهة مشرفة لكل العرب، بلد الفراعنة قادرة على تنظيم الحدث ببراعة ولديها القدرة على استيعاب عدد المباريات الضخم وكذلك ضيافة الوفود المشاركة، التى زادت بزيادة البطولة إلى 24 منتخباً، وتقدم مصر لتنظيم أول نسخة من البطولة الأفريقية بهذا الكم من المشاركين دليل على أن لديها الثقة فيما تملكه من إمكانيات هائلة، وستخرج البطولة بالصورة الناجحة التى يتمناها كل من ينتمى للقارة السمراء.
هل شاهدت حفل الافتتاح؟ وكيف تراه؟
- شاهدته، ومصر أبهرت العالم قبل أن تبهرنى شخصياً، كنت أتوقع أن تظهر مصر بهذا الشكل، كان لديها شغف لتقديم شىء كبير يليق بعراقة البلد، وهذا هو المنتظر من أم الدنيا دائماً، فلا ينتظر أحد منها أن تظهر بمظهر ضعيف نهائياً فهى قادرة على الظهور المشرف للعرب قبل أن يكون لها، فالجميع يعلم ويعرف جيداً قيمة مصر الكبيرة وسط بلدان أفريقيا والعرب والعالم كذلك، نعلم جيداً جميعاً بأن مصر تحظى باحترام جميع الدول.
هل من تفسير لصعوبة فوز الفراعنة على زيمبابوى فى الافتتاح؟
- عدم قدرة مصر على الفوز بسهولة على منتخب زيمبابوى يعنى تقدم الكرة الأفريقية بشكل كبير، وعلى الرغم من عدم وجود لاعبين كبار فى المنتخب الزيمبابوى فإنهم استطاعوا أن يصمدوا أمام الفراعنة، وبشكل عام لم أتفاجأ بأداء المنتخبات فى المباريات الافتتاحية، كان متوقعاً ظهور المنتخبات الصغيرة بصورة رائعة بسبب تطور الكرة فى القارة الأفريقية، الأمر لم يصبح كالماضى، منتخبات معينة تنافس وتتحكم فى البطولات، لدرجة أن توقع نتيجة أى مباراة لم يكن به صعوبة، الآن توقع النتائج صعب، ولا يوجد المنتخب الضعيف الذى يستسلم بسهولة، وهذا شىء رائع، نريد أن نستمتع بالمباريات نريد أن نستمتع بجميع المنتخبات وليس منتخبات بعينها، أظن أننا جميعاً سعداء بظهور جميع المنتخبات بشكل قوى، من أجل خروج البطولة بشكل قوى على الأراضى المصرية.
وسط صعوبة وقوة المنافسة من تتوقع أن يكون مفاجأة البطولة؟
- بكل تأكيد البطولة ستشهد مفاجآت، وكان أولها فوز مصر الصعب على زيمبابوى فى افتتاحية البطولة، وكذلك أداء بوروندى ومدغشقر وناميبيا المفاجئ، ولكن سنرى مفاجآت أيضاً فى الأدوار الإقصائية من البطولة، أتوقع ذلك جداً لأن الأداء جاء على غير المتوقع نهائياً، ولكن سعيد بأن أرى أفريقيا متقدمة فى كرة القدم، هذا شىء رائع جداً، ويسعد الجمهور وكل أفراد اللعبة داخل القارة.
من ترشحه للفوز باللقب؟
- على الرغم من أن التوقع صعب للغاية، إلا أن هناك منتخبات بعينها ينحصر بينها اللقب، وعلى المستوى الشخصى أرشح أربعة منتخبات فقط سيكون النهائى من بينهم بعيداً عن ظروف المواجهات فى الأدوار التالية، التى تتم وفق نتائج الجولة الأولى، المنتخبات المرشحة من وجهة نظرى، أولهم المنتخب المصرى بكل تأكيد بسبب عامل الجمهور والأرض الذى سيساهم بشكل كبير فى الدفع بالفراعنة للمباراة النهائية، كما لا يمكن أن ننسى أن وجود محمد صلاح أحد أهم اللاعبين الموجودين فى أوروبا فى الوقت الحالى يمنح المنتخب المصرى ميزة إضافية فى البطولة، ويأتى فى المرتبة الثانية منتخب بلادى المنتخب المغربى أتوقع أن يحصد اللقب أيضاً، وفى المرتبة الثالثة المنتخب السنغالى، كما أتوقع أن يكون المنتخب الإيفوارى من المنتخبات التى ستتقدم بقوة فى البطولة نحو الفوز باللقب على الرغم من استبعاده من جميع الخبراء والمحللين، وأرى أنه قادر على حصد اللقب، وكل ذلك كما قلت يتوقف على طبيعة المواجهات المباشرة فى الأدوار التالية بنظام خروج المغلوب.
وما مقومات البطل من بين من رشحتهم؟
- الحماس والتضحية عنوان صاحب لقب البطولة فى هذه النسخة بمصر، المباريات لا تحتاج للاعبين كبار فقط، ولكن تحتاج إلى تكتيك مدرب وخطة جيدة، وكذلك حماس اللاعبين والتضحية داخل الملعب من أجل بلدانهم وأشياء أخرى وليس لاعبين معروفين ومشهورين فقط، هذا شىء خاطئ جداً ولا أساس له من الصحة ورأينا مباريات الافتتاح جميعها مليئة بالنجوم ولكن لم يقدموا المطلوب منهم وكذلك المردود الجيد.
هل تشعر بالقلق على المنتخب المغربى بعد الفوز الصعب فى المباراة الأولى؟
- بكل تأكيد قلق على منتخب بلادى بسبب أداء المباراة الأولى، ولكن أداء المباريات الأولى فى أى بطولة تتحكم فيه رهبة المباريات، واللعب تحت ضغط، كل هذه عوامل صعبة على بعض اللاعبين الشبان داخل الملعب ممن لا يتحملون ضغوطات الجماهير، ولكن سيتأقلمون خلال المباريات المقبلة، وسيقدمون مباريات كبيرة تليق بالمنتخب المغربى أتوقع لهم ذلك مع المخضرم هيرفى رينارد، الذى أراه أحد أفضل المدربين الموجودين فى القارة السمراء فى الوقت الحالى، خاصة أنه نجح فى حصد بطولة أفريقيا مرتين من قبل مع منتخبين مختلفين.
ولكن يجب أن نتحدث عن أسباب الصعوبات الذى تواجهها المنتخبات الكبيرة فى البطولة أمام المنتخبات الصغيرة؟
- أعتقد أنه لا يوجد مصطلح منتخب صغير فى قارة أفريقيا فى تلك الأيام بعدما تطورت الكرة فى جميع البلدان، حيث ترى الأداء فى دورى أبطال أفريقيا أندية مغمورة تفوز على أندية كبيرة فى الأدوار الإقصائية وتقدم أداء عالياً، ولكن تطور الكرة فى قارة أفريقيا هو أكبر الصعوبات التى تواجه المنتخبات الكبيرة فى بطولة أفريقيا وخلال السنوات المقبلة، فنرى منتخبات لديها لاعبان فقط محترفان والباقى يأتى من بعض الدوريات الأفريقية وتقدم أداء رائعاً فى بطولة أفريقيا، هذا يدل على تطور الكرة فى قارة أفريقيا، أنا سعيد لذلك جداً لأنى أريد الاستمتاع بالمباريات وليس الفوز للأندية الكبيرة أو المنتخبات بعدد كبير من الأهداف خلال المباريات سواء بدورى الأبطال أو الكونفيدرالية أو البطولة الأفريقية، ولكن أتمنى أن يكون نهائى بطولة أفريقيا عربياً خالصاً يستمتع من خلاله جميع من فى قارة أفريقيا وكذلك العرب أجمع، وأتمنى لمصر النجاح الدائم خلال الفترة المقبلة.
ما تقييمك لمحمد صلاح وحكيم زياش فى الفترة الماضية؟
- صلاح وزياش من أفضل اللاعبين فى أوروبا بل والعالم بشهادة جميع متابعى اللعبة، وأنا كمواطن عربى مغربى أعتز بما يقدمه الثنائى فى أوروبا، وشرفا بكل حال كرة بلادهما فى الخارج، ولديهما الكثير فى المستقبل، لأنهما يعرفان جيداً كيف يصنعان المجد لنفسيهما فى الكرة الأوروبية.
ما نصيحتك لصلاح.. الرحيل من ليفربول أم البقاء؟
- صلاح يعرف مستقبله أكثر من أى خبير كروى فى العالم، والأهم من النصيحة حول مستقبله هو الثبات على أدائه الواعد والجيد خلال الفترة المقبلة، من أجل رفع قيمته السوقية وكذلك تشريف الكرة العربية قبل المصرية، لديه المزيد عما فعله فى المواسم الماضية، ومشجعو ليفربول زادوا كثيراً فى مصر والعرب بسببه لأنه لاعب خلوق، وأنا سعيد وفخور بما يقدمه.
بشكل عام.. ما الفارق بين الدورى المصرى ونظيره المغربى؟
- الدورى المصرى والمغربى من أقوى الدوريات الأفريقية بل يكادان يكونان الأقوى، فلا أحد كان يتوقع النتائج التى شهدها الدوريان خلال سير المباريات، شاهدت بعض المباريات من الدورى المصرى للأهلى والزمالك وكذلك بيراميدز الوافد الجديد، واستمتعت بما رأيته ولكن ينقصه وجود الجماهير فقط فى المدرجات مثلما يحدث فى بطولة الأمم من أجل إعطاء الدورى رونقاً آخر، الجماهير وحماسها يعطون المباريات قوة أخرى وهى التنافس بالمدرجات بين جماهير الأندية أتمنى أن أرى الجماهير فى المدرجات المصرية، وأتوقع ذلك خلال الموسم المقبل.
الحديث عن الخطيب يحتاج لأيام، لن أوفى بيبو حقه فى دقائق أو ساعات، ولكن ما أستطيع أن أقوله إنه يحظى باحترام الجميع، سواء جماهير أو لاعبين سابقين، وتاريخه الكبير ومسيرته خير شاهد على ما حققه فى مصر والنادى الأهلى، الخطيب كبير جداً وحدوتة خاصة فى أفريقيا، وسأحرص على زيارته خلال وجودى فى مصر للجلوس معه وتبادل الحديث عن الذكريات فالحديث معه ممتع للغاية، وأتمنى له التوفيق مع النادى الأهلى.
تعليقات الفيسبوك