رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

وراء كل صورة جميلة أبطال: المتطوعون وعمال الخدمات «جنود مجهولة» فى نجاح «أمم أفريقيا»

06:38 ص | السبت 03 أغسطس 2019
وراء كل صورة جميلة أبطال: المتطوعون وعمال الخدمات «جنود مجهولة» فى نجاح «أمم أفريقيا»

متطوعي بطولة أفريقيا

بعيداً عن الكاميرات ودون البحث عن الظهور فى الصورة، هناك جنودٌ مجهولة مارسوا عملهم بكل دقة فى بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة على الملاعب المصرية، وخصصوا وقتهم بل ومنهم من تقدموا باستقالتهم من أشغالهم خصيصاً من أجل المشاركة فى نجاح الحدث الذى استضافته مصر مؤخراً فى الفترة ما بين 21 يونيو حتى 19 يوليو، وكان لهم دور فى وصف البطولة بشهادة الجميع بأنها الأفضل فى تاريخ القارة السمراء.

من قبل البطولة وعلى مدار أيامها وفى أماكن مختلفة، وجد أكثر من 2500 شاب وفتاة من التطوع فى اللجان المتخصصة لكأس الأمم الأفريقية، التى تم الإعلان عنها قبل البطولة بشهرين وظهروا كأنهم «خلية نحل»، لتسهيل كل العقبات مع الوفود سواء من منتخبات أو جماهير أو إعلاميين من مختلف الجنسيات خلال البطولة، وكذلك أكثر من ٤٠٠ عامل وعاملة نظافة وجدوا من أجل نظافة ٥ استادات كاملة تعمل يومياً وباستمرار دون توقف.

وقال حسام حسن، منسق مرافقى منتخبات البطولة، إن لجنة المرافقين كانت حلقة الوصل بين بعثة كل المنتخبات واللجنة المنظمة للبطولة والاتحاد الأفريقى، مؤكداً أن كل المرافقين عملوا مع المنتخبات طوال وجودهم فى البطولة 24 ساعة يومياً من أجل تسهيل أى عقبات لهم، وتنظيم كل الأمور المتعلقة بالبعثة من استقبالهم وملاعب التدريب والفنادق وتنقلاتهم، بالإضافة إلى الوجود معهم فى المباريات والأماكن العامة.

وأشار «حسام» إلى أن كل المنتخبات قامت بإرسال خطابات شكر للمرافقين بسبب مجهودهم المميز وتسهيل كافة العقبات التى واجهتهم، بل إن بعثة نيجيريا أصرت على سفر المرافق المصرى معهم تقديراً لمجهوداته، بالإضافة إلى حصول مرافق السنغال على ميداليات شأنه شأن اللاعبين.

وتابع «حسام»: «كنا دائماً مرافقين للبعثات فى أى أزمة تخصهم، كنا نرافقهم للمستشفيات كما حدث لأكثر من لاعب فى مجموعة الإسكندرية سواء من منتخبات نيجيريا أو غينيا أو مدغشقر، أو فى الأماكن العامة أو فى الفنادق، كما أننا كنا نقوم بعمليات الترجمة فى المؤتمرات والمباريات رفقة المنتخبات التى لا تتحدث الإنجليزية والفرنسية مثل منتخبات أنجولا وغينيا بيساو، الذين يتحدثون البرتغالية».

وقالت هدير النمر، إحدى المتطوعات، إنها أحبت الوجود ضمن مجموعة المتطوعين، خاصة أنه تم اختيارهم بعناية فائقة، وأنها اجتازت كل الاختبارات حتى وجدت مع المجموعة، واستمرت طوال البطولة ضمن المجموعة المسئولة عن مباريات ملعب السلام، وشددت على أنها استفادت من هذه التجربة كثيراً وأصبحت لديها خبرة كبيرة فى العمل التطوعى، وكان من أبرز أهدافها خدمة بلدها مصر دون النظر إلى أى مقابل مادى من وراء ذلك، واختتمت «هدير» حديثها بأنها سعيدة للغاية بالتجربة، خاصة أن ذلك أثبت للعالم أجمع أن مصر قادرة بشبابها على إنجاح أى شىء.

ومن المواقف المؤثرة فى البطولة، أصرت مها حسام، إحدى متطوعات الإعلام باستاد السلام، على استكمال الحدث بعكاز رغم تعرضها للإصابة بكسر فى قدمها خلال سقوطها فى مقصورة الإعلاميين بمباراة المغرب وكوت ديفوار إثر محاولتها مساعدة أحد الإعلاميين المغاربة خلال اللقاء.

وتقول «مها»: «كنت أحصل على راتب كبير من وظيفتى قبل البطولة، ورغم ذلك قدمت استقالتى وضحيت بكل شىء من أجل التطوع فى كأس الأمم الأفريقية، باعتبارها فرصة لن تأتى مجدداً أن أكون ضمن المشاركين فى تنظيم حدث عظيم مثل هذا»، وأشارت «مها» إلى أنها أصرت على استكمال البطولة بعكاز رغم خطورة الأمر، موجهة الشكر للدكتورة جهاد عامر، رئيسة لجنة المتطوعين، التى أصرت على زيارتها فى المستشفى فور إصابتها فى قدميها.

وتحدى أحمد جمال الصعاب رغم الإعاقة فى بصره، حيث أصر على المشاركة فى لجنة المتطوعين بالإعلام فى البطولة من أجل كتابة اسمه بأحرف من ذهب فى المساهمين بنجاح كأس الأمم الأفريقية.

وقال «أحمد»: «أنا خريج إعلام، وكنت سعيداً باختيارى ضمن متطوعى استاد القاهرة، من أجل اكتسابى خبرة كبيرة فى بطولة عالمية مثل كأس الأمم الأفريقية الأمر الذى سيساعدنى مستقبلاً فى العمل الإعلامى الذى أسعى إليه»، وأضاف: «قمت بعمل عدة حوارات خلال البطولة مع ساديو مانى، لاعب المنتخب السنغالى، بالإضافة إلى حوارى مع أليكس أيوبى، لاعب نيجيريا ونادى أرسنال الإنجليزى، ورامى بن سبعينى، ظهير المنتخب الجزائرى».

وعبرت إسراء مجدى، إحدى المتطوعات باستاد القاهرة، عن فخرها بالمشاركة فى فريق المتطوعين الإعلاميين بالبطولة، مؤكدة أنها رغم المشقة والإرهاق الذى واجهتهم خلال البطولة ولكنها تعتبرها التجربة الأمتع لها فى حياتها نظراً لما لها من خبرة كبيرة اكتسبتها من التعامل مع صحفيين وإعلاميين فى كل دول العالم.

وأشارت «إسراء» إلى أن مهمتهم كانت تنصب على تسهيل كافة الأمور لكل الصحفيين والإعلاميين سواء أفارقة أو أجانب أو مصريين، مؤكدة أن أهم شىء اكتسبته خلال البطولة هو العمل تحت ضغط فى بطولة تعد من أقوى البطولات فى العالم.

وعبر «رامى»، أحد المتطوعين بلجنة التسويق الخاصة باستاد الإسكندرية، عن امتنانه بالعمل فى البطولة، مؤكداً أنه استفاد خبرات كبيرة فى البطولة، التى تصنف ثالث أقوى بطولة فى العالم بعد كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية. وأشار «رامى» إلى أن دور لجنة التسويق فى كأس الأمم الأفريقية كان هدفها هو التنسيق بين الاتحاد الأفريقى والشركة المسئولة عن حقوق الرعاية والمكتب الفنى للجنة المنظمة، مشدداً على أن العملية التنظيمية كانت تتم بمنتهى الاحترافية فى ظل اتسام كل المتطوعين بمستوى علمى وثقافى ولغوى احترافى خلال البطولة.

وقالت يمنى عبداللطيف، إحدى المتطوعات، والتى تدرس بكلية إعلام، إنها اهتمت بمتابعة كرة القدم بعد الوجود فى بطولة أمم أفريقيا، وتتمنى أن تحضر قرعة الاتحاد الأفريقى للمنتخبات التى ستشارك فى تصفيات كأس العالم، حيث أعربت عن حزنها الشديد بسبب انتهاء البطولة، على الرغم من التعب الذى تعرضوا له خلال البطولة.

ووجهت صفية عزام، منسقة الإعلام والمتطوعين فى استاد السلام، الشكر للدكتورة جهاد عامر، رئيسة لجنة المتطوعين فى البطولة، مؤكدة أنها وفرت كل سبل الراحة للمتطوعين وكانت حريصة دائماً على التواصل مع المتطوعين فى كافة اللجان بجميع الملاعب من أجل إزالة أى عقبات تواجههم من أجل خروج البطولة بالمظهر المشرف الذى خرجت به، وأضافت «صفية»: «كل اللجان كانت تقدم دورها على أكمل وجه، الجميع كان يشعر بالمسئولية تجاه البطولة التى كانت محل اهتمام كل دول العالم، ولذلك كان الجميع على قدر من المسئولية تجاه عمله».

ومن داخل استاد القاهرة ظهرت امرأة عظيمة «أم عبده»، حيث شاركت فى ملحمة رائعة خاصة بالنظافة، «أم عبده» تعمل ليلاً ونهاراً من أجل أسرتها وزوجها فقد حرصت على الوجود فى بطولة أمم أفريقيا من أجل الحصول على مال يكفى احتياج أسرتها طوال الشهر الذى عملت به، وتقول: حزنت لانتهاء البطولة، كنت سعيدة بالعمل ومساعدة مصر على النجاح فى تلك البطولة، على الرغم من السهر حتى نهاية المباريات والتعب والإرهاق الذى تعرضنا له، إلا أننا كنا سعداء بالنجاح وحديث العالم أجمع بأن مصر نجحت فى تنظيم البطولة.

وتابعت: مساعدة المتطوعين لنا كانت رائعة، كانوا يعملون بالمكان المخصص بهم وكذلك مساعدتنا فى نظافة المكان المخصص للصحفيين والإعلاميين، نشكرهم على كل ما قدموه لنا خلال البطولة.

وفى استاد الدفاع الجوى وجد حسن سعيد، ٣٠ عاماً، المشرف العام على العمال، حيث أكد أن استاد 30 يونيو كان يوجد به 60 عاملاً، قائلاً لـ«الوطن»: كنا نعمل ليل نهار من أجل ظهور الملعب فى أفضل صورة خلال مباريات البطولة، وحينما علمنا بأن البطولة نجحت والعالم أجمع تحدث عن تنظيم مصر الرائع سعدنا، وتناسينا تعبنا بعد نجاح مصر. حسن سعيد متزوج ولديه طفل ويبحث عن عمل فى هذا التوقيت من أجل سد احتياجات أسرته، وشدد على أنه لم يُمانع حينما تلقى اتصالاً من إحدى شركات النظافة بأنه سيوجد مشرفاً على العمال باستاد الدفاع الجوى، من أجل الحصول على مال لسد احتياجات أسرته خلال فترة البطولة.

وقال «سعيد»: «كنا سعداء جداً بعملنا فى استاد ٣٠ يونيو، وفخورون بالعمل من أجل إظهار صورة مصر الجميلة».

وفى استاد السويس وجه عماد عبدالعزيز، مدير الاستاد، الشكر لجميع عمال النظافة الذين وجدوا فى الاستاد، وأكد أن مجهودهم يوازى مجهود أى شخص خلال مجريات البطولة، سواء من المتطوعين أو المنظمين، وبنفس الطريقة أكد الدكتور شريف سعد، مدير استاد الإسكندرية، أن عمال النظافة جنود يستحقون التحية، والحديث عنهم وعن مجهودهم الكبير الذى بذلوه خلال البطولة، واعتبرهم من أهم العناصر فى أى استاد، خاصة أنهم تعرضوا لأقوى درجات التعب، بسبب الاستمرار حتى نهاية كل يوم من أجل نظافة المكان لليوم الآخر، وإظهار المكان بشكل جيد من أجل ضيوفنا.

وفى استاد السلام أكدت نورهان فتحى، التى كانت تعمل ضمن مجموعات مقصورة الصحفيين وكذلك المؤتمرات الصحفية الخاصة بالمدربين، أن عمال النظافة كان لهم دور فعال فى نظافة استاد السلام وظهروا فى شكل يليق بمصر، مشددة على أنهم لم يقصروا فى شىء نهائياً طوال فترة البطولة، وبالتحديد فى أهم مكان فى الاستاد وهو تجمع الصحفيين والإعلاميين من أفريقيا وكل القارات، وأنهم يستحقون الجائزة الأكبر من أجل عملهم الشاق طوال البطولة. وقال محمد شيحة، الذى كان مسئولاً عن المجموعة الرابعة بالإسماعيلية، إن عمال الخدمات قاموا بدور كبير يُضاهى عمل أى شخص بالبطولة، حيث أكد أن دورهم كان كبيراً ومُتعباً، ونجحوا فى إخراج الاستاد فى صورة رائعة.

وفى مجموعة الدفاع الجوى وجد «كيرلس» مع المنتخب التنزانى، وقال: قصتى غريبة فى الوجود مع المنتخب التنزانى، فتأجلت مقابلتى أكثر من مرة، حتى قررت أن أشاهد المباريات من المنزل، وعدم العمل فى البطولة وقررت السفر إلى الإسكندرية، ووقت وجودى فى الإسكندرية حرصت على الذهاب لمكتبة الإسكندرية التى زرتها ولأول مرة أزورها، فتفاجأت بمقابلة المتطوعين والمرافقين هناك، ففرحت جداً ولكن اكتشف أننى لا أستطيع الذهاب إلى الديسك الخاص بالمقابلات، بسبب اللبس الذى كنت أرتديه.

وتابع: «كانوا يحتاجون زياً معيناً، ولكنى لم أستسلم وذهبت من أجل تجربة حظى ووقفت بجوار قاعدة البيانات، فلمحنى أحد المسئولين فقال لى «أقدر أساعدك يا أفندم»، بلّغته باسمى وبياناتى وشرحت له الموقف الخاص بى ولكنه أبلغنى بأنه مقدر جداً حماسى وحرصى ولكن لا يستطيع مساعدتى بسبب ارتدائى لبس كاجوال، فحرصت على تقديم الشكر له، ولكنه حصل على بياناتى وتواصل مع أحد المسئولين ليقول له تواصل معه من أجل عمل الإنترفيو فى المكتبة، وبالفعل تلقيت اتصالاً وعدت مرة أخرى من أجل المقابلة، وكنت من أوائل العاملين مع المنتخبات، بسبب وجود المنتخب التنزانى يوم 3/6 فى مصر بسبب وديتين أمام مصر وزيمبابوى، فكانت مهمتى استقبال البعثة من المطار حتى فندق الإقامة، الأمر لم يكن سهلاً على الإطلاق كانت له رهبة كبيرة، ولكنى نجحت فى تقديم واجبى على أكمل وجه.