رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

قصة الثعلب حمادة إمام من اللعب في شوارع المنيل إلى عالم أساطير كرة القدم في مصر

09:24 م | السبت 09 يناير 2016
قصة الثعلب حمادة إمام من اللعب في شوارع المنيل إلى عالم أساطير كرة القدم في مصر

رحل عن عالمنا اليوم، الثعلب الكبير، وأسطورة الزمالك والكرة المصرية، حمادة إمام، عن عمر يناهز 72 عاما.

وتحفل حياة حمادة إمام بالعديد من الإنجازات في مجالات مختلفة، سواء في حياته الشخصية أو في مسيرته الكبيرة في عالم كرة القدم، لاعبا، ومعلقا ومحللا وإداريا.

وفيما يلي معلومات هامة وأبرز النقاط المضيئة في حياة الراحل حمادة إمام:

1- حمادة إمام هو ابن الكابتن يحيى الحرية إمام حارس مرمي نادى الزمالك ومنتخب مصر في كاس العالم في الثلاثينات، ووالد اللاعب حازم إمام لاعب الزمالك وعضو مجلس إدارته السابق ومدير الكرة الحالى وكان لقبه فى الملعب "الثعلب".

2- تخرج "حمادة"من الكلية الحربية ليعمل ضابطا بالقوات المسلحة ليحال إلى المعاش برتبة عقيد ، والده ضابط سابق وحاكم لغزة و عمل "إمام" معلق رياضي على مباريات الدوري الإنجليزي في قناة الشو تايم و قناة الحياة المصرية معلقا على مباريات الدوري المصري وله برنامج شهير على قناة النيل للرياضة "أهداف الأسبوع مع الثعلب".

3- أطلق عليه الناقد الرياضي الراحل نجيب المستكاوي لقب الثعلب لمما كان يتميز به من قدرة على الخديعة والحركة في الملعب و بطريقة مشابهة لمكر الثعلب.

4- أصبح معشوقاً لجماهير الكرة في مصر خاصة (الزملكاوية) لإبداعاته وفنه وأخلاقياته الرفيعة داخل وخارج الملعب إلى أن أصبح واحدا من أبرز المعلقين الكرويين في عالمنا العربي.

5- بدأ بممارسة لعب الكرة الكاوتش في شارع القصر العيني فقد كانت ممارسة الكرة في الأحياء ظاهرة شعبية معروفة وكانت منظمة ولها دوري خاص بها حيث كانت الشوارع غير مزدحمة كما هي الآن.
 
6- لعب الثعلب كثيرا في شوارع المنيل والروضة وغيرها. وعشق كرة القدم بالوراثة حيث أن والده هو يحيى إمام حارس مرمى منتخب مصر في الثلاثينات والأربعينيات، أكتشفه علي شرف مدرب الناشئين بالزمالك عام 1957 وضمه لفريق الناشئين تحت 16 سنة. 
 
7- ساهم في تحقيق للزمالك عدة إنجازات أهمها الفوز بدرع الدوري عام 64/65، وقد شهدت مباراة الزمالك مع ويستهام الإنجليزي قمة تألقه وهى مباراة العمر بالنسبة له أحرز خلالها 3 أهداف من الأهداف الخمسة التي فاز بها الزمالك. 
 
8- كما يعتز بأنه كان يحافظ على نفسه جدا فلا يعرض نفسه للإجهاد أو السهر أو الإصابة وكان ملتزما لدرجة كبيرة حتى حقق الرقم القياسي في انه لميأخذ أي إنذار طوال مسيرته الكروية في الملعب.. وهو ما لم يحققه لاعب إلى الآن.

9- وفي عام 1974 اعتزل حمادة إمام كرة القدم، وأقيم له مهرجان اعتزال كبير شارك فيه الكثير من النجوم وعلي رأسهم صالح سليم.

10- بعد اعتزال الكرة عام 1974 اتجه بعدها للإدارة الذي تدرج فيها حتى وصل إلى منصب نائب رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم.

11- اتجه بعد اعتزاله لمجال التعليق الرياضي أيضاً حتى أصبح من أشهر معلقين كرة القدم في الوطن العربي.

12- عمل معلق رياضي على مباريات الدوري الإنجليزي وغيرها.

13- قدم للملاعب موهبة فذة أخرى هي نجله حازم إمام الذي يعتبر واحداً من أبرز نجوم منتخب مصر والزمالك في التسعينيات.
 
14- قصة حمادة إمام مع كرة القدم:
 
بداية اللعب كانت فى أواخر الخمسينات 1957 - 1958 ، ومثل أى لاعب فى مصر كان حمادة إمام يلعب فى الشوارع والحواري وكانت مصر منقسمة قسمين قسم يلعب ( الكرة الشراب ) الكبيرة نسبيا والثقيلة وقسم يلعب كرة الكاويتش ( كرة المضرب )، وكان حمادة امام ممن يلعب بالكرة الكاويتش، وكان بارزا جدا بين الصبية وكان نجم حى المنيرة الذى يلعب فيه وكان والده حارس مرمى مصر والزمالك ويحمل شارة الكابتن فى كليهما ، ولم يكن حمادة يزور الزمالك مطلقا حتى بدأ اسمه يتردد كثيرا بين الناس فى الشوارع والحوارى والأحياء ..والطريف ان فتى الفتيان لم يكن ميالا فى البداية إلى إعلام الناس بأنه ابن يحيى إمام لأنه كان يريد أن يشق طريقه بجهده
بدأ نجم حمادة امام فى التألق بفضل مهاراته الفنية العالية والسبب أنه كان يلعب بكرة المضرب التى يصعب السيطرة عليها والتحكم فيها لسرعتها وصغر حجمها بينما الكرة الشراب كبيرة نسبيا وبطيئة حتى صادف أن رآه الكابتن على شرف كان ذلك فى حى عابدين بينما كان حمادة يسكن حى المنيرة ، وطلب "شرف" من حمادة بعد انتهاء المباراة ان يحضر فى اليوم التالى إلى الزمالك وهو لا يعلم أن والده كابتن الزمالك ورئيسه فى الفريق، وكان يحيى إمام وقتها ضابطا متقاعدا فقال لعلي شرف أن والده غير موافق لأن بالفعل كان يحيى إمام لا يحبذ فكرة انضمام ابنه إلى الزمالك إلا بعد نجاحه فى الثانوية العامة لأنها كانت تعتبر مفترق طرق بين الجامعة والمستقبل وحياة المهن والحرف.هنا رد علي شرف قائلا : لا عليك سوف أكلمه أو يكلمه أحد من المسئولين فى النادى، أما أنت فتعال ولا عليك فرد حمادة إمام قائلا أن والدى عندكم هو الكابتن يحيى إمام فرد على شرف قائلا ( يا نهار أبيض !! ) ..المهم أنه ذهب إلى الزمالك وكانت له قصة غريبة جداً .

فى السنة التى ذهب فيها حمادة امام إلى الزمالك وهى سنة 1957 لعب فى فريق تحت سن الـ 16 وكان الدور الأول فى المسابقة قد انتهى وهو عبارة عن 4 مباريات للزمالك ضد الأهلى والترسانة والسكة الحديد ونادى شمال القاهرة .. فى نهاية الدور الأول كان الزمالك يحتل المركز الثانى وفى بداية الدور الثانى شارك حمادة مع الزمالك فى مباراته لأول مرة ضد الترسانة وكان منافسا خطيرا للزمالك وكان يضم الشاذلى ومصطفى رياض أشهر ثنائى فى مصر والعالم العربى بعد ذلك وفاز الزمالك فى المباراة باربعة اهداف وسجل حمادة كل الاهداف الاربعة وذلك دون ان يتدرب مرة واحدة مع الفريق.

المباراة الثانية كانت نقطة التحول فى حياة حمادة امام وكانت ضد فريق شمال القاهرة وكان الزمالك فاز عليه فى الدور الأول بهدفين فقط و فى هذه المباراة فاز الزمالك( 24 - 0 ) وسجل حمادة 18 هدفا..  تكلمة عنه صحف القاهرة وتهليل الزمالك لهذا الحدث إذ كانت الجماهير تهتم وقتئذ بالأشبال والناشئين باعتبارهم نجوم المستقبل .. وفى المباراة الثالثة ضد السكة الحديد فاز الزمالك بهدفين سجلهما ايضا حمادة امام .. ثم جاء اللقاء الحاسم بين الزمالك والأهلى على بطولة الدورى العام وكان الأهلى متقدم بنقطة واحدة وكان قد فاز فى الدور الأول بهدفين وفى هذه المباراة فاز الزمالك باربعة اهداف وكلها لحمادة امام وهذا فى عرف مباريات الأهلى والزمالك شىء خطير لأن الذى يسجل إصابة فى شباك أى من هذين الفريقين اللذين يتنازعان زعامة مصر تقليديا يصبح أمل الجماهير لأن كل المشكلة فى مصر أن الكرة أهلى وزمالك

وبعد ذلك انتهت المسابقة وفاز الزمالك بالبطولة وانتقل حمادة من فريق 16 إلى 18 سنة وفاز على الأهلى بهدفين وسجل حمادة احدهما.. وجاء موسم آخر وكان حمادة قد ذهب مع والده إلى فلسطين وفى مسابقة تحت 21 سنة تعادل الأهلى والزمالك فى الدور الأول سلبيا فأرسلوا إليه ليحضروه من غزة بالطائرة وكان الفريق يعتبر الخط الثانى للفريق الأول و كل جماهير مصر تتابعه وأجرى اللقاء على ملعب نادى الترسانة و كان فى طليعة الحضور الكابتن مختار ( التتش ) الذى يعرف بالأب الروحى للكرة المصرية وكان أبرز شخصية فى الأهلى ومازال ملعب الأهلى حتى يومنا هذا يعرف باسم ( ملعب مختار التتش ) وبدأت المباراة وكان الزمالك يضم على محسن ونبيل نصير ورفاعى وأحمد مصطفى كانوا كلهم تحت 21 سنة وكان حمادة امام أصغر لاعب فى الفريق ويومها فاز الزمالك على الأهلى 6 - 1 وسجل حمادة خمسة اهداف وإذا بالصحف تطلق عليه فى اليوم التالى لقب محمد الخامس لأنه صادف أن محمد الخامس ملك المغرب كان يزور مصر فى نفس اليوم ويفتتح مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سد أسوان . .وكانت هذه المباراة منعطفا بارزا فى حياته الكروية فانتقل فى الموسم التالى مباشرة إلى الفريق الأول وعمره 17 عامافقط

أول مباراة لحمادة امام مع الفريق الاول كانت ضد الترسانة وكان فى هذه المباراة أمل نادى الزمالك وفى أول ربع ساعة لم يلمس الكرة وكان الكابتن محمد حسن حلمى هو مدير الفريق والزمالك هاجم بخمسة لاعبين فقال له الكابتن حلمى روح على الطرف فاقترب من الخط ولعب مكانه أحد الزملاء وهذا فى عرف كرة القدم وقتها يعنى إقتراب خروجه من الملعب ولكن شاء القدر أن تصل إليه الكرة فى مركز الجناح الأيمن وأرسلها لولبية مثل حرف الـواو فاخترقت شباك الترسانة مسجلا هدف السبق للزمالك وإذا بالكابتن حلمى يصيح مبتهجا ويطلب منه أن يعود إلى مركز قلب الهجوم فعاد حمادة وسجل هدفا ثانيا وسجل الشاذلى هدفا للترسانة فانتهت المباراة فى مصلحة الزمالك 2 - 1 كان ذلك فى سنة 1959 ومنذ ذلك الوقت دافع حمادة امام عن الزمالك والمنتخب القومى حتى عام 1974 وهى سنة الاعتزال وخلال هذه الفترة حقق الزمالك بطولة الدورى العام 3 مرات ، وكأس مصر مرتين وكان حظ الزمالك أفضل من حظ الأهلى فى هذه السنوات حيث كان يضم مجموعة ممتازة من اللاعبين حققوا نتائج مشرفة لمصر على المستوى الخارجى حتى أطلق الناقد الرياضى المعروف نجيب المستكاوى على الزمالك لقب ( قاهر الخواجات ) ومنحهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الرياضة إثر فوزهم الساحق5 - 1 على فريق ويستهام الإنجليزى وكان نصيب حمادة امام ثلاثة اهداف

ومن سوء حظ حمادة امام أن المسابقات والمشاركات كانت قليلة فى هذا الوقت..عكس الزمن الحاضر ولا سيما بعد تأسيس الاتحاد العربى وإطلاق المسابقات العربية وكذلك المسابقات الافريقية أى أن الاحتكاك كان قليلا لأنه لم يكن هناك إلا المشاركة فى تصفيات كأس العالم وبعض المباريات الأفريقية لكن التعويض كان يأتى عن طريق استضافة ناديى الأهلى والزمالك للفرق الأجنبية الشهيرة والتى أذكر أننى لعبت ضدها فى تلك الفترة كريال مدريد وتوتنهام وويستهام وانتراخت فرانكفورت ، كما زرنا جميع الدول العربية ولعبنا ضد فرق بارزة فيها كالسعودية والكويت والعراق .. ومما زادنا خبرة أننا لعبنا أمام نجوم كبار أمثال دى ستيفانو وبوشكاش وخنتو وبيليه و ديدى وضد منتخب البرازيل ومعظم مدارس الكرة يوغسلافيا و تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية وما إليها ..ومن سوء حظه ايضا ان الكرة توقفت بعد نكسة عام 1967 ثم عادت وتوقفت مرتين مرة للشغب ومرة بسبب حرب اكتوبر المجيدة.

وفى 1974 اعتزل حمادة امام واصبح مديرا لفرق الناشئين فى الزمالك ثم سافر إلى الإمارات وعاد بعدها إلى الزمالك مديرا للكرة من 1980 إلى 1982 ثم ترك الزمالك ثم عاد عضوا فى مجلس الإدارة فى 1984 ومشرفا على الكرة سنوات 1985 و 1986 و 1987 ثم عضوا فى مجلس الإدارة 1988 ومشرفا على جهاز الرياضة فى الزمالك 1988 - 1989 ثم وكيلا بالتزكية عام 1992

تعليقات الفيسبوك

«رفض يقعد دكة لشوبير».. شلبي يكشف كواليس استبعاد الشناوي

الأكثر قراءة

تطورات جديدة بشأن موقف ثنائي الزمالك من الاستمرار