رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

سارة سمير في حوارها لـ "الوطن سبورت": أتمنى تكريمي من الرئيس.. وأستغيث بوزير التعليم لإنقاذ مستقبلي

11:14 ص | الجمعة 12 أغسطس 2016
سارة سمير في حوارها لـ "الوطن سبورت": أتمنى تكريمي من الرئيس.. وأستغيث بوزير التعليم لإنقاذ مستقبلي

سارة سمير أثناء حوارها مع "الوطن سبورت"

ملامحها أكبر من عمرها، تتمتع بشخصية قوية، رفضت وزارة التربية والتعليم تأجيل امتحان الثانوية العامة الخاص بها، ورغم ذلك نجحت فى التتويج بالميدالية البرونزية فى رفع الأثقال، وزن 69 كيلو، وهى أصغر مصرية تتسلم جائزتها على منصة التتويج، سارة سمير بنت قرية الهوانية الكبرى مركز القصاصين محافظة الإسماعيلية، حرص "الوطن سبورت"، على محاورتها فى البرازيل، لتكشف كواليس بدايتها مع اللعبة والأزمات التى تواجهها.

■ ماذا خطر ببالك بعد الفوز مباشرة؟

- مقابلة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، فهو خير تكريم لى.

■ ولمن تهدين الميدالية؟

- لروح والدى الله يرحمه، ووالدتى وكل أسرتى ولمصر كلها.

■ من أين حصلت على كل تلك الثقة خلال المنافسات؟

- أنا لعبت لحصد ميدالية أولمبية، وكنت حاملة هم كل اللى بيتابعنى فى الصالة، وفى مصر ودموع أمى وكل اللى يعرفونى فى بلدى قرية الهوانية الكبرى بالإسماعيلية على أكتافى، ونفسى أفرح وأفرحهم، وثقتى اكتسبتها من والدى، الله يرحمه.

■ كيف شعرت بعد فشل لاعبة كولومبيا فى رفع ثقل وزن 143 كجم؟

- أنا كنت متوقعة أنها لن تستطيع رفعه، ورغم سعادتى فإننى كنت زعلانة، لأنها تعبت وأتمنى لأى حد يتعب إن ربنا يكرمه فى حياته.

■ ما آخر ثقل قمت برفعه قبل المشاركة فى الأولمبياد؟

- وزن 140 كجم قمت برفعه مرة واحدة فقط فى التدريبات الأخيرة.

■ معنى ذلك أن رفعك لوزن 143 كجم كان مخاطرة كبيرة؟

- أيوه جازفت، ومكنتش مصدقة نفسى وبكيت وكل اللى موجود من مصر فى الصالة بكى.

■ ما كلمات كابتن خالد قرنى لك قبل صعودك لرفع وزن 143 كجم؟

- كلماته شدت من أزرى فقد قال لى، «ركزى لو رفعت دى هناخد ميدالية لك ولمصر، ركزى يا سارة هترفعيها عشان إنت تعبت»، وشعورى لا يوصف وبحمد ربنا إن ميداليتى كانت الأولى لمصر وبتمنى لكل زملائى فى المنتخب الذين لم يلعبوا حتى الآن التوفيق.

■ أين ولدت بمصر؟

- قرية الهوانية الكبرى بالقصاصين بالإسماعيلية، وما زلت أعيش هناك.

■ ماذا عن بدايتك مع رفع الأثقال؟

- أنا مارست اللعبة مصادفة منذ عام 2008، وعمرى لا يتجاوز الـ11 عاماً، فى إحدى المرات كنت أرافق شقيقى محمد، وهو يمارس اللعبة فى نادى المؤسسة العسكرية، حتى تعلقت باللعبة وتم ضمى للمنتخب الوطنى منذ عام 2011، واستمررت فى المعسكرات الداخلية والخارجية لمدة الـ6 سنوات الماضية، حتى حققت حلمى وحلم الشعب المصرى بالحصول على ميدالية أولمبية.

■ هل وجدت تشجيعاً من أسرتك على ممارسة اللعبة؟

- الحمد لله، أسرتى لم تمانع فى ممارستى لعبة رفع الأثقال التى ينظر لها المجتمع الشرقى نظرة مختلفة للرباعات اللاتى يمارسنها.

■ من صاحب الفضل فى برونزية أولمبياد ريو دى جانيرو؟

- شقيقى محمد الذى وقف إلى جوارى وشجعنى من أجل إكمال مشوارى، بالإضافة إلى مسئولى الاتحاد الذين لم يدخروا جهداً فى إعدادى، فضلاً عن اللواء مجدى اللوزى، رئيس جهاز الرياضة العسكرى، والجهاز الفنى لمنتخب مصر بقيادة كابتن خالد قرنى، ولا أنسى العقيد إبراهيم الخولى، نائب رئيس الاتحاد الذى جاء بى من القصاصين بعدما أدرك حجم موهبتى، وحرص على تذليل كل العقبات التى تواجهنى من أجل تفرغى للتدريب وتطوير أرقامى.

■ ما أبرز الأرقام التى نجحت فى تحقيقها خلال مشوارك؟

- ذهبية بطولة أفريقيا للشباب تونس 2012، وذهبية بطولة العالم للشباب بأوزباكستان 2013 وفضية دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بتركيا 2013، وذهبية بطولة قطر الدولية بالدوحة 2013، وذهبية بطولة أفريقيا للشباب المؤهلة لأولمبياد الصين 2014، وذهبية أولمبياد الشباب بالصين.

■ ما العوامل التى ساعدتك للوصول إلى هذا الإنجاز؟

- الأسرة والمدرسة هما أساس نجاح أى بطل وعندما أفكر فى مشوارى أجد أن والدى رحمه الله كان المثل والقدوة، وهو من شجعنى فى بداية مسيرتى، كما أن أمى لم تعارض ممارسة رياضة يراها البعض لا تناسب البنات، وهناك تقاليد اجتماعية كثيرة تمنع ذلك خاصة فى البيئة الفقيرة.

■ حدثينا عن علاقتك بالمدرسة العسكرية بالإسماعيلية؟

- المدرسة هى البداية لأى بطل، لأن هناك تدريبات يومية، وعلى مدار سنوات طويلة وحتى الآن أتدرب فى المدرسة العسكرية، كلما توقفت تدريبات المنتخب، لأن المدرسة توجه من يدخلها فى حال فشله فى ممارسة لعبة معينة، وتضعه فى اللعبة التى تناسب إمكانياته، وعندما دخلت كنت أضع أحلاماً كبيرة فى مشوارى وهو سر قبولى فى المدرسة.

■ كيف يكون يومك فى الإسماعيلية؟

- فى المدرسة العسكرية كانت هناك تدريبات يومية على فترتين ولا نحصل على راحة سوى يوم الجمعة فقط من كل أسبوع، ومع ذلك كنت أذهب للتدريب هناك «مواصلات»، فنحن أسرة متوسطة الحال، وبفضل الله ثم مساندة أسرتى ووالدى توفى من سنة وشهرين ومن وقتها وأنا لدى إصرار على التتويج بميدالية لكى أهديها له ولمصر كلها، لكن أنا تعبت جداً واتبهدلت فى المواصلات وسفر داخل مصر وخارجها وبحمد ربنا على الميدالية.

■ ما الصعوبات التى واجهتك خلال الفترة الماضية؟

- أكثر أزمة تعرضت لها عدم موافقة وزارة التربية والتعليم على تأجيل امتحاناتى فى الثانوية العامة، وفوجئت بوصول نتائج المواد كلها «راسبة»، وصعبت عليا نفسى أوى لأنى مش بحب الفشل وأنا تركت الامتحانات من أجل التدريب والاستعداد للأولمبياد وليس لأى شىء آخر.

■ لماذا لم يوافق وزير التعليم على قرار تأجيل امتحاناتك؟

- قال إن التأجيل مخالف للقانون، والمشكلة أننى طلبت تأجيل امتحانات الدور الثانى، ومع ذلك الوزير رفض حيث إن بداية امتحانات الدور الثانى يوم 18 أغسطس الحالى، وموعد عودتى لمصر يوم 20 من نفس الشهر.

■ ما رسالتك لوزير التربية والتعليم؟

- الثانوية صعبة جداً ويا ريت توافق على طلبى، أنا لم أحضر الامتحانات بسبب ارتباطى بالدورة الأولمبية، وكان نفسى أفرح وأفرح مصر بميدالية أولمبية، نفسى توافق لكيلا تضيع سنة من عمرى بدون ذنب أو تقصير منى.

■ رسالة توجهينها إلى الصغار والكبار فى مصر؟

- رسالتى إلى الصغار عليكم بممارسة الرياضة لكى تصلوا إلى أهدافكم حتى ولو كانت هذه الأهداف ليست رياضية، فقد تغيرت حياتى وحياة أسرتى المادية من خلال الرياضة، وللكبار يا ريت بلاش الشائعات التى تطارد لاعبات رفع الأثقال ومنها أن من تمارسها لن تنجب بعد زواجها، والحمد لله زميلاتى اللاتى اعتزلن، وتزوجن، لم تحدث لهن مشاكل وأنجبن، ووجدت أن ما يتردد شائعات نحتاج إلى محاربته.

لن أعتزل الآن

طموحاتى فى لعبة رفع الأثقال بلا حدود، الميدالية الأولمبية بداية لتحقيق طموحات كبيرة أخطط لها منذ فترة، لن أتوقف عند أى شىء، ولا أفكر فى اعتزال اللعبة لمجرد أننى حصلت على ميدالية أولمبية، أسرتى مقتنعة تماماً أننى فى الطريق الصحيح، بفضل الله وبالجهد والعرق وبمساعدة اتحاد اللعبة والمدربين سأحقق كل ما أحلم به.