أمين دابو نجم الإسماعيلي والأهلي السعودي السابق
في الثالث من ديسمبر عام 1951، شهد حي شبرا، أحد أشهر أحياء القاهرة، ميلاد واحداً من أفضل وأمهر من لمس كرة القدم عبر تاريخ الكرة المصرية والقارة الأفريقية، وصاحب الأصول السنغالية ورغم أنه لم يلعب لأحد القطبين الأهلي أو الزمالك، إلا أنه تمكن من حفر اسمه في تاريخ الكرة المصرية، من بوابة الإسماعيلي، ومنها إلى الخليج، الذي لعب به بقميص الأهلي السعودي، ليصبح أحد أساطيره في سبعينيات القرن الماضي، ويسجل اسمه بأحرف من نور ضمن نجوم جيله سواء في مصر أو السعودية.
فوجئ الوسط الرياضي بفاجعة وفاة أمين دابو، نجم الكرة المصرية والسعودية السابق، والذي صال وجال بالقميص الأصفر، الذي انضم له بعد تألقه في دورة ودية خماسية، بعد أن شاهده نجم الإسماعيلي الأسبق سيد عبدالرازق بازوكا، لينضم إلى صفوف الناشئين بـ"الدراويش"، ويبدأ رحلته الحقيقية في الملاعب.
ومن مصر إلى الخليج، انتقلت شهرة "دابو" لتضعه أهم الأندية السعودية تحت رادارها، وعلى رأسها الأهلي السعودي، والذي حاول ضمه عام 1976 من خلال مفاوضات رسمية مع مسؤولي الإسماعيلي، إلا أنها باءت بالفشل.
لم ييأس مسؤولي الفريق السعودي، حيث بحثوا عن مخرج للفوز بتوقيع النجم السعودي، ليأتي الفرج من خلال مناسبة حضرها الأمير عبدالله الفيصل بصحبة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ليطلب منه التدخل شخصياً لإنهاء الصفقة، وهو ما تم بالفعل لتسجل الصفقة أحد المواقف النادرة بتدخل رئيس دولة بشكل شخصي لإنهاء صفقة، والتي أصبحت الصفقة الأضخم على مستوى الشرق الأوسط حينها، حيث كلفت خزينة النادي السعودي 600 ألف دولار حينها.
لم يختلف الأمر كثيراً مع "دابو" في صفوف الأهلي السعودي، حيث واصل إبداعه في الملاعب السعودية، ليطلق عليه الجماهير هناك لقب "الثعلب الأهلاوي"، بسبب أهدافه الماكرة، ليتم منحه الجنسية السعودية بعدها ويمثل منتخب "الأخضر"، حتى اعتزاله عام 1984.
8 بطولات هي حصيلة "دابو" في الملاعب، حيث حصد بطولة كأس جلالة الملك 4 مرات، وبطولة كأس المصيف مرة والدوري السعودي مرتين وبطولة كأس دول مجلس التعاون الخليجي مرة.
ويبدو أن شهر ميلاد دابو، اختار أن يكون شهر رحيله أيضاً، فبعد أيامٍ من وفاة زوجته وشريكة كفاحه، لم يتحمل الزوج المخلص رحيلها، حيث دخل في نوبة من الحزن، وصلت به إلى الإصابة بالجلطة التي أودت بحياته، ليلحق برفيقة الدرب، ويسدل الستار عن مسيرة حافلة بالإنجازات والحكايات، التي ستبقى خالدة في تاريخ كرة القدم الأفريقية.
تعليقات الفيسبوك