"فيفا" يدخل فى صدام مع أباطرة أوروبا بسبب المونديال القطرى

تسبب قرار الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، تعديل موعد بطولة كأس العالم 2022، المقرر إقامتها فى قطر، لتقام بين شهرى نوفمبر وديسمبر، بدلاً من شهرى يونيو ويوليو، كما هو معتاد، فى عاصفة من الغضب ضد الاتحاد الدولى من قبل الأندية الأوروبية وروابط الأندية المحترفة فى الدوريات الأربع الكبرى، بجانب الاتحاد الأوروبى لكرة القدم "ويفا"، الذى دعا لتجنب تعديل الموعد نظراً للخسائر الفادحة التى ستعود على الأندية بسبب تأجيل المباريات، بالإضافة لتعديل جداول البث، مما يؤثر على عائد البث الذى يعد أكبر عائد مالى للأندية الأوروبية.

ومما زاد من غضب الاتحاد الأوروبى وأنديته تجاهل الاتحاد الدولى للتوصية التى تقدمت بها الأندية الأوروبية لإقامة البطولة ما بين شهرى أبريل ومايو، ليتم تبكير موعد البطولة شهرين فقط، وليس سبعة أشهر دفعة واحدة كما حدث، فى حين لم يجد الاتحاد الدولى لكرة القدم حتى الآن مخرجاً لأزمة تقليص عدد أيام البطولة التى ستبلغ 28 يوماً فقط، حيث ستنطلق فى 20 نوفمبر وتنتهى 18 ديسمبر وفقاً لقرار "فيفا"، خصوصاً أن البطولة ستعد أقصر بطولة كأس عالم منذ اعتماد قرار الـ32 فريقاً فى مونديال فرنسا 1998.

وتواجه الأندية الأوروبية أزمة كبيرة، حيث إنها لا تعرف كيفية التعامل مع الأمر الطارئ، هل بتعديل موعد انطلاق الموسم وإنهائه قبل الشتاء، أو انطلاق الموسم فى موعده، وتأجيل المباريات التى تصادف وقت إقامة البطولة، وفى حالة التأجيل سيتم تأجيل عدد كبير من المباريات فى كل البطولات المقامة فى "القارة العجوز".

- الدورى الإنجليزى: 
أكبر المتضررين من تعديل موعد البطولة، حيث سيتسبب تعديل موعد كأس العالم فى تأجيل 80 مباراة فى البطولة دفعة واحدة، نظراً لأن الاتحاد الإنجليزى لا يعتمد إجازة الشتاء، ويضاعف عدد المباريات فى هذه الفترة ما بين شهرى ديسمبر ويناير فيما يعرف بـ"البوكسينج داى"، وفى حالة إقامة البطولة فى هذا التوقيت سيتم تأجيل 8 جولات ما بين جولات اعتيادية فى نهاية الأسبوع أو جولات استثنائية فى وسط الأسبوع، واعترضت الأندية على هذه التداعيات، مؤكدة أنها ستصيب الأندية بـ"الشلل" نتيجة تعديل المواعيد قبل البطولة بثلاثة أعوام على الأقل، وبعدها بثلاثة أعوام حتى تعود أجندة المباريات كما كانت، فى حين سيتأثر عائد بث بيع الدورى الإنجليزى الذى حقق رقماً قياسياً للعقد الجديد بلغ 5.1 مليار جنيه إسترلينى، وذلك بسبب عدم انتظام المسابقة خلال الفترة المقبلة وتأثير تعديل المواعيد على دول جنوب شرق آسيا.

- الدورى الأوروبى: 
ثانى أكبر المتضررين من تعديل الموعد، حيث ستتسبب إقامة بطولة كأس العالم فى نهاية العام فى تأجيل 72 مباراة من مباريات البطولة بشكل مبدئى، خصوصاً أن بطولة الدورى الأوروبى تشهد مباريات الدور التمهيدى، بالإضافة لدور المجموعات ثم دور الـ16 مرتين، قبل انطلاق البطولة بداية دور الثمانية، وهو ما تسبب فى غضب كبير داخل أروقة الاتحاد الأوروبى.

- الدورى الإسبانى والدورى الإيطالى: 
ستتأجل ما يقرب من 60 مباراة من مباريات البطولتين المحليتين فى إسبانيا وإيطاليا خلال هذه الفترة، التى ستشهد تأجيل ست جولات على الأقل، بسبب ترك اللاعبين لمنتخبات بلادهم قبل البطولة بأسبوعين بالإضافة لـ28 يوماً هى مدة البطولة، بجانب راحة لن تقل عن 15 يوماً على الأقل للاعبين عقب انتهاء المسابقة.

- دورى أبطال أوروبا: 
البطولة الأغلى على الإطلاق على صعيد الأندية، ستشهد تأجيل 42 مباراة فى الأدوار الأولى خلال فترة المونديال، وهى الفترة التى تشهد عادة دور المجموعات فى البطولة التى تعد الدجاجة التى تبيض ذهباً لـ"ويفا"، ويبحث الاتحاد الأوروبى عن مخرج لحل الأزمة، خصوصاً أن كل الحلول المتاحة غير منطقية فى نظر "ويفا" وكان الحل الوحيد هو ضغط موسم المونديال ليبدأ فى بداية أغسطس وينتهى فى أول أبريل، على أن تقام البطولة منتصف أبريل وتنتهى منتصف مايو.

- الدورى الألمانى: 
أقل المتضررين من حيث عدد المباريات المؤجلة التى قد تصل إلى 40 مباراة، ولكنه يواجه نفس الأزمة، حيث لا يجد القائمون على تنظيم البطولة فراغات لتسكين المباريات المؤجلة، وينتظر المسئولون الحل الذى ستتفق عليه مجموعة الـ"14 الكبار" لحل الأزمة الطارئة.

- بطولات الكأس: 
وتبدو بطولات الكأس فى أوروبا، فى مهب الريح فى عام المونديال، حيث بات من المستحيل إقامتها فى حالة عدم تعديل موعد انطلاق الموسم ونهايته، حيث إن تأجيل كل هذا العدد من المباريات سيتسبب فى عدم إيجاد فراغات لإقامة مباريات الكأس، وهو الأمر الذى تعترض عليه كل الاتحادات الأوروبية بما فيها "ويفا"، حيث إنه يعتمد على بطولة الكأس لتحديد المتأهل للدورى الأوروبى، بالإضافة لرفض الاتحاد الإنجليزى لتأجيل أو إلغاء كأس الاتحاد الإنجليزى تحت أى ظروف، لأسباب تاريخية.