بادو الزاكي أثناء حواره لـ"الوطن"
واحد من أفضل الحراس فى تاريخ الوطن العربى، وصفه البعض بالحارس التاريخى لمنتخب المغرب، لمع اسمه مع أسود الأطلسى فى كأس العالم عام 1986، وتألق وقتها أمام منتخبات كبرى.. بادو الزاكى، حارس منتخب المغرب ومديره الفنى الأسبق، تحدث لـ«الوطن» عقب مفاجأة خروج المغرب من بطولة الأمم الحالية على يد بنين، كاشفاً عن أسباب الخسارة، ومتحدثاً عن البطولة بشكل عام، والتنظيم، والمنتخبات المرشحة لحصد اللقب، وخروج الفراعنة وأمور أخرى داخل الحوار.
كيف ترى خروج المنتخب المغربى على يد نظيره البنينى؟
- كنت أظن أن منتخب المغرب يمكن أن يعبر من أى منافس حتى منتخبات فى حجم الجزائر، ومصر، ونيجيريا، ولم أكن أتوقع أنه سيقع فى المصيدة ويخرج من الدور الـ16 على يد بنين، فى لقاء تاريخى للمنافس الذى لم يتمكن طوال تاريخه فى الفوز على المغرب، ولكن هذا هو حال كرة القدم.
ما سبب الخسارة من وجهة نظرك؟
- المغرب خرج من دور الـ16 بأسلحته، وهو من ضيع نفسه بنفسه، وفرّط فى الصعود بيده بإهدار العديد من الفرص السهلة، المنتخب قدم أداءً رائعاً ولكن كانت تنقصه اللمسة الأخيرة أمام المرمى، كنت أتوقع أى سيناريو إلا الذى حدث أمام بنين، ولكن هذه كرة القدم التى تفاجئك دائماً، وتعلمك أنه لا يوجد مستحيل فيها، ولا توجد أى نتيجة مضمونة.
ما تعليقك على مستوى حكيم زياش والانتقادات التى طالته بسبب أدائه فى البطولة، وإهداره لركلة جزاء فى الدقائق الأخيرة من عمر المباراة؟
- أولاً لا يوجد لاعب فى العالم ينجح فى تسجيل جميع ركلات الجزاء التى تأتى له، حكيم زياش لا يتحمل المسئولية وحده، كل شخص معرض لإهدار ركلة جزاء، الجميع أهدر من قبل، مارادونا، زيكو، بيليه، الجميع أهدر ركلات جزاء، وبالنسبة للحكم على «زياش»، فهو محله محل اللاعبين الكبار بالقارة الأفريقية، والذى نجح فى أن يحظى بمتابعة كبيرة، مثل اللاعبين الكبار محمد صلاح، وساديو مانى، وكل الأسماء العالمية، لم يظهروا بنفس المستوى الذى كانوا عليه مع أنديتهم، وهذا يعود لضغط المباريات والإرهاق الذى عاشوا فيه طوال الموسم، حيث لعب الواحد منهم أكثر من 50 مباراة، وطوال الوقت هم تحت المجهر وتحت الأضواء، ومطالبون بتقديم أفضل ما لديهم.
بعد هزيمة المنتخب المغربى، لمّح المدير الفنى لأسود الأطلسى بإمكانية الرحيل عن تدريب الفريق، هل بادو الزاكى يحلم بتدريب المنتخب من جديد؟
- لا أريد التعليق على رحيل أى مدير فنى، سواء أكمل أو رحل، فهذا أمر يخصه، دربت المنتخب المغربى مرتين، وأعطيته كل ما لدىّ، وخرجت منه ورأسى مرفوع، ولم يطلب منى أحد تولى الفريق للمرة الثالثة، وبشكل عام لا بد من وقفة حاسمة لترتيب أمور الفريق.
هل من تفسير بشأن التناقض بين أداء المنتخب المغربى فى دور المجموعات وأمام بنين؟
- الأداء كان مميزاً فى دور المجموعات، المنتخب المغربى نجح فى الحصول على العلامة الكاملة فى المجموعة وبدون أى أهداف تدخل فيه، ولكن المنتخب كان يعانى من عقم تهديفى؛ لم يستطع تسجيل أهداف كثيرة، حتى المباراة الأولى أمام ناميبيا أهدر الكثير من الأهداف، وفى النهاية جاءت كرة الفوز من نيران صديقة، وكذلك أمام ساحل العاج، رغم العرض المقنع والجميل للفريق والذى أعطى إشارة قوية إلى أن المغرب قادم بقوة للمنافسة على البطولة، لكن إهدار الأهداف بكثرة، وضع أكثر من علامة استفهام وكان ناقوس خطر، المنتخب يهدر الكثير من الأهداف، ويفوز فى الوقت الضائع، وأمام بنين ظهر العقم الهجومى، وعدم التجهيز الطيب لضربات الترجيح.
وفى نفس الزاوية هل توقعت خسارة الفراعنة أمام جنوب أفريقيا؟
- خروج مصر والمغرب كارثة كبرى، المنتخب المصرى كان بمقدوره وبدعم جماهيره الوصول على الأقل للدور النهائى، الفريق لم يظهر بالصورة التى كنا ننتظرها، وظهر ذلك خلال دور المجموعات، حيث وضحت مشاكل كبيرة فى الدفاع، ولولا تألق محمد الشناوى فى مباراة أوغندا لخرج المنتخب بالتعادل أو هزيمة مفاجئة لمصر، منتخب الفراعنة يعانى من مشكلات دفاعية.
بخبرتك.. ما تقييمك للحارس محمد الشناوى فى البطولة حتى الآن؟
- محمد الشناوى لا يحتاج إلى أن يثبت نفسه أو إلى تقييم منى، فهو حارس مميز للغاية وأثبت ذلك فى عدة مباريات، وأيضاً التألق مع النادى الأهلى، وإذا كانت الشباك المصرية خرجت عذراء من دور المجموعات، فهذا بفضل الشناوى، الذى نجح فى التصدى للعديد من الفرص المحققة، وبالأخص أمام أوغندا.
ما رأيك فى المستوى الذى ظهر به صلاح؟
- لا أحد يستطيع أن يشكك فى قدرات محمد صلاح، ولكن كان لديه أفضل من المستوى الذى ظهر به فى البطولة.
البعض يتحدث عن وجود صراع ومنافسة كبيرة بين «مانى وصلاح» فى ليفربول.. ما تعليقك؟
- هذا الصراع إعلامى فقط، فالإعلام يرى أن ساديو مانى لا يريد التمرير لصلاح، والعكس، ولكن هذه أمور إعلامية فقط، ولكن فى الواقع داخل الملعب بدون صلاح لن تجد تألقاً للاعب السنغالى، والعكس أيضاً.
مَن المنتخب الذى ترشحه للفوز ببطولة أمم أفريقيا فى تلك النسخة؟
- الجزائر مرشح قوى بحكم الأداء الجيد والتماسك بين الخطوط.
مَن أعجبك من منتخبات الحصان الأسود؟
- أعجبنى أداء منتخب مدغشقر والذى عبر بقوة عن نفسه، فريق منظم فاجأنى بالأداء والنتائج، وتأهله لدور الثمانية دليل على أنه يمتلك القدرات التى تساعده على ذلك.
بعيداً عن البطولة هل يمكن أن نراك مدرباً لأحد الفرق المصرية خلال الفترة المقبلة؟
- كل شىء وارد فى كرة القدم.
بشكل عام هل شاهدت حفل افتتاح البطولة؟
- نعم، والحفل كان رائعاً وممتعاً، وعبّر عن حضارة الفراعنة وعظمة وتاريخ مصر الكبير، كان عبارة عن مهرجان كبير ثقافى يعبر عن حضارة مصر التاريخية.
وما رأيك فى تنظيم مصر للبطولة؟
- مصر حصلت على تنظيم أمم أفريقيا وتحملت مسئولية التنظيم فى وقت قصير جداً، كل دولة تحتاج لأربع سنوات لتجهز نفسها للتنظيم، بينما مصر حصلت على الدورة قبل البطولة بـ5 شهور تقريباً، وهى تعد مدة منعدمة، وعلى الرغم من ذلك مصر نجحت فى عمل بطولة رائعة، فهى بلد كرة القدم وشعبها يعشق الكرة، ولديها بنية تحتية هائلة من ناحية الفنادق والطرق والتواصل والملاعب والثقافة الكروية، وأخلاق عالية من الشعب المصرى، وهو أمر طبيعى كنت أتوقعه أن تنظم مصر البطولة بتلك الروعة، فهو شىء معتاد من مصر.
كيف ترى بطولة الدوري المصري؟
لا أتابع الدورى المصرى كثيراً، ولكنه قوى جداً، وواحد من أكبر الدوريات فى القارة الأفريقية وأعرف الفرق الكبرى، مثل الأهلى والزمالك، والأهلى على الرغم من مروره ببعض الفترات السيئة، يفوز بأقل وأسوأ أداء، وهذا يعود لكيان وإمكانيات الفريق الأحمر، وأتمنى للكرة المصرية كل التوفيق فى المرحلة المقبلة.
تعليقات الفيسبوك