"برايفت" السباحة: "بيزنس وتلوث".. وقلة رواتب المدربين سبب الظاهرة

أخبار متعلقة

الأولمبياد الخاص.. مصر تنظم دورتين تدريبيتين في السباحة والدراجات

استئناف تدريبات مدارس السباحة بالزمالك

3 أيام إجازة لمدارس السباحة بالزمالك

اختبارات "نجوم" للاعبي السباحة بنادي الزمالك

بدأت ظاهرة «البرايفت» أو التدريب الخاص فى الظهور بعالم السباحة فى أواخر الثمانينات، وذلك قبل انتشار الفكرة بجميع حمامات السباحة على مختلف الفئات العمرية، ليجد معظم السباحين وأولياء أمورهم أنه لا مفر من الدخول فى دوامة «البرايفت» للاستمرار والظهور، كما وجد المدربون فيها ملاذاً لدخول بوابة الشهرة وجنى الأموال.

ضعف الرواتب

من أهم أسباب انتشار ظاهرة «البرايفت» فى عالم السباحة، حسب مصدر فضل عدم ذكر اسمه، ضعف رواتب المدربين التى لا تزيد على 3 آلاف جنيه فى الأندية الكبرى، و1500 بالمتوسطة، وهو الأمر الذى يجعل المدرب مضطراً لإيجاد مصدر دخل آخر لمواكبة متطلبات الحياة، إلا أن عمله فى النادى يمنحه صلاحيات وشهرة، فضلاً عن أنها طريقه إلى افتتاح أكاديمية خاصة به مستقبلاً.

وعلمت «الوطن» أن المدرب يلجأ أحياناً لتدريب لاعبى الأندية المنافسة «برايفت»، وهو الأمر الذى يضرب «الانتماء» فى مقتل، حيث إن مدرب الزمالك قد يضطر لتدريب لاعب بالأهلى والعكس صحيح، إضافةً إلى ضيق الوقت والعدد الكبير فى تدريب النادى، وهو ما لا يساعد فى رفع المستوى الفنى للاعبين.

أولياء الأمور ضحايا الوعود

ومثل الدراسة ولجوء معظم أولياء الأمور للدروس الخصوصية، لم يصبح «التدريب الخصوصى» أمراً اختيارياً أمام ولى الأمر، الذى يخضع لوعود المدربين الذين يتبعون وسائل إقناع وإغراءات من أجل انضمام اللاعبين لـ«البرايفت».

وأكد مصطفى سيد، أحد أولياء الأمور، أنه «أنهى تدريب نجلى البرايفت بعد نحو سنة لم يتطور خلالها كثيراً»، مؤكداً أن المدرب أقنعه بأن التدريب الخاص سيعوض المهارات الناقصة لديه، إلا أنه لم يجد جدوى، لعدم تحقيقه لأى ميدالية خلال منافسات بطولة الجمهورية.

وأضاف «سيد» لـ«الوطن»: «أكيد كلنا بنتمنى نشوف أولادنا الأفضل بين الآخرين، ولكن الأمر أصبح عبئاً كبيراً على أولياء الأمور ما بين دراسة وملابس وتدريبات خاصة، وهو ما يمثل ضغطاً مادياً علينا».

«تلوث» حمامات السباحة

أزمة كبيرة تظهر على السطح بسبب «البرايفت»، حيث يلجأ المدرب لتأجير حمامات سباحة خارج الأندية الرسمية، وعلمت «الوطن» أن أبرز الأماكن التى تضم تلك التدريبات هى مركز شباب زينهم، وكلية تربية رياضية بنات، ومركز شباب الجزيرة، إلا أن هذه الأماكن لا تخضع لرقابة لجنة وزارة الصحة دورياً. وأكد أحد المسئولين عن قطاع الناشئين بأحد أندية القمة، رفض ذكر اسمه، أن «وزارة الصحة ترسل لجنة أسبوعياً تراقب جودة المياه والمواد المستخدمة لمنع انتشار الأمراض فى الأندية الكبرى»، مضيفاً: «هذا الأمر لا يحدث داخل حمامات سباحة مراكز الشباب، حيث تكون نظافة المياه غير مضمونة وهو ما قد يتسبب فى انتشار البكتيريا وأمراض المعدة والالتهاب السحائى».

وأشار إلى أن «هناك أزمة أخرى لم يتم التطرق إليها فى التدريب الخاص، وهى أن المدرب يضم لاعبين من أعمار سنية مختلفة للتدريب معاً، حيث إن هناك اختلافاً شاسعاً فى الوحدات التدريبية بين كل عمر، فضلاً عن الفروق فى المستويين البدنى والفنى». وعما إذا كان «البرايفت» يُخرج أبطالاً حقيقيين، قال: «أحياناً، ولكن هذا يرجع لقدرات اللاعب والمدرب نفسه، فهناك مدربون يلجأون لمساعدة مدرب أحمال بدنية لرفع معدلات اللياقة البدنية لدى اللاعبين، وهناك مدربون يعتمدون على أنفسهم فى هذا الأمر».

أسعار «البرايفت»

بالتواصل مع أحد المدربين لمعرفة أسعار سوق «البرايفت» فى عالم السباحة، علمت «الوطن» أن الأمر يختلف حسب إمكانيات المدرب نفسه، وإيجار المكان الذى يتحمله ولى الأمر، وإن كان التدريب داخل «حارة» كاملة فى حمام السباحة أم «نصف حارة»، حيث تتفاوت الأسعار ما بين 70 إلى 120 جنيهاً فى التدريب الواحد، حيث يخضع اللاعب لثلاث أو أربع وحدات تدريبية فى الأسبوع.