أكاديميات الكرة "سبوبة" للتربح دون تراخيص واشتراكها من 100 إلى 400 جنيه.. والرقابة غائبة

أخبار متعلقة

وزارة الشباب والرياضة تطلق مبادرة "قلب أمين"

وزير الشباب والرياضة يزور دار مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان"

وزارة الشباب والرياضة تختتم ملتقى الاتحادات الطلابية

وزارة الشباب والرياضة ترسل صالة جيم لمركز شباب إكياد دجوي بالقليوبية

تزامناً مع محاولات وزارة الشباب والرياضة لتنفيذ خططها التوسعية ببناء مراكز شباب وملاعب جديدة، تفشت ظاهرة إنشاء أكاديميات كرة القدم الخاصة، فضلاً عن الملاعب التى أنشأها الأهالى، بعضها على أراضٍ زراعية، لإيجارها بهدف الربح فى غياب الرقابة، ما تسبب فى تراجع اكتشاف المواهب فى مختلف المحافظات نظراً لتركيز تلك الأكاديميات على الكسب المادى، فضلاً عن أن أغلبها غير مرخص ولا يخضع للرقابة، ودائماً ما يقودها مدربون أغلبهم لم يحصلوا على شهادات معتمدة من اتحاد الكرة لمباشرة مهام التدريب.

فى قرى البحيرة، تنتشر ظاهرة إنشاء أكاديميات الكرة الخاصة بدعوى تشجيع النشء على ممارسة الرياضة، وتنمية مواهبهم فى لعبة كرة القدم، إلا أن الواقع يؤكد أن الهدف هو تحقيق الربح المادى على حساب أحلام الشباب، وباتت «أكاديميات كرة القدم»، اسماً وهمياً استخدمه العديد من رجال الأعمال وأصحاب الأراضى الزراعية، لجذب الشباب وتحقيق مكاسب باهظة، مداعبين أحلام وطموحات الشباب والأطفال فى تحقيق النجومية والشهرة، ولم تقم أى أكاديمية على أرض مبان، بل زحفت على الأراضى الزراعية ونالت منها، علماً بأن منفذى هذه المشروعات لم يجدوا مظلة شرعية وقانونية لهم حتى الآن، وكان الوجه الآخر لانتشار هذه الملاعب التدريبية، هو اختفاء دور مراكز الشباب بالقرى والمراكز، فى الوقت الذى يبحث فيه الأطفال والشباب على فرصة لاحتراف كرة القدم، ولم يجدوا أمامهم سوى الباب الخلفى لتعلم كرة القدم.

وفى الدقهلية، تحمل أكاديميات الكرة أسماء أندية كبرى مقابل اتفاقيات مالية بين صاحب الأكاديمية والنادى، ويقبل عليها الأهالى أملاً فى تحقيق أحلام أبنائهم بالشهرة، وتتراوح التكلفة الشهرية للملتحق بها من 200 إلى 400 جنيه، وقال محمد حسن، أحد العاملين فى أكاديمية بالمنصورة، إن عدداً قليلاً جداً منها مرخص ويتبع الأسلوب القانونى فى خطوات الترخيص، وتخضع لمتابعة من اتحاد الكرة ويكون المدرب مؤهلاً وحاصلاً على شهادات تدريبية سواء الأساسية أو c b a التابعة للاتحاد الأفريقى.

وأضاف: «أصبح عدد الأكاديميات الخاصة كبيراً جداً لا يمكن حصره، وهناك عدد كبير غير مرخص، وتضم الأكاديميات مدربين غير مؤهلين وغير حاصلين على شهادات تدريبية ويتم التدريب فيها بصورة عشوائية قد تضر باللاعب الصغير» وأشار إلى أن الرقابة على الأكاديميات تكون من مناطق الكرة الفرعية التابعة لاتحاد الكرة المصرى وليست لها علاقة بمديرية الشباب والرياضة، مشيراً إلى أن عدد ساعات التدريب يكون ساعتين فى كل وحدة تدريبية، وعدد الوحدات فى الأسبوع ٣ وحدات.

وفى مطروح توجد 11 أكاديمية خاصة لكرة القدم تمارس أنشطتها بشكل غير رسمى، وتحصل اشتراكات شهرية تتراوح بين 100 و200 جنيه للفرد، وقال محمد كريم، رئيس لجنة المسابقات للناشئين والبراعم والأكاديميات بمنطقة مطروح لكرة القدم، إن الأكاديميات الخاصة الإحدى عشرة غير مقيدة رسمياً، وأهم ما يميزها أنها تسعى إلى نشر اللعبة وإعداد جيل جديد من البراعم والأشبال، بجانب تعليم الأطفال بشكل تربوى السلوك الإيجابى والانضباط، وتحتاج هذه الأكاديميات إلى التسجيل والاعتماد وإلى كوادر قائمة على التدريب لصقل الجيل الجديد وتخريج وتعليم وتدريب دفعات وأجيال من هذه الأكاديميات تفيد نفسها والرياضة فى بلدنا.

وأضاف أن تسجيل أى أكاديمية يحتاج إلى سداد القائمين عليها نحو 6 آلاف جنيه حسب عدد اللاعبين المسجلين، بجانب موافقة الأجهزة المعنية على إنشائها كى تسجل بالاتحاد فى المنطقة، وهذا المبلغ للرسوم واشتراك قيد اللاعبين واستخراج كارنيهات لهم، بجانب وجود شهادات للكوادر القائمة على التدريب كى يجرى اعتمادها وقيدها.

وتحول إنشاء الأكاديميات الرياضية الكروية إلى تجارة رائجة وسبوبة انتشرت فى المدن والقرى والأحياء بمحافظة القليوبية فى ظل اختفاء الساحات الشعبية ودورها فى اكتشاف المواهب الكروية وتخريج أجيال للعب فى الأندية الكبرى لتتحول أكاديميات الكرة إلى جزء لا يتجزأ من الشارع الرياضى القليوبى، حيث انتشرت خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير، وتشهد إقبالاً واسعاً من الشباب وصغار السن، وتكشف إحصائيات شبه رسمية عن وجود مئات الأكاديميات الرياضية المتخصصة فى كرة القدم بالقليوبية يديرها كبار اللاعبين فى الدورى من أبناء المحافظة ولكن نسبة كبيرة منها يقودها لاعبون مغمورون حولوها إلى سبوبة أكثر من كونها مراكز لاكتشاف المواهب.

خبير كروي: لا بد من تقنين عمل تلك الأكاديميات المنتشرة بشكل كبير

هانى لبيب، خبير كروى، أوضح أن المشروع مفيد، ولكن على أرض الواقع لا بد من تقنين عمل تلك الأكاديميات المنتشرة بشكل كبير فى كل أنحاء المحافظة، عن طريق اتحاد الكرة المصرى بوضع شروط تتضمن أن يكون قائد الأكاديمية ومديرها لاعباً سابقاً وحاصلاً على دراسات فى التربية الرياضية بجانب إقامة دورى للناشئين داخل الأكاديمية على أن تكون مرخصة مشيراً أن النجم المصرى العالمى محمد صلاح كان خريج أكاديمية دورى بيبسى للمدارس.

وشدد إبراهيم الدسوقى، لاعب الزمالك والترسانة السابق، عضو مجلس إدارة نادى بنها السابق، على ضرورة تولى لاعب كرة شهير مسئولية إدارة الأكاديمية يقودها للنجاح بتخريج أجيال من لاعبى الكرة الجاهزين للاحتراف داخلياً وخارجياً، مشيراً إلى أن نادى بنها الرياضى بصدد إنشاء أول أكاديمية على أسس علمية ورياضية واضحة فى مجال كرة القدم، مطالباً بسرعة إصدار قانون أو تنظيم ترخيص الأكاديميات لوقف استغلال حلم الشباب والنشء فى أن يكونوا لاعبى كرة محترفين، فيما أكد المستشار سمير الزهار، رئيس نادٍ سابق، أهمية صدور تصريح من وزارة الشباب والرياضة بإنشاء الأكاديمية، على أن تكون تحت إشراف الوزارة ومديرياتها بالمحافظات، لافتاً إلى أن كثيراً من تلك الأكاديميات يفتقر للإمكانيات اللازمة لاكتشاف المواهب، لأن القائمين على إدارتها يعملون وفق أسس استثمارية فى المقام الأول بغرض تحقيق منفعة مادية كبيرة.