رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

كبار أوروبا يقودون ثورة ببطولة «دورى السوبر الأوروبى» بعد فضائح «فوتبول ليكس» لمسئولى كرة القدم

07:46 ص | الإثنين 05 نوفمبر 2018
كبار أوروبا يقودون ثورة ببطولة «دورى السوبر الأوروبى» بعد فضائح «فوتبول ليكس» لمسئولى كرة القدم

السوبر الأوروبي

نقلًا عن العدد الورقي

«ديرشبيجل»: التسريبات عقاب من الأندية لمسئولى «فيفا» و«يويفا».. واتهام بايرن بخيانة أندية ألمانيا

شهدت الأيام الماضية حالة من الجدل فى أوروبا، بسبب تسريبات «فوتبول ليكس» التى قد تطيح بكبار مسئولى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» والاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا»، بسبب التستر على قضايا الفساد المالى فى بعض الأندية الأوروبية الكبرى، وعدم تطبيق قواعد اللعب المالى النظيف.

وربطت بعض وسائل الإعلام الأوروبية، وأبرزها «ديرشبيجل» الألمانية، بين بداية الحرب على الفساد فى الاتحادات الدولية وموعد اقتراب البدء فى تأسيس بطولة جديدة سيطلق عليها «الدورى السوبر الأوروبى»، الذى يهدد مصالح مالية لأغلب فرق الدوريات الأوروبية التى تأتى فى التصنيف الثانى والثالث، والتى بدأت تحارب «فيفا» و«يويفا» بالتسريبات.

وبدأ كبار أندية أوروبا فى التحرك لتأسيس بطولة دورى السوبر الأوروبى، بعد اتفاق سرى لعدم المشاركة فى الـ«شامبيونزليج»، وضم الاتفاق 11 نادياً مؤسساً، لا يُمكن تعرضها للهبوط، وهى: ريال مدريد، برشلونة، يوفنتوس، بايرن ميونخ، باريس سان جيرمان، إى سى ميلان، مانشستر سيتى، مانشستر يونايتد، أرسنال، ليفربول، تشيلسى، بالإضافة إلى بعض الأندية الأخرى التى سيتم اعتبارها كضيوف والتى قد تهبط إلى الدرجة الأدنى، وهم أتليتكو مدريد، بروسيا دورتموند، أولمبيك مارسيليا، إنتر ميلان، روما، وأوضحت المسودة أن 17 نادياً المفترض وجودها فى دورى السوبر هى التى تمتلك نسب البث الأعلى فى إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا بالإضافة إلى نادٍ من البرتغال وآخر من روسيا وهولندا وتركيا.

ومن المتوقع أن يتم البدء فى البطولة عام 2021، والابتعاد عن البطولات التى ينظمها الاتحاد الأوروبى لكرة القدم (يويفا)، ومن المتوقع أن يتم رفع العائد المادى للأندية المشاركة إلى 8 أضعاف العائد الذى يحصلون عليه حالياً، ويمنح «يويفا» الأندية المشاركة بدورى الأبطال ربحاً مالياً محدداً، وفقاً لنتائج الفرق، ولطالما طالبت الأندية الكبيرة فى أوروبا بزيادة نسبة الأرباح، وهو ما دفعهم الآن للاتفاق على إطلاق البطولة الجديدة، التى سيحددون أرباحها من دون قيود، وكان اقتراحهم دائم الرفض لعدم توسيع الفجوة المالية بين الأندية الكبرى المشاركة فى البطولات الأوروبية، والفرق التى لا تشارك، حتى لا تضعف البطولات المحلية، وتحديداً الدوريات الخمس الكبرى.

وركزت كل الصحف الألمانية على الوثائق السرية المسربة مؤخراً، والتى تتهم بايرن ميونيخ بخيانة البوندسليجا، بعزم الفريق البافارى الانشقاق عن الدورى الألمانى خلال الفترة المقبلة، للانضمام إلى البطولة الجديدة.

الاتحاد الدولى يرد: الفاسدون ينتقمون من إنفانتينو لتعطيل حملة تطوير الكرة عن طريق نشر الشائعات الكاذبة

وأكدت الوثائق المسربة أن العملاق البافارى يرغب فى المشاركة فى البطولة الجديدة، والانفصال عن البوندسليجا ودورى الأبطال.

وخرجت مجلة «ديرشبيجل» بعنوان صادم: «الخيانة»، مع صورة تحمل شعار بايرن ميونخ، الذى يخرج لسانه.

وكانت الفكرة طرحت لأول مرة فى نهاية تسعينات القرن الماضى لكنها لم تلقَ قبولاً، وأعيد طرحها من قبل فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد فى 2009، قبل أن تظهر من جديد على السطح فى 2016، بعد اعتراض ملاك الأندية الخمسة الكبرى فى إنجلترا وهى تشيلسى وليفربول وأرسنال ومانشستر سيتى ومانشستر يونايتد، بسبب العائد المادى من المشاركات الأوروبية، حينها كانت الفرق الإنجليزية تعانى من الابتعاد عن الأدوار المتقدمة فى دورى أبطال أوروبا، وبالتالى كانت الجوائز المادية ضعيفة، وذلك قبل وصول ليفربول إلى نهائى الـ«شامبيونزليج» وأرسنال إلى نهائى يوروباليج، فى العام الماضى وفشل الثنائى فى تحقيق اللقب.

ودافع وقتها كارل هاينتس رومينيجه، رئيس بايرن ميونيخ والرئيس السابق لرابطة الأندية الأوروبية، وقال: «دورى السوبر الأوروبى أصبح أمراً محتوماً، وفى المستقبل، أعتقد أنه ستكون هناك مسابقة تضم 20 نادياً من إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا، وأرى أنه فى أكبر بطولات الدوريات الأوروبية، فإن الأندية الكبيرة تزداد قوة باستمرار، وبذلك نجد أن فكرة بطولة دورى السوبر الأوروبى على حساب دورى أبطال أوروبا قد وُلدت بالفعل. وسيقودها إما يويفا أو كيان منفصل، لأن هناك حداً على حجم الأموال التى نحصل عليها بشكل كبير»، وهو الأمر الذى بدأ تنفيذه حالياً.

وكان جيانى إنفانتينو، الأمين العام لـ«يويفا» وقتها والآن رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، قد أبدى موافقته على اقتراح البطولة قبل عامين، وأكد أن الاتحادات الدولية يجب أن تكون منفتحة على طلبات الأندية الكبرى، ويجب تطوير البطولة لتكون بعيدة عن كأس الأبطال الدولية التى تقام قبل انطلاق كل موسم، ويشارك بها أندية ريال مدريد ومانشستر سيتى وروما وميلان وإنتر ميلان ومانشستر يونايتد وبرشلونة وتشيلسى وبينفيكا وفيورنتينا وباريس سان جيرمان.

وأكد الإسبانى خافيير تيباس، رئيس رابطة الليجا، رفضه للبطولة، وعدَّد أضرارها بالنسبة للفرق الكبيرة فى أوروبا قائلاً: «دورى السوبر الأوروبى سيكون نهاية الليجا وأغلب الدوريات الكبرى، أحب أن أعرف تلك البطولة بتعريف قاسٍ حتى يتفهم الجميع مدى خطورتها، بعض الفرق فى جدول دورى السوبر الأوروبى سيكون مركزها التاسع أو العاشر، ربما مواجهة مثل ريال مدريد ضد مانشستر يونايتد ستكون عظيمة على الورق، لكن كيف ستكون إذا كان أحدهما العاشر والآخر الحادى عشر، دعونا نرَ كم من الجماهير سيبقى بعد خمس سنوات».

وتابع: «هذه الأندية كبيرة وقوية بسبب حصولها على الدوريات فى أنديتها، وكثرة الألقاب التى تجعل جماهيرها فى سعادة دائمة، دورى أبطال أوروبا الحالى له هيكل مثالى ويجب أن يستمر، والأندية تربح منه لكن دورى السوبر الأوروبى سيضر بكرة القدم على المدى البعيد، كذلك سيضر بالأندية الكبيرة، ولن ينالوا الأموال التى يفكرون بها حالياً».

وتعهد ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبى الذى يعتبر من أشد المعارضين للفكرة، ببذل كل ما لديه للقضاء عليها.

وأشارت صحيفة «ماركا» الإسبانية إلى أن انقلاب كبار الأندية الأوروبية كان بسبب بعض القرارات العنيفة ضدهم، وأبرزها قاعدة اللعب المالى النظيف، التى أثيرت مجدداً على الساحة ونشرت مجموعة من وسائل الإعلام الأوروبية تسريبات ووثائق تطال السويسرى جيانى إنفانتينو بحكم موقعيه الحالى فى الفيفا والسابق كأمين عام للاتحاد الأوروبى للعبة «يويفا»، لاسيما بعد كشف علاقته بالمدعى العام فى سويسرا وتقديمه بعض الهدايا للتستر على فضائحه المالية فى تسريبات «بنما ليكس» التى نشرت عام 2016، وتسببت فى القبض على عدد كبير من مسئولى «فيفا»، ومساهمته فى التستر على مخالفة ناديى باريس سان جرمان الفرنسى ومانشستر سيتى الإنجليزى لقواعد اللعب المالى النظيف المفروضة من الاتحاد القارى.

ورد الاتحاد الدولى ببيان رسمى، وأكد أن كل هذه الاتهامات والوثائق التى ظهرت خلال الأيام الماضية هدفها الأساسى هو سمعة إنفانتينو، الذى يسعى لتطوير لعبة كرة القدم فى العالم أجمع واتخذ بعض القرارات المهمة كان هدفها القضاء على الفساد فى كرة القدم فى العالم.

وتابع البيان: «ليست مفاجأة أن بعض الذين أزيحوا من مناصبهم أو تم فصلهم، أو هم غير سعيدين بالتغييرات، يواصلون بث الشائعات الخاطئة والتلميحات بشأن القيادة الجديدة. نحن نعرف أن ثمة بعض الأشخاص، انطلاقاً من إحباطهم، يرغبون فى النيل من فيفا لمصالحهم الخاصة».