فكري صالح في حوار لـ"الوطن": "قصة الشعر والشورت" وراء عودة الحضري للمنتخب
04:03 م | الإثنين 06 يوليو 2020
فكري صالح مدرب حراس مرمى المنتخب السابق
يعد فكري صالح مدرب حراس مرمى المنتخب السابق، أحد أهم المدربين في تاريخ الكرة المصرية، حيث يُطلق عليه عميد مدربي حراس المرمى في مصر، نظرا لخبراته العديدة في هذا المجال التي امتدت لسنوات طويلة.
"الوطن سبورت" حاور شيخ مدربي حراس المرمى عن أبرز ذكريات الماضي ورؤيته لمستقبل النشاط الرياضي.
في البداية هل تؤيد عودة النشاط الرياضي بعد أزمة فيروس كورونا؟
بالطبع كرة القدم أصبحت صناعة يعمل بها ملايين من البشر، من لاعبين ومدربين وأجهزة إدارية وطبية وعمال، وكل هؤلاء مصدر دخلهم الوحيد كرة القدم، ومن ثم لابد من عودة النشاط والمسابقات الكروية، بشرط اتخاذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا حتى لا يتعرض أي فرد بالمنظومة لسوء.
عملت لسنوات بمنصب مدرب حراس المرمى.. ما هي أبرز الذكريات المرتبطة بذهنك؟
العمل مع الجنرال الراحل محمود الجوهري، لا يمكن أن أنساه، فهو شخصية فريدة من نوعها، وأتذكر أول لقاء بيني وبينه قال لي "ياريت الناس كلها زيك"، ثم بدأت علاقة عمل سنوات طويلة كانت الروح فيها هي روح حرب أكتوبر، التي شاركت فيها وشارك فيها الراحل محمود الجوهري، وهي الروح التي ساعدت الجوهري، على قيادة المنتخب للعديد من الإنجازات، أبرزها الوصول لكأس العالم بمونديال إيطاليا عام 90، والفوز بكأس أمم أفريقيا 1998.
عصام الحضري أحد أساطير حراسة المرمى في الكرة المصرية وتدرب تحت قيادتك سنوات طويلة.. ما أبرز الذكريات المرتبطة بينك وبين الحضري؟
من أهم محطات عصام الحضري، تحقيقه لرقم قياسى كأكبر لاعب شارك في كأس العالم، بعد أن تولى الدفاع عن عرين الفراعنة في مباراة السعودية بمونديال روسيا الأخير، وتصدى لركلة جزاء، وهو الإنجاز الذي جاء بعد أن لعبت دورا رئيسيا في عودته لصفوف المنتخب، بعد أن كان خارج الحسابات في عهد الأمريكي بوب برادلي المدير الفنى السابق للمنتخب، وكان الأمر سيستمر مع الأرجنتيني هيكتور كوبر، إلا أننى خلال تدريبي للحضري، في فترة تواجده بوادي دجلة أقنعته بتغيير قصة شعره وارتداء الشورت بدلا من البنطلون.
وما الهدف من ذلك؟
الهدف من ذلك هو أنه كان من خلال تدريباتى فقد من وزنه 8 كيلو، وكنت أريد أن يشاهد الجميع ذلك وأولهم جهاز المنتخب، كما أن قصة الشعر وارتداء الشورت، سيعطي انطباعا للجميع وأولهم جهاز المنتخب أن عصام الحضري مازال قادرا على العطاء، والسن لا يقف عائقا أمامه لاستكمال مسيرة التألق، وهو ما حدث بالفعل، وبعد استبعاده من صفوف المنتخب لمدة سنة ونصف عاد مرة أخرى ودافع عن عرين الفراعنة بالمونديال.
هل تعتبر الحضري أفضل حارس مرمى في تاريخ مصر؟
هناك العديد من الحراس المميزين بالكرة المصرية مثل إكرامي وثابت البطل، ولكن ميزة عصام الحضرى، أنه أستطاع الحفاظ على مكانته سنوات طويلة من خلال الاجتهاد في التدريبات، حتى وصل للدفاع عن عرين الفراعنة بكأس العالم، وعمره يقارب على الخمسين عاما، وهو أمر قد يكون من المستحيل تكراره مع حارس مرمى آخر، فضلا عن مشاركته فى ست بطولات أمم أفريقيا، حصل في خمس بطولات منهم على لقب أفضل حارس مرمى، فضلا عن بطولاته مع الأهلي، وهي أرقام وإنجازات تمنحه لقب أفضل حارس مرمى في تاريخ مصر.
فضيحة الزمالك أمام كوتوكو علمتني الحكمة.. والجوهري شخصية فريدة من نوعها
ما هو شعارك طوال مسيرتك الطويلة في تدريب حراسة المرمى؟
العدل أساس الملك، وكان ذلك الشعار سبب نجاح تجاربي التدريبية، وعندما تخليت عنه مرة وحيدة طوال مسيرتي دفعت الثمن، وهي أنه أثناء تدريبي لحراس مرمى الزمالك خلال فترة قيادة باركر للفريق، بمباراة أشانتي كوتوكو الغاني الشهيرة بكوماسي، رشحت عادل المأمور للدفاع عن العرين الأبيض في هذا اللقاء، رغم أن أيمن طاهر كان الأحق للعب بشكل أساسي، حيث كان يعتمد الفريق الغاني على الكرات العرضية، وتألق أيمن طاهر فى التدريب الأخير، ولكن تأثرت بالعاطفة وضغوط باقى أفراد الجهاز المعاون، وخسرنا بخماسية بعد لعب عادل المأمور، رغم أنه كان عائدا من الإصابة قبل اللقاء.
وماذا تعلمت من تلك الواقعة؟
تعلمت ألا أستمع لأراء أحد، لأن بعد الخسارة تبرأ الجميع من قرار مشاركة عادل المأمور وتحملت المسؤولية ورحلت مع باركر، ومن يومها قررت أن أرفع شعار العدل أساس الملك، وعدم مجاملة أي حارس حتى لو كان ابني، وأن يتولى الدفاع عن العرين الحارس الذي يجتهد ويتألق في التدريبات بعيدا عن لغة العواطف والضغوط من أفراد الجهز المعاون، لأن في النهاية مدرب حراس المرمى هو من يدفع ثمن تألق أو إخفاق الحارس.
تعليقات الفيسبوك