رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

كالفيرت لوين.. إنزاجي جديد في إيفرتون وكيف انفجر مع أنشيلوتي؟ (تحليل)

09:24 ص | الثلاثاء 13 أكتوبر 2020
كالفيرت لوين.. إنزاجي جديد في إيفرتون وكيف انفجر مع أنشيلوتي؟ (تحليل)

دومينيك كالفيرت لوين مهاجم إيفرتون

يعد إيفرتون الإنجليزي تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، الفريق الأبرز حتى الآن، في الدوري الإنجليزي الممتاز، بقيادة مهاجمه الشاب دومينيك كالفيرت لوين، الذي نال إشادة مدربه الإيطالي، بعدما شبهه بأسطورة ميلان فيليبو إنزاجي، عقب تألقه وتصدره لجدول ترتيب الهدافين في المسابقة الإنجليزية حتى الآن.

ويستعرض "الوطن سبورت"، من خلال هذا التحليل، كيف تطور الفتى الصاعد بقوة كالفيرت لوين، تحت قيادة المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، في صفوف إيفرتون "التوفيز" منذ الموسم الماضي وحتى الآن.

ويؤدي "لوين" بشكل أسطوري هذا الموسم، حيث سجل ستة أهداف وتصدر قائمة الهدافين، بعدما تأقلم مع تكتيك كارلو أنشيلوتي، ثم تلقى أول استدعاء له للمنتخب الإنجليزي، ليسجل هدفه الدولي الأول رفقة منتخب الأسود الثلاث في شباك ويلز ودياً، في ظل منافسة شرسة مع مهاجمين مثل هاري كين وداني إنجز.

بدأ كالفيرت لوين، مسيرته كلاعب خط وسط مع فريق الشباب بنادي شيفيلد يونايتد، لذلك فهو يجيد التمريرات ويتمتع برؤية جيدة كصانع ألعاب، والمهارة الكافية للمراوغة والتحكم في الكرة، مع أهم مميزاته وهي السرعة والشراسة على مرمى الخصوم، يبلغ طوله 187 سم، وهو ما يجعله مييزا في مهارة الارتقاء وهو ما تثبته الأرقام، فقد احتل المركز التاسع في قائمة أكثر اللاعبين الذين خاضوا المواجهات الدفاعية في الدوري، وكان العاشر من حيث نسبة النجاح في تلك المواجهات بموسم 2020/19، كما يعد أيضاً رابع أكثر لاعب سجل أهدافاً بالرأس في نفس الموسم.

يتميز كالفيرت لوين، بلمسته القاتلة أمام المرمى، فهو يحتاج لمسة واحدة فقط لوضع الكرة في الشباك، مما دفع كارلو أنشيلوتي، لمقارنته مع أسطورة ميلان فيليبو إنزاجي، وأكد "لوين" سعادته بذلك، وأنه قرر مشاهدة أهداف "إنزاجي" على اليوتيوب، عقب تصريحات مدربه الإيطالي.

خلال موسم 2020/19، اعتمد إيفرتون في الغالب على طريقة 4-4-2، حيث يتواجد ريتشارليسون كمهاجم ثان برفقة لوين، ويأتي ريتشارليسون من الجناح، بينما يتمركز لوين غالباً في العمق، وسجل كلا منهما 13 هدفاً، حيث ينقض اللاعب البرازيلي من الطرف الأيمن وأحياناً الأيسر بينما يتواجد المهاجم الإنجليزي في عمق منطقة الجزاء لتلقي التمريرات مثل هذه الكرة ضد نيوكاسل، حيث تحرك خلف المدافع بذكاء ليضع نفسه أمام المرمى بدون أي رقابة في انتظار عرضية ريتشارليسون.

يمكننا التعرف أكثر على طبيعة تمركز لوين داخل منطقة الجزاء من خلال خريطة التسديدات الخاصة به:

التسديدات التي تظهر باللون الوردي هي أهداف، في حين أن التسديدات باللون الأسود هي التي ضاعت أو تصدى لها الحارس أو القائمين والعارضة، أو تصدى لها الدفاع، ونلاحظ أن جميع أهداف دومينيك كالفيرت لوين، جاءت من داخل منطقة الجزاء، مما يدل على ثباته في هذا التمركز، وخطورته الكبيرة من خلاله.

دفاعياً، يعتبر كالفيرت لوين، مهماً للفريق في عملية الضغط، حيث يضغط بشكل جيد على لاعبي دفاع الخصم لاستعادة الكرة في أعلى الملعب، عندما يلعب الخصم بأربع مدافعين، يكون من الأسهل عليه الضغط على قلب الدفاع والظهير وإجبارهما على التمريرة الخلفية أو الكرة الطويلة، مما يزيد من فرص إيفرتون في الاستحواذ، مثل هذه اللقطة أمام مانشستر يونايتد.

يعتبر كل من كالفرت لوين وريتشارليسون جزءًا لا يتجزأ من الضغط هنا، لكننا سنركز على كالفيرت لوين. يشير السهم الوردي إلى مساحة التمرير للحارس ديفيد دي خيا، والتي يغلقها كالفرت لوين، بالوقوف بين نيمانيا ماتيتش وهاري ماجواير، ومع ضعف "دي خيا" في التعامل مع الكرة بقدمه انطلق لوين، ليضغط على حارس اليونايتد ويحرز هدفاً أسعد جماهير التوفيز.

وتعد بدايته في موسم 2020-2021 هي الأفضل في مسيرته، ويمكن رؤية ذلك من خلال إحصائياته مع انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز:

يحتل كالفرت لوين، مرتبة متقدمة في الدوري، فهو في صدارة الهدافين، ويحتل المركز الـ15 من حيث عدد التسديدات في الدوري، وكانت معظم أهدافه بلمسة أولى للكرة، ولديه ثاني أعلى نسبة دقة للتسديد تصل إلى 67%، مما يشير إلى مدى كفاءته في التسديدات التي أطلقها على المرمى.

إحصاءات كالفيرت لوين الرئيسية هنا تتمركز في قدرته على اللعب بالرأس، فهو سابع أكثر لاعب من حيث عدد الالتحامات الهوائية لكل مباراة، والـ12 من حيث عدد الالتحامات الهوائية الناجحة، كما سجل ثلاثة أهداف من رأسيات، وهو الرقم الأعلى في الدوري الإنجليزي هذا الموسم.

في تكتيكات أنشيلوتي، لعب كالفيرت لوين كمهاجم في خطة 4-3-3، مع ريتشارليسون على اليسار والتعاقد الجديد جيمس رودريجيز على اليمين، ومع ذلك، يتراجع رودريجيز بانتظام ليقدم تمريرات إلى الهجوم، مع تقدم لوكاس ديني وشيموس كولمان على طرفي الملعب لإمداد المهاجمين بالعرضيات.

وعلى سبيل المثال جرى إرسال كرة طويلة من جوردان بيكفورد، إلى نصف ملعب الخصم، وكان كالفيرت لوين، جاهزًا للانقضاض، فهو في وضع رائع للفوز بالكرة ومنح فريقه الاستحواذ، بعد ذلك يركض في الثلث الأخير.

حركة كالفيرت لوين في منطقة الجزاء هي من أهم النقاط التي تحسن فيها هذا الموسم، نظرًا لأنه لاعب سريع ورشيق، يمكنه الركض في المساحات بين الخطوط وخلف دفاع الخصوم، يلعب وظهره إلى المرمى ويستدير عندما تأتي كرة بينية في اتجاهه، يمكنه أيضاً تنظيم تحركاته بشكل جيد للغاية، وكما رأينا أعلاه، يقف أمام المرمى ليسجل بسهولة.

يرجع السبب الرئيسي وراء تحسن كالفيرت لوين خلال الموسم إلى عاملين رئيسيين: الطريقة التي جرى توظيفه بها في خطة إيفرتون، واللاعبون من حوله، حيث كان التوقيع مع جيمس رودريجيز أمرًا رائعًا لإيفرتون حيث يضيف صانع الألعاب الكولومبي الإبداع والقدرة على المراوغة في فريق إيفرتون.

بالإضافة إلى ذلك، مع التحول إلى 4-3-3، كان لوين قادراً على اللعب بشكل أكثر مركزية في منطقة الجزاء، بدلاً من اللعب في طريقة 4-4-2 وتراجعه للعمق لاستلام العديد من الكرات خارج منطقة الـ18.

وعلى الصعيد الدولي، يتنافس دومينيك كالفيرت لوين مع عدة مهاجمين أقوياء مثل داني إنجز، هاري كين، تامي أبراهام، كالوم ويلسون، أولي واتكينز، تشي أدامز، ميكيل أنطونيو، ويمكن المقارنة بينهم من حيث عدد اللمسات والتسديدات داخل منطقة الجزاء.

المهاجمون الأربعة فوق المتوسط في هذه المقاييس هم تامي أبراهام وكالفرت لوين وتشي آدامز وداني إنجز، يأخذ كالفرت لوين المركز الثاني بأكبر عدد من التسديدات بعد أبراهام، ولديه رابع أكبر عدد من اللمسات في الصندوق، لذلك فهو يحتل المرتبة الثالثة وفقاً لهذه المعايير.

المقارنة التالية ستكون بين الأهداف المتوقعة "XG" في كل مباراة لكل مهاجم، والأهداف المسجلة لكل مهاجم منهم، للتعرف على فاعلية المهاجمين ومدى استغلالهم للفرص المتاحة.

توضح هذه المقارنة، أن أفضل ثلاث مهاجمين من حيث الفعالية هم لوين، هاري كين مهاجم توتنهام، داني إنجز مهاجم ساوثهامبتون، حيث كان إنجز صاحب الفارق التهديفي الأعلى، ويحتل لوين المرتبة الثالثة من حيث معدل الأهداف المتوقعة 0.58، والأهداف المسجلة لكل 90 دقيقة 0.55، رغم أنه سجل أقل من الأهداف المتوقعة بقليل لكنه تحسن كثيراً عن الموسم الماضي.