رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

نيكولاس جوفر وأسرار الركلات الركنية في أرسنال.. «تحليل»

04:57 م | الخميس 24 مارس 2022
نيكولاس جوفر وأسرار الركلات الركنية في أرسنال.. «تحليل»

نيكولاس جوفر مدرب الكرات الثابتة في أرسنال

يقدم فريق أرسنال موسماً مثالياً في الدوري الإنجليزي الممتاز، على صعيد التعامل مع الكرات الثابتة وخاصة الركلات الركنية، ويعود الفضل في ذلك للمدرب الفرنسي نيكولاس جوفر، الذي جلبه الإسباني ميكيل أرتيتا المدير الفني لكتيبة الجانرز، مع بداية الموسم الحالي، قادماً من صفوف مانشستر سيتي.

نيكولاس جوفر.. دوري مع مونبيليه وصدمة مع كرواتيا بسبب الركنيات

نيكولاس جوفر هو مدرب متخصص في الكرات الثابتة، ويعمل أيضاً ضمن طاقم المساعدين لأرتيتا، كانت الخطوة الحقيقية لبدايته التدريبية مع نادي مونبلييه الفرنسي، عندما أصبح رئيس فريق محللي الأداء مع النادي، ليساهم في تتويج الفريق بلقب الدوري الفرنسي عام 2012، والذي شهد أيضاً بداية تخصصه في الكرات الثابتة.

انضم نيكولاس جوفر لطاقم المدرب نيكو كوفاتش مع المنتخب الكرواتي في مونديال 2014، وربما لم تكن أفضل تجاربه، حيث سجل الفريق هدفاً من ركلة ركنية أمام الكاميرون، لكنه ودع المونديال من دور المجموعات، بعد هدفين استقبلهما من ركلات ركنية ضد المكسيك والركلات الركنية التي أسقطته قديماً هي التي ستؤدي لتوهج اسمه بشدة في البريميرليج فيما بعد.

تجربة برينتفورد التي تعلم منها ساوثجيت ولقاء أرتيتا بسبب جوارديولا

انتقل جوفر ليخوض تجربته الأولى في إنجلترا مع فريق برينتفورد بداية من 2015، وعمل مع الفريق لمدة ثلاث مواسم، وتألقه مع الفريق جذب الانتباه رغم أنهم كانوا بعيدين عن الدوري الممتاز، مما دفع ستيف هولاند المساعد الأول لجاريث ساوثجيت في منتخب إنجلترا، للقدوم إلى برينتفورد لمشاهدة ما يفعله جوفر في الركلات الثابتة، قبل مشاركة منتخب الأسود الثلاث في كأس العالم الماضية 2018، والتي كانت الركلات الركنية فيها أحد أخطر أسلحة المنتخب الإنجليزي.

وانضم نيكولاس جوفر للجهاز الفني لنادي مانشستر سيتي مع بيب جوارديولا في يوليو 2019، وخلال تلك الفترة تزامل مع أرتيتا في صفوف السيتزنز، قبل انتقال الأخير لتدريب أرسنال.

ساهم جوفر في فوز الفريق بلقب الدوري الإنجليزي خلال الموسم الماضي، لكن نستطيع أن بين جودة عمله بأرقامه مع مانشستر سيتي في موسم 2019-2020، حيث رغم خسارة السيتزنز لبطولة الدوري أمام ليفربول، لكنهم سجلوا 17 هدفاً من الكرات الثابتة كأكثر فريق في الدوري الإنجليزي، بينما استقبلوا 7 أهداف فقط منها كثاني أٌقل فريق سكنت الكرة شباكه من هذه المواقف.

الأفضل دفاعياً في الركنيات.. جوفر سلاح أرسنال الجديد في الدوري الإنجليزي

تألقه مع السيتي التي كان أرتيتا شاهداً على جزء منها، دفعت المدرب الإسباني للاستعانة به خلفاً لـ أندرياس جورجسون مدرب الكرات الثابتة الذي رحل إلى السويد، ليكون المدير الرياضي لفريق مالمو، ويبدو أن أرتيتا نجح في اختياره بشكل مثالي.

استقبل فريق أرسنال 133 ركلة ركنية هذا الموسم في الدوري الإنجليزي حتى الآن، ولكن لم تستقبل شباكه أي هدف وهو الفريق الوحيد الذي نجح في ذلك، بعدما كان قد استقبل 4 أهداف في الموسم الماضي، و9 أهداف في الموسم الذي سبقه مما يوضح العمل الذي قام به أرتيتا بفضل اختياراته لمساعديه الذين نجحوا في دورهم.

في المقابل على الصعيد الهجومي احتسبت 149 ركلة ركنية لصالح الجانرز سجلوا منها 7 أهداف كثالث أكثر نادي تسجيلاً للأهداف من هذه الكرات، أرسنال خلال الموسم الماضي سجل 55 هدفاً في الدوري الإنجليزي، بينها فقط 6 أهداف من الكرات الثابتة «عدا ركلات الترجيح»، وكانوا ثالث أقل فريق تسجيلاً للأهداف من الركلات الثابتة بعد فولهام وشيفيلد يونايتد الذين هبطوا للدرجة الأدنى، بينما في الموسم الحالي والذي يتبقى فيه 10 مباريات للجانرز سجلوا عدد أهداف أكثر.

إهداء شامبرز بسبب هدف ليدز واحتفال خاص مع أرتيتا

سيادة دفاعية واستغلال هجومي مميز بفضل عمل نيكولاس جوفر، والذي بدأ بإلغاء الضربات الركنية القصيرة التي كانت شائعة في المواسم الماضية، واعتمد على الزيادة العددية داخل منطقة الجزاء، للحفاظ على حظوظ لاعبيه في التفوق على مدافعي الخصوم أو متابعة الكرة الثانية كما فعل بيبي وتشامبيرز في هدف الجانرز الأول ضد ليدز بكأس الرابطة.

أهدى كالوم تشامبرز هدفه ضد ليدز إلى المدرب الفرنسي، وقال اللاعب الإنجليزي في تصريحات لشبكة سكاي سبورتس: «أخبرني مدرب الركلات الثابتة نيكولاس أنني سوف أسجل من اللمسة الأولى، ولهذا السبب ركضت نحوه، لقد كانت لحظة جميلة».

هدف آخر يدل على عمل وأفكار جوفر، الذي سجله توماس بارتي في شباك أستون فيلا، حيث استعرضت شبكة سكاي سبورتس ذلك وأوضحت تمركز لاعبي الجانرز خلال الكرة.

                        هدف أرسنال ضد أستون فيلا

تقدم بن وايت وبارتي للقائم الأول، حيث مرت الكرة أمام الأول لكن لمسها الثاني، في الوقت الذي يتواجد به تومياسو وجابرييل في وسط منطقة الجزاء بشكل متأخر، بينما يتجه لاكازيت وأوباميانج لمتابعة الكرة داخل الـ 6 ياردة حال ارتدادها من الحارس أو الدفاع، ويلعب لاكازيت دوراً دائماً في مضايقة الحراس وحرمانهم من الخروج لمقابلة الكرة وقتل خطورة الركنية.

احتفل أرتيتا بشكل خاص مع نيكولاس عقب الهدف الذي سجله المدافع جابرييل، برأسية من ركلة ركنية خلال مواجهة ساوثهامبتون، على ملعب الإمارات في ديسمبر الماضي، وكإن المدرب الإسباني يشكر زميله الفرنسي على دوره الفعال والذي تحول لأهداف ثمينة انتظرها أرسنال لفترات طويلة.

حماس جوفر يظهر أمام أستون فيلا.. وأرتيتا يشير لأهمية الركلات الثابتة

تميز نيكولاس جوفر كان على صعيد الدفاع أيضاً، التقطته الكاميرات في الثواني الأخيرة من مباراة أرسنال أمام مضيفه أستون فيلا الأخيرة، حينما احتسبت ركلة حرة خارج منطقة الجزاء على الضيوف، ليسرع مدرب الكرات الثابتة جوفر ويتواجد في المنطقة الفنية لتوجيه التعليمات لنجوم أرسنال.

                 نيكولاس جوفر خلال لقاء أستون فيلا الماضي

أرتيتا قال في تصريحات نقلتها شبكة ذا أثلتيك بعد اللقاء: «يمكن لأي شخص من طاقمي أن يساعد في أي شيء، إذا كان الأمر يتعلق برمي زجاجة ماء أو تنظيف حذاء شخص ما أو إعطاء تعليمات، فإنهم أحرار في فعل ذلك».

                             أرتيتا ونيكولاس جوفر

وواصل مدرب أرسنال حديثه قائلاً: «الركلات الثابتة جزء كبير من المباريات، في الدوري الإنجليزي خاصة، يمكنك أن ترى الفرق الكبرى تسجل الكثير من الأهداف من الكرات الثابتة، ولكن بعد ذلك يسجلون هدفًا أو اثنين آخرين من اللعب المفتوح ولا أحد يتحدث عن ذلك، لكنهم صنعوا الفارق».

كيف أوقف جوفر تفوق ليفربول الهوائي؟.. بارتي يصحح خطأه أمام فان دايك

وتناول آرت دي روكي الصحفي بشبكة ذا أثلتيك تميز أرسنال الدفاعي في الركلات الركنية، وكيف استطاع الصمود أمام ليفربول، النادي الأكثر تسجيلاً للأهداف من الكرات الثابتة هذا الموسم، وكيف صحح الجانرز خطأهم في بداية المباراة.

واستعرض آرت الركنية التي شكل منها ليفربول فرصته الأولى، حيث تمركز أرسنال بطريقة 1-3-5 داخل منطقة الجزاء، لاكازيت على القائم القريب، وأمامه الثلاثي الدفاعي بقيادة جابرييل في العمق، لكن بين الخماسي الأمامي كان توماس بارتي بعيداً بشكل كبير عن فيرجيل فان دايك الأخطر في صفوف الريدز والذي كان مكلفاً برقابته.

رد فعل توماس بارتي المتأخر سمحت لارتقاء فيرجيل فان ديك بأريحية، والذي وجه الكرة برأسه بسهولة، لكن رامسديل تعامل بشكل جيد في إبعاد الكرة بعيدًا لتصبح ركلة ركنية أخرى، وعلى الفور كان هناك اختلاف في كيفية تعامل أرسنال معها.

التمركز داخل منطقة الجزاء هو نفسه الذي كان عليه الجانرز قبل لحظات، لكن توماس بارتي تقدم للأمام خارج الخط الخماسي السابق، ليكون جاهزاً لمواجهة فان ديك وأقرب من حيث المسافة مع المدافع الهولندي العملاق.

هذه المرة يرسل ترينت ألكساندر أرنولد الكرة العرضية إلى منطقة أكثر ازدحامًا باللاعبين وأقرب إلى المرمى، حيث يستفيد آرسنال من زيادته العددية، ويبعد جرانيت تشاكا الكرة خارج منطقة الجزاء نحو الطرف، بينما بارتي كان يراقب فان دايك لمنع تكرار خطأ الركنية الأولى.

ووفقاً للإحصائيات التي نشرتها شبكة ذا أثلتيك، فإن أرسنال كانوا يتلقون تسديدة بنسبة 14% فقط من الضربات الركنية الدفاعية، وكان هذا خامس أفضل معدل في البريميرليج خلف مانشستر سيتي، ساوثهامبتون، تشيلسي وبرايتون، وهو تحسن كبير للجانرز عن معدلاتهم السابقة والتي وصلت إلى 17% و 16% في الموسمين السابقين بالدوري الإنجليزي.