فكري صالح مدرب حراس مرمى منتخب مصر السابق
يعد فكري صالح مدرب حراس مرمى منتخب مصر الأسبق أحد أهم الأسماء التي تولت تلك المهمة وحققت نجاحات كبيرة طوال مسيرتها سواء مع المنتخب الأول أو المنتخبات الأولمبية، فضلا عن البطولات التي حققها مع الزمالك خلال الفترة التي عمل فيها مدربا لحراس مرمى الفريق الأبيض، وخلال مسيرته الطويلة يمتلك جنرال مدربي حراس المرمى ذكريات لا تنسي نستعرضها في الحوار التالي.
بدأت تدريب حراس المرمى وعمري 23 عاما والبعض يظن أنه كان نتيجة تخطيط أو تفكير مسبق ولكنه كان من خلال رؤية في المنام.
رؤية للراحل فؤاد صدقي، أثناء توليه القيادة الفنية لفريق المقاولون العرب، وكنت حارس مرمى لذئاب الجبل، حيث رأى رؤية في المنام 3 مرات متتالية، بأنني سأكون لي شأن كبير بمنصب مدرب لحراس المرمى، وقال لي صلي استخارة واحسم قرارك، ورغم أنني قررت الرد عليه بالاستمرار في الملاعب إلا أنني لم أتمكن من معارضة قراره، ووضع لي مقعدا بجوار الجهاز الفني وأبلغ اللاعبين بأنني أصبحت مدربا لحراس المرمى، وبدأت مسيرتي في التدريب وعمري 23 عاما، فكيف يتم انتقاد عصام الحضري وهو مدرب لحراس المرمى وعمره 50 عاما.
بالفعل فعندما بدأت وعمري 23 عاما، كمدرب لحراس المرمى أصبحت بمثابة الأب الروحي لعمالقة حراسة المرمى والمدربين سواء أحمد ناجي أو الحضري أونادر السيد ومن مفارقات القدر أنني توليت تدريب كل عائلة إكرامي، سواء إكرامي الكبير ونجله الراحل أحمد وشريف، وشقيقه إحسان الشحات، وأنا لي رقم مميز كوني أول مدرب تم تعيينه داخل اتحاد الكرة بمسمى مدرب حراس مرمى منتخب مصر عام 1979 ومدرب حراس لكل المنتخبات بأعمارها المختلفة والكرة النسائية وكنت أقوم بكل تلك المهام في وقت واحد.
الجنرال الراحل محمود الجوهري كان يعتمد على خمسة عناصر وهي التحدي والإصرار والعزيمة والالتزام وحسن التوكل على الله، ومن أهم العناصر التي جعلتنا ننسجم في العمل هو الانتماء للمؤسسة العسكرية وعشق البلد والعمل على رفع اسم مصر، والموقف الوحيد الذي اختلفت معه خلال تصفيات كأس العالم بمباراة مصر وليبيريا سألني من الحارس الأساسي فاخترت عصام عبد العظيم حارس الاتحاد السكندري السابق إلا أنه فضل مشاركة عصام الحضري، وسكن شباكه الهدف الشهير الذي خدعه فيه لاعب ليبيريا، وبعد المباراة قبل رأسي وقال لي أنت كنت صح وأنا غلط، لأنك لا تحب ولا تكره وأنت مكتشف عصام الحضري فكيف ستظلمه، ومن اليوم رأيك هو الأساس في اختيار حارس المرمى بأي مباراة.
الجنرال الراحل محمود الجوهري
بالفعل فخلال بطولة أمم أفريقيا في بوركينا فاسو 1998، بعد أن حققنا الفوز في أول مباراتين بدور المجموعات وضمنا التأهل للدور التالي، وكان نادر السيد الحارس الأساسي بالمباراتين، والجهاز المعاون للجنرال كان كابتن فتحي مبروك وكابتن علاء نبيل، طلب الثنائي مشاركة عصام الحضري بالمباراة الثالثة أمام المغرب، مع ضمان التأهل لدور الستة عشر، وأنا سردت أسباب ضرورة استمرار نادر السيد، بحراسة المرمى، وبالفعل كابتن الجوهري نفذ ما أريد، وكان نادر السيد أحد أسباب حصولنا على اللقب في النهاية.
غلطة وحيدة طوال مسيرتي في تدريب حراسة المرمى التي ندمت علىها، وهي مباراة كوماسي الشهيرة التي خسرها الزمالك من كوتوكو الغاني بخماسية، وكان يجب مشاركة أيمن طاهر في تلك المباراة لأنه الأفضل، إلا أنني خترت عادل المأمور، بسبب ضغوط من رئيس النادي الأبيض وقتها وكابتن أحمد مصطفى وكابتن محمود سعد، ودفعنا ثمن ذلك الاختيار، ومن تلك المباراة رجعت لشعار العدل أساس الملك، ووقفت ضد كرول وفاروق السيد، خلال فترة تدريب المنتخب الأولمبي واخترت مشاركة عصام الحضري الحارس الصاعد على حساب مصطفي كمال حارس الأهلي، وهددت بمغادرة الملعب، حال مشاركة مصطفى كمال أساسيا، وبعد أن تعرضت لهجوم شديد من جانب النادي الأهلي، وبعد تألق الحضري، وجدت كابتن عدلي القيعي وخالد مرتجي، يحصلان على توقيعه للنادي الأحمر، وهو ما يؤكد صحة وجهة نظري، خاصة أن هذا الأمر كان سببا في ظهور عصام الحضري بالساحة الكروية ولو لم أصر على موقفي لعاد إلى دمياط مرة أخري.
جنرال مدربي حراس المرمى فكري صالح وعصام الحضري
وقت تولي الأرجنتيني هيكتور كوبر، القيادة الفنية للمنتخب اتخذ قرارا بعدم الاعتماد على اللاعبين أصحاب الأعمار الكبيرة، ووقتها قرر الحضري، الانتقال لصفوف وادي دجلة بسبب تواجدي كمدرب لحراس المرمى وقال لي إنه يعرف أنني سأعيده للمنتخب، وقلت له نفذ كلامي بالحرف الواحد، وأقنعته بالجلوس بشقته في مصر الجديدة التي بدأ فيها حياته وأنه لن يذهب لمنزله إلا بعد المباراة بيوم كامل، وقلت له وزنك سينقص من 6 إلى 8 كيلوات، ولو وصل الأمر للحرمان من الطعام وتناول وجبة وحيدة وهو ما نفذه بالفعل، وقلت له سترتدي الشورت بدلا من البنطلون، حتى يظهر للجميع وأولهم جهاز المنتخب آثار المجهود التي تبذله ووضعنا لافتة بمنزله وسيارته مكتوب علىها روسيا 2018، وهو ما تحقق بالفعل وشارك في كأس العالم وتصدي لركلة جزاء بمباراة السعودية رغم أنه عمره كان 45 عاما.
أكثر ثلاثة حراس مرمى موهوبين في الكرة المصرية ويحصلوا على 10 من 10 من وجهة نظري هم الحارس الراحل أحمد إكرامي ومحمد عاشور حارس مرمى بورسعيد السابق ويعمل حاليا طبيب وابتعد عن المجال الكروي، وأحمد الشناوي حارس مرمى بيراميدز، ولكن الشناوي، في بداية معرفتي به قمت بطرده من المنتخب، وبعد تعهدات بالالتزام عاد الحارس وتألق معي في المنتخب الأولمبي، وقت أن كان يتولى قيادته الفنية هاني رمزي، وتلقى 3 عروض للاحتراف في أوروبا، ورفض كامل أبو علي رئيس المصري وقتها، التفريط بالحارس، ومع الابتعاد عن الالتزام مجددا اختفى أحمد الشناوي، ولم يستمر مع الزمالك وابتعد عن المنتخب قبل عودته مؤخرا لحراسة عرين بيراميدز وأتمنى أن يكون استوعب دروس الماضي.
تعليقات الفيسبوك