رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

"رفقًا يا ثرى بطائرة الفضا فضياء القلب بداخله انطفا".. وداعا مارادونا

08:10 م | الأربعاء 25 نوفمبر 2020
"رفقًا يا ثرى بطائرة الفضا فضياء القلب بداخله انطفا".. وداعا مارادونا

دييجو أرماندو مارادونا

وأخيرًا حطت طائرة الفضاء الحائمة رحالها ووارى جسدها الثرى، فرفقًا ثم رفقًا بفتى الذهب، فاليوم فقط أعلن العالم الحداد على ساحرة القدم بعدما ابتلعه وحش المنية.

نعم لم يبق مارادونا ولأن من يحب لا ينسى فهو باق في قلب كل محب، طالما قسى عليه قلبه حتى سكت.

ففي نبأ حزين لعشاق المستديرة، تفاجأ محبوها بخبر وفاة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية وأعظم من أنجبتها في التاريخ دييجو أرماندو مارادونا، أو كما يلقب بـ"طائرة الفضاء الورقية" بعد إصابته بسكتة قلبية عن عمر يناهز 60 عامًا.

ويعد الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، أيقونة لكرة القدم العالمية الأرجنتينية واللاتينية بشكل عام، وأحد أفضل من داعبت أقدامهم كرة القدم على مر التاريخ.

ولد "مارادونا" في مدينة لانوس الأرجنتينية، وبالتحديد في 30 من شهر أكتوبر عام 1960.

اكتشف موهبته الكروية مبكرًا في سن العاشرة، عندما كان يلعب مع نادي "إستريلا روجا"، وانتقل إلى نادي "بوكا جونيورز" موسم 1981، وحقق معه اللقب المحلي في العام التالي، قبل أن يشارك بأول كأس عالم في تاريخه عام 1982 بإسبانيا، وهي البطولة التي جعلت إدارة نادي برشلونة الإسباني، تفكر في التعاقد معه.

وانتقل بعد ذلك إلى فريق برشلونة الإسباني مقابل 7.6 مليون دولار، ليكون أغلى لاعب في العالم بذلك الوقت، وفاز معه ببطولة "كأس إسبانيا" بعد الفوز على ريال مدريد في النهائي من نفس العام، لكن إدارة النادي الكاتالوني لم تقتنع بموهبته، فانتقل في عام 1984، إلى نابولي الإيطالي، مقابل 10 ملايين دولار، ليكون للمرة الثانية أغلى لاعب في العالم، ويظل إلى يومنا هذا اللاعب الوحيد الذي يكسر الرقم القياسي في سوق الانتقالات مرتين في مسيرته.

وبدأت نجومية مارادونا تسطع عبر النادي الذي فاز معه بالعديد من البطولات كان أبرزها: الدوري الإيطالي عامي 1987 و1990- كأس إيطاليا عام 1987- كأس الاتحاد الأوروبي 1989- كأس السوبر الإيطالي 1990.

ويظل الأسطورة الأرجنتينية أرماندو مارادونا، أكثر اللاعبين تعرضًا للعنف في نسخة واحدة ببطولة كأس العالم، والذي تعرض لمجموع 53 مخالفة أثناء بطولة كأس العالم 1986، التي أقيمت بالمكسيك، والتي توّج بها مارادونا، باللقب على حساب ألمانيا بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

خاض "مارادونا" 4 بطولات كأس العالم مع منتخب بلاده، بما في ذلك بطولة المكسيك عام 1986، حيث قاد الأرجنتين للفوز على ألمانيا الغربية في المباراة النهائية، وفاز بجائزة الكرة الذهبية بوصفه أفضل لاعب في البطولة، وفي نفس البطولة في جولة الربع النهائي، سجّل هدفين في المباراة التي جمعتهم مع منتخب إنجلترا بنتيجة 2-1 وهما الهدفان اللذان دخلا تاريخ كرة القدم، لسببين مختلفين، فالهدف الأول كان عن طريق لمسه بيده المعروفة باسم "يد الرب"، في حين أن الهدف الثاني سجّل من مسافة 60 م "66 ياردة"، راوغ بها لاعبي منتخب إنجلترا الستة قبل أن يسدد الكرة في شباك الحارس الإنجليزي العملاق "بيتر شيلتون"، تم اختير ذلك الهدف هدف القرن العشرين.

واصل مارادونا بعد ذلك تألقه مع منتخب بلاده في كأس العالم بإيطاليا 1990، حيث قاد الأرجنتين إلى الوصول إلى النهائي، قبل أن يسقط أمام الماكينات الألمانية بهدف "بريمة" القاتل من ركلة جزاء.

وحاول مارادونا، أن يثبت لجميع منتقديه أنه ما زال قادرًا على العطاء في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة، ولعب مباراتين فقط أمام اليونان وأحرز هدفًا، لكنه لم يسجل أمام نيجيريا، وجرى ترحيله من كأس العالم، بعد أن أثبتت الفحوصات الطبية، تعاطيه لمادة الكوكايين المخدرة، وجرى إقصاؤه من البطولة، وتسبب ثبوت تعاطيه العقاقير في نهائيات كأس العالم 1994 في انهاء مسيرته الدولية، التي دامت 17 عاما وأسفرت عن 34 هدفًا من 91 مباراة، ليودع بعدها ملاعب كرة القدم أحد أعظم من لمس الساحرة المستديرة.