جارينشا..النجم البرازيلي الذى أسعد الناس و مات حزينا

أخبار متعلقة

برشلونة يفاوض هداف منتخب البرازيل

منتخب البرازيل يفكر في استدعاء لاعب منتخب إيطاليا

بالصور| بكاء كوتينيو بعد تسجيله هدفاً لمنتخب البرازيل

منتخب البرازيل يفتتح بطولة شباب الطائرة بفوز سهل على المكسيك

أسماء خالدة حفرت اسمها في تاريخ كرة القدم بحروف من نور، بعضها رغم قيمتها الكبيرة لكن لا يعرفها الكثير من مشجعي كرة القدم حول العالم، البرازيلي مانويل فرانسيسكو دوس سانتوس والمشهور بـ "جارينشا" أحد تلك الأساطير والتى مرت على وفاته 35 عاما بالتمام والكمال.

جارينشا الذي قال عنه الكاتب الأوروجوياني الكبير " إدواردو جاليانو ":  "عندما يكون حاضرًا، يكون الملعب أشبه ما يكون بحلبة السيرك؛ إذ كانت الكرة تظهر في رجله مثل حيوان مروض ترويضاً، وكانت المباريات أشبه ما تكون بالحفلات في وجوده. فقد كان جارينشا يدافع عن تميمته، الكرة، وكانا يرتكبان سويًا الحماقات واحدة تلو الأخرى، لدرجة كان يموت معها الناس من الضحك، إذ كان يقفز فوقها تارة، وكانت هي تتراقص فوقه تارة أخرى، كانت تختبئ أحيانًا، وكان يتهرب منها أحياناً، بل وكانت تطارده أحياناً، بينما كان الخصوم يصطدمون بعضهم ببعض".

ولادته

"الطائر الصغير " هو الاسم الذي أطلقته الأخت الكبرى علي أخيها الأصغر وهو وليد؛ لتتنبأ بقدوم لاعب عظيم من جيل الآباء الأولين في البرازيل والمولود في 28 أكتوبر عام 1933، "جارينشا "الذي دعته كرة القدم يوم ولادته وهمست في أذنيه قائلة له ( لن يقف في وجهك حتي أعتي الخصوم يا جارينشا ).

بقي جارينشا طفلا ضئيل الحجم بساقين معوجتين، وعاش بين أحضان الطبيعة محاطًا بالشلالات والغابات، واكتسب منها السرعة والمهارة، وفي الفترة ذاتها تعلم كرة القدم وسرعان ما أصبح أفضل لاعب في مدينته، كما اضطر العمل وهو في سن الـ14 في مصنع النسيج بمدينته.

عشق الكرة

لم يفكر "جارينشا" في كرة القدم بطموح، ولم يخطط لأن يكون نجمًا عالميًا، فقط يحب الكرة كهواية ممتعة، يستطيع من خلالها إظهار مهاراته، فبدأ يتردد على النوادي للانضمام إليها.

كانت المرة الأولى عندما ذهب لتجربة أدائه في نادي «فاسكو»، لكن تم طرده قبل أن يبدأ لعدم إحضاره حذاءً رياضيًا أثناء التدريب، لكنه لم ييأس وذهب هذه المرة إلى نادي «فلومننسي»، لكنه اضطر إلى مغادرة النادي قبل أن يصل دوره ليلحق بالقطار العائد إلى بلدته، قبل أن يلتحق بنادي «بوتافوجو»، وضمه المدرب بعدما رأى مهاراته.

معشوق الجماهير

وصف البريطاني أليكس بيلوس في كتابه «كرة القدم.. الحياة على الطريقة البرازيلية» ، «جارينشا» في الملعب قائلًا: «فما إن مسك الكرة حتى يستولى عليها ويظل يحاورها وينطلق بها كالسهم لا يمكن لأحد اللحاق به، حتى يصل للمرمى، ويسجل هدفًا، وكان يقوم بمناورات للاحتفاظ بالكرة لم يرها أحد من قبل، لقد أدهش الجميع، لأنه لم يتوقع أحد أن يكون صاحب هذا الجسد غير المتناسق، والساقين المقوستين بهذه المهارة والسرعة والتوزان».

كان «جارينشا» أول لاعب تهتف له جماهير أمريكا اللاتينية هتاف «أوليه»، ففي إحدى مباريات فريق «بوتافوجو» بالأرجنتين، راوغ النجم البرازيلي نظيره الأرجنتيني «فايرو»، وانطلق بالكرة بأقصى سرعة، ليلحق به الأخير دون أن ينتبه إلى أن النجم البرازيلي ترك الكرة خلفه متعمدًا ليمسك بها أحد زملائه، وهنا أخذت الجماهير الأرجنتينية تهتف «أوليه» من شدة إعجابها بمناورته الرائعة.

مع منتخب السامبا

لعب جارينشيا 50 مباراة مع منتخب البرازيل لكرة القدم بين عامي 1955 و1966، وشارك في كأس العالم لكرة القدم 1958 وكأس العالم لكرة القدم 1962 وكأس العالم لكرة القدم 1966، وقد خسرت البرازيل مباراة واحدة وهو على أرضية الملعب أمام منتخب المجر في المباراة التي لم يلعب فيها بيليه إذ من المعروف أن البرازيل لم تخسر أي مباراة شارك فيها جارنشيا وبيليه سوياً.

رحيله

رحل «جارينشيا» يوم20 يناير من عام 1983، بسبب تأثير الكحوليات التي أدمنها، وودعه أقاربه ومحبوه من ملعب «الماركانا»، ويحكي صاحب كتاب «كرة القدم.. الحياة على الطريقة البرازيلية» عن جنازته قائلًا: «عندما كان (جارينشا) في طريقه إلى قبره رفع أحد محبيه لافتة مكتوب عليها: (لقد زرعت الابتسامة على وجه الملايين.. وأنت الآن تُبكي الملايين)».