رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

«تحركات فيرنر ودور تشيلويل».. شبكة توخيل تصطاد جوارديولا «تحليل»

03:44 م | الإثنين 31 مايو 2021
«تحركات فيرنر ودور تشيلويل».. شبكة توخيل تصطاد جوارديولا «تحليل»

توماس توخيل يتفوق على بيب جوارديولا في نهائي دوري الأبطال

تناول الصحفي الإنجليزي مايكل كوكس، تفاصيل ما حدث في مواجهة نهائي دوري أبطال أوروبا، التي انتهت بانتصار تشيلسي وتتويجه باللقب على حساب مانشستر سيتي، في ليلة تألق فيها المدرب الألماني توماس توخيل، وتفوق على منافسه الإسباني بيب جوارديولا بشكل تام، ونجح في إثبات جدارته بحصد البطولة على ملعب الدراجاو في مدينة بورتو البرتغالية.

ويستعرض معكم «الوطن سبورت» تحليل لمجريات مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي قدمه مايكل كوكس عبر موقع «The Athletic» على النحو التالي:

خطة توخيل الثابتة.. وخطأ جوارديولا الفادح

سارت أحداث المباراة كما كان يحلم توماس توخيل، الذي تولى تدريب تشيلسي في يناير الماضي، واعتمد على نفس الخطة التي كان يستعين بها دائماً في المباريات الكبيرة، حيث يستهدف فريقه الاستحواذ على الكرة بنجاح، وفي نفس الوقت يسجلون معظم أهدافهم قبل الاستراحة في الربع ساعة الأخيرة من الشوط الأول، وفي التوقيت ذاته من الشوط الثاني.

ويفاجئ تشيلسي خصومه بهجوم سريع في المساحات خلف الدفاع، ثم يعودون بعد التقدم في النتيجة للحفاظ على النتيجة، من خلال اللعب بدفاع متأخر والتراجع حتى منطقة الجزاء، الاختلاف أن تشيلسي وجد الأمر سهلاً في مواجهة مانشستر سيتي، الذي كان خصومه يسجلون أقل عدد من الأهداف المتوقعة (XG) على مدار الموسم.

اعتمد توخيل على التشكيلة الأساسية المتوقعة للبلوز، بينما أحدث بيب جوارديولا مفاجأة كبيرة في صفوف السيتزنز، بعدما دفع بـ رحيم سترلينج أساسياً، وعاد جوندوجان ليتواجد في خط الوسط على الصعيد الدفاعي وحيدا، بدون أيا من الثنائي فيرناندينيو ورودري، وذلك للمرة الثانية فقط في الموسم، حيث اعتمد جوارديولا على واحد منهما على الأقل في 59 مباراة من أصل 60 على مدار الموسم قبل المباراة النهائية.

               حسرة بيب جوارديولا بعد الهزيمة

ربما كانت تبدو هذه الحالة أمر مكرر لأزمة جوارديولا المتعلقة بالإفراط في التفكير حول خصومه، لكن الأمر يتعلق أيضاً بمنطق جوارديولا بعدما سقط في مباراتين أمام تشيلسي على التوالي قبل مواجهة ملعب الدراجاو، حيث سقط فيرناندينيو البالغ من العمر 36 عاماً، في مواجهة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ولم يستطع مجاراة تحركات وسرعة ماسون ماونت، بينما قدم رودري أحد أسوأ مبارياته في الموسم الحالي عندما سقط فريقه على ملعب الاتحاد في الدوري الإنجليزي الممتاز بثنائية زياش وماركوس ألونسو، لينجح توخيل في إرباك حسابات جوارديولا قبل اللقاء.

استطاع توخيل أن يفاجئ جوارديولا، ويكرر سيناريو مواجهة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث لم يستهدف الاختراق من العمق لاستغلال عدم وجود الارتكاز الدفاعي، بل ركز هجماته على الجبهة اليمنى لدفاع السيتي، باستخدام ظهيره الأيسر بن تشيلويل، والذي قدم مباراة رائعة هجومياً وكذلك نجح دفاعياً في تقليص خطورة رياض محرز، كما قام رييس جيمس الظهير الأيمن في مواجهة رحيم سترلينج، حيث قدم هو الآخر لقاءً طيباً.

ثنائية روديجير وأزبيليكويتا تتصدى لأسلحة السيتي .. وتعليمات توخيل تحبط أفكار جوارديولا

وبدأ جوارديولا المباراة بتثبيت ثلاثة لاعبين في المناطق الدفاعية، مع منح بعض الحرية لصالح أوليكساندر زينشينكو من أجل التقدم والميل لعمق الملعب قليلاً.

           طريقة وتمركز لاعبو مانشستر سيتي في النهائي

وعلى الجانب الآخر، بدأ توخيل بطريقته المعتادة، بالدفع بـ 5 لاعبين في خط الدفاع، وتواجد كانتي وجورجينيو كثنائي لخط الوسط، بينما أمر هافيرتز وماونت بالتمركز بشكل متقدم مع فيرنر، وذلك لحرمان مانشستر سيتي من بناء اللعب وتناقل الكرة بسهولة بين خط الدفاع وخط الوسط.

             تمركز لاعبو تشيلسي في المباراة النهائية

وكان شكل تشيلسي يتحول في بعض الأحيان إلى خطة 5-1-4، حيث كان أحد لاعبي خط الوسط يتقدم للأمام للضغط على اللاعب الذي يستحوذ على الكرة.

             تشيلسي بطريقة 5-1-4 في بعض الأوقات

وعلى الرغم من المخاطرة بترك مسافة كبيرة بين الخطوط، كان الثنائي أنطونيو روديجير وسيزار أزبيليكويتا شرسين بما فيه الكفاية لمواجهة هجوم السيتي، خاصة الثنائي بيرناردو سيلفا وكيفن دي بروين لمنعهما من إرسال تمريرات خطيرة أو الانطلاق نحو منطقة جزاء البلوز، وذلك من خلال الاندفاع للأمام للضغط واستخلاص الكرة أو تعطيل الهجمة بشكل ناجح.

         تمركز روديجير وأزبيليكويتا لمواجهة هجمات السيتي

كانت أهم نقاط المباراة هي هجمات تشيلسي المباشرة خاصة من الجبهة اليسرى عن طريق الكرات الطويلة، والتي أصبحت جزءًا بارزًا بشكل غير عادي من كرة القدم الأوروبية في المباريات الكبرى هذا الموسم، مثل انتصار ريال مدريد على ليفربول بنتيجة 3-1 في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، ثم تعادل تشيلسي أمام ريال مدريد بهدف لكل منهما في ذهاب نصف النهائي.

ربما يكون هذا نتيجة استمرار الفرق في اللعب بخطوط دفاعية عالية ولكن القيام بذلك مع ضغط أقل، وزيادة عدد المدافعين الذين يمكنهم لعب تمريرات طويلة دقيقة في الملعب.

تشيلسي يضرب دفاع مانشستر سيتي بالتمريرات الطويلة نحو فيرنر

بدأ تشيلسي المباراة بضرب دفاع السيتي بالكرات الطويلة معتمداً على تفوق تيمو فيرنر بسرعته على المدافع جون ستونز.

          تمريرة روديجير الطويلة خلف دفاع السيتي

كان روديجير يبحث عن إيصال الكرة لتيمو فيرنر، كما فعل في مواجهة ريال مدريد عندما منح أسيست لكريستيان بوليسيتش بتمريرة سحرية.

                 ستونز يبعد الكرة بشكل خاطئ

تحرك ستونز بشكل مناسب لكنه أبعد الكرة بصورة خاطئة لتجد هافيرتز الذي يتمركز في الأمام ليخطف الكرة ويواصل الهجوم، وينجح في إرسال كرة عرضية خطيرة إلى تيمو فيرنر، الذي سدد الكرة بشكل خاطئ في قدمه ليهدر أولى فرص تشيلسي، لكنها لم تكن الأخيرة بالطريقة ذاتها.

         عرضية هافيرتز الخطيرة التي أهدرها تيمو فيرنر

كرر تشيلسي هذا الأسلوب، وصنع فرصة مماثلة بعدها بثلاث دقائق، بعدما مرر تياجو سيلفا الكرة في اتجاه رييس جيمس.

             تمريرة تياجو سيلفا إلى رييس جيمس

تمريرة سيلفا دفعت زينتشينكو إلى الأمام لمقابلة رييس جيمس، وكذلك خرج روبن دياز من مركزه في قلب الدفاع لمراقبة كاي هافيرتز، ليرسل ظهير تشيلسي الأيمن تمريرة في المساحة التي تم تفريغها لينطلق فيها تيمو فيرنر.

                  تمريرة رييس جيمس نحو تيمو فيرنر

انطلق فيرنر وينجح في إرباك جون ستونز، الذي سقط على الكرة أثناء استلامها، لينطلق فيرنر ويخطف الكرة بعدما لم يحتسب الحكم أي خطا.

                 فيرنر يستغل تعثر جون ستونز

وحاول فيرنر الاحتراق من الجبهة اليمنى لخصمه، ولكنه فضل الانتظار لوصول المساندة وأرسل تمريرة خطيرة إلى نجولو كانتي المتقدم داخل منطقة الجزاء، لكن روبن دياز عاد في الوقت المناسب لقطع الكرة.

      تمريرة فيرنر الخطيرة إلى كانتي داخل منطقة جزاء السيتي

تشيلويل مفتاح انتصار تشيلسي .. وثغرة محرز الدفاعية

مفتاح الانتصار في المباراة لصالح فريق تشيلسي كان الظهير الأيسر بن تشيلويل، الذي غالبًا ما كان يظهر في مواقف جيدة وأمامه مساحة مناسبة للانطلاق وتشكيل الخطورة على دفاع مانشستر سيتي.

 

      كايل ووكر يراقب ماونت وتشيلويل ينطلق في المساحة الخالية

كايل ووكر كان منشغلًا بمراقبة تحركات هجوم البلوز خاصة ماسون ماونت، مما كان يسمح بوجود تشيلويل في أماكن خطيرة دون رقابة، في ظل غياب تام للنجم الجزائري رياض محرز الذي لم يقدم الأداء الدفاعي المطلوب.

  مساحة في الجبهة اليسرى لدفاع السيتي في غياب دور محرز الدفاعي

خطورة تشيلسي الأكبر جاءت عن طريق التمريرات القطرية من سيلفا نحو تشيلويل، الذي كان يمنح الكرة بدوره إلى ماسون ماونت مفتاح لعب توماس توخيل وأحد أبرز المواهب الصاعدة في الكرة الإنجليزية، وتكررت الكرة في عدة أوقات حتى جاء منها هدف البطولة.

              تمريرة تياجو سيلفا القطرية نحو تشيلويل

مثال على ذلك كانت فرصة نجولو كانتي في الدقيقة السابعة عشر، عندما أرسل تياجو سيلفا تمريرة نحو تشيلويل، الذي نقلها سريعاً إلى ماسون ماونت

              تشيلويل ينقل الكرة إلى ماونت

يستلم ماونت الكرة في ظل محاولة كايل ووكر في الرجوع بعدما تقدم لمواجهة تشيلويل، لتبدأ هجمة مرتدة خطيرة لصالح البلوز، لكنه يستلم الكرة في وضعية صعبة على خط التماس، جعلت من الصعوبة إرسال تمريرته المنتظر بعد تحرك رائع من تيمو فيرنر في قلب الهجوم.

   تحرك فيرنر في عمق دفاع السيتي وصعوبة إرسال التمريرة من ماونت

نجح ماونت في المراوغة، وأرسل تمريرة متقنة لفيرنر لكن مدافعي السيتي كانوا قد عادوا لمواقعهم ليقلصوا من خطورة الهجمة، التي انتهت بعرضية من تشيلويل ارتقى لها نجولو كانتي القادم من الخلف، وتفوق على روبن دياز ورحيم ستيرلنج ثنائي السيتزنز لكنه سدد الكرة برأسه بعيداً عن الشباك.

                  فرصة نجولو كانتي الضائعة

هافيرتز يخطف هدف البطولة بسيناريو توخيل الناجح

تكرر الأمر مجدداً على مدار أحداث الشوط الأول، حتى نجح لاعبو تشيلسي في تطبيق سيناريو توخيل بنجاح، عندما أرسل الحارس إدوارد ميندي تمريرة طولية من فوق رأس رياض محرز نحو تشيلويل في الدقيقة 42 من زمن الشوط الأول.

                  تمريرة ميندي إلى تشيلويل

استلم تشيلويل الكرة بسهولة لغياب رقابة محرز، واندفع ووكر مجدداً لمواجهته، لينجح ظهير البلوز في إيصال تمريرته نحو ماونت الخالي تماماً من الرقابة.

       ماونت يستلم الكرة في منتصف الملعب دون رقابة

نجح ماونت في السيطرة على الكرة وبدأ في النظر للأمام لإرسال تمريرته، لينطلق تيمو فيرنر سريعاً ويسحب معه روبن دياز من قلب الدفاع، لتصبح المساحة خالية أمام كاي هافيرتز الذي هرب من زينتشنكو.

       تحرك فيرنر وانطلاق هافيرتز في المساحة الخالية

انتظر ماونت لبضع ثوان بذكاء شديد، حتى أصبح هافيرتز في أفضل تمركز، وأرسل تمريرة سحرية وضعت الموهوب الألماني في انفراد صريح بالحارس إيدرسون، الذي تصدى للكرة الأولى، لكنها عادت لـ هافيرتز الذي لم يتردد في إسكانها الشباك الخالية بسهولة، لتنجح حيلة توخيل في اصطياد خط دفاع السيتي.

أزمة السيتي الدفاعية .. ولاعب وسط إضافي لم يكن كافياً

هل كان وجود لاعب ارتكاز دفاعي مثل رودري أو فيرناندينيو سيمنع هذا الهدف؟، لم يكن ليكون في وضع يسمح له بإيقاف ماونت مباشرة، لكنه ربما كان في موقف يسمح له بمنع وصول الكرة البينية إلى هافيرتز.

في الحقيقة، كانت مشكلة مانشستر سيتي هي عدم وجود خطة للتعامل مع تلك الكرات الطويلة تجاه تشيلويل، وهذا ما ألمح إليه جوارديولا عندما قال في تصريحاته عقب المباراة أن فريقه عانى في الحصول على الكرة الثانية والتعامل مع الكرات الطولية، بالنظر إلى أن هذه كانت أيضًا مشكلتهم الرئيسية في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي منذ شهر تقريباً، لذلك الأمر لا يتعلق فقط بوجود لاعب خط وسط دفاعي أو لا.

في الشوط الثاني دفع جوارديولا بالثنائي جابرييل جيسوس وسيرجيو أجويرو، لمحاولة تنشيط الهجوم، لكن دائماً كان هناك عدم اتصال بين خط الوسط وخط الهجوم، خاصة بعد استبدال كيفن دي بروين بسبب إصابته القوية في الوجه.

تشيلسي المنضبط بطل أوروبا .. وتوخيل ينقذ البلوز بعد تعثر لامبارد

لم يكن هناك العديد من الانتصارات لصالح الفرق الأقل حظوظاً في نهائيات دوري أبطال أوروبا، وبالتأكيد ليس في السنوات الأخيرة، حدث ذلك مع ليفربول عام 2005 وتشيلسي كذلك عاك 2012، تأتي هذه الانتصارات بصورة دراماتيكية تكاد تكون غير منطقية وليست انتصارات شاملة مستحقة، ربما منذ أن تغلب بوروسيا دورتموند على يوفنتوس في عام 1997 ، لم تفز الفرق الأضعف نظرياً بالمباراة النهائية بهذه الطريقة الواثقة والسيطرة التامة.

            تتويج تشيلسي بلقب دوري أبطال أوروبا

في الواقع، بالكاد كان لدى تشيلسي لحظات قليلة من الخوف خلال مرحلة خروج المغلوب بأكملها، كان من الممكن أن يبدو هذا الفوز باللقب مستحيلًا في بداية العام، عندما كانوا يكافحون تحت قيادة فرانك لامبارد، لكن نجح توماس توخيل في تحويل البلوز إلى الفريق الأكثر انضباطًا من الناحية التكتيكية في أوروبا.

  • بيراميدز

    بيراميدز

  • -

    :

    -

    07:00 PM

    الدوري المصري
  • مودرن فيوتشر

    مودرن فيوتشر

  • طلائع الجيش

    طلائع الجيش

  • -

    :

    -

    07:00 PM

    الدوري المصري
  • المصري البورسعيدي

    المصري البورسعيدي