رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

«سيعرفون أنك الأفضل».. رسائل مارادونا تقود ميسي لحصد كأس العالم

08:19 م | الإثنين 19 ديسمبر 2022
«سيعرفون أنك الأفضل».. رسائل مارادونا تقود ميسي لحصد كأس العالم

ميسي ومارادونا

في 27 يونيو 2016، كان ليونيل ميسي، يعيش أسوأ أيام حياته بعدما أهدر ضربة ترجيح خلال مباراة منتخب الأرجنتين أمام تشيلي، وضياع لقب كوبا أمريكا، للعام الثاني على التوالي بنفس السيناريو.

خيبة أمل دفعت الأسطورة الأرجنتينية ميسي لرفع راية الاستسلام وإعلان الاعتزال الدولي وسط الهجوم العنيف من الجماهير الأرجنتينية، ووصفه دائمًا بالمتخاذل الذي لم يقدم أي شيء لراقصي التانجو، ولا يمكن مقارنته بالأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، والذي قاد منتخب بلادهم نحو تحقيق لقب مونديال 1986.

وسط تلك الأجواء، ظهر بطلٌ واحد للدفاع عن ميسي، وانتقاد كل من يهاجمه، هو مارادونا، الذي خرج في الصحافة يدافع عن اللاعب الفذ، بعدما قال أن ميسي يجب أن يستمر مع المنتخب فهو لديه الكثير لتقديمه بداية من مونديال روسيا 2018، مع فرص أن يكون بطلًا للعالم، مضيفًا أنه يجب أن يعتمد على اللاعبين الذين يمنحوه الدافعية للأمام بدلًا من الآخرين الذين يجب أن يغادروا.

واستكمل مارادونا حديثه بأن ميسي تم التخلي عنه ولا يريد مارادونا التخلي عنه أيضا، ليؤكد أنه يرغب في الحديث معه عن القتال ضد كل من تخلوا عنه، مزيدًا في هجومه بأن هناك من ركلوا لكرة مرة واحدة ويتجرؤون على الحديث عن كرة القدم، مشيرًا إلى أنه يغير القناة عندما يراهم.

العلاقة بين ميسي ومارادونا لم تكن على خير ما يرام، خاصة في ظل انتقادات متواصلة من مارادونا للنجم الأرجنتيني، إلا أنهما كانت علاقة يملأها الود والاحترام.

ميسي يستفيد من نصيحة مارادونا

نصيحة مارادونا لميسي للبحث عن شراكة مع من يفيدونه كللت بالنجاح بعدما وجد ضالته في أنخيل دي ماريا وباولو ديبالا، وهو ما نجح فيه دي ماريا في تسجيل هدف الفوز بلقب كوبا أمريكا بالإضافة لتسجيل هدفًا والتسبب في  آخر أمام فرنسا في كأس العالم 2022، والتي قادت منتخب بلاده للتتويج باللقب.

العلاقة لم تبدأ بينهما من هذه النقطة

لم تكن لقطة الاعتزال اللقطة المضيئة الوحيدة في علاقة الثنائي، فميسي دائمًا ما كان يصرح بأن مارادونا هو صاحب التأثير الأكبر على مسيرته رافضًا المقارنة بينهما، حيث قال: "لو لعبت مليون سنة، لن اقترب من مارادونا، لا أريد ذلك على أي حال إنه الأعظم على الإطلاق.

قبلها بعام واحد كان الثنائي يلعبان في مباراة لإحدى المنظمات الخيرية في عام 2005، ووقتها كان لا يزال ميسي لاعبًا صاعدًا ومارادونا تخطى 55 عامًا.

في أول ظهور لميسي في مونديال 2006 في ألمانيا، حينما حل بديلًا في مباراة صربيا ومونتيجرو، كان مارادونا في المدرجات، وتهللت أساريره قبل نزول اللاعب الشاب قبل أن يسجل هدفًا أول لصالح منتخب بلاده، قبل أن تربطهما علاقة عمل عقب تدريب مارادونا المنتخب.

بكاء الطفل صاحب الخمسة أعوام

عقب وداع كأس العالم 2010، وكان مارادونا مدرب المنتخب، دافع المدرب عن ميسي أنه رآه يبكي عقب الخسارة من ألمانيا في ربع نهائي البطولة، عندما زعم البعض بحثه عن رحلة للعودة، مشيرًا إلى أنه يبكي بحرقة كطفل في عمر الخامسة.

دعم جديد من مارادونا

لم يتوقف الدعم عند هذا الأمر، فعقب انتقادات لسوء الأداء في مونديال 2018 نال ميسي الجزء الأكبر الانتقادات الأكبر منها، قال خلالها: "إلى ليو، أرغب في الحديث معه وإخبارك أنك ليس مذنب في شيء وبدون أي سبب أحبك وأحترمك مثلما هو دائمًا، ميسي لعب معي مونديال 2010 وقدم أداء قوي ومستوى استثنائي".

مارادونا لميسي: سيعرفون أنك الأفضل

فيديو قصير يبرهن على علاقتهما اتنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجه خلاله مارادونا رسالة لميسي بعد الانتقادات المتواصلة إليه، قال له فيها: "مرحبا ليو، أريد أن أقول أنني أحبك كثيرًا، أنت خارق، دع الجميع يتحدث، ستكون الأفضل في التاريخ، وأننا سنقرر ذلك عندما تنهي مسيرتك، استمتع اليوم، وواصل كل ما تفعله وكن سعيدًا مع أهلك، أحبك كثيرًا يا ليو"

 

الرقصة الأخيرة احتفال على طريقة مارادونا

حصدت الأرجنتين اللقب، ومارادونا قد فارق قبل عامين من البطولة، إلا أن ميسي لم ينس مارادونا وأعاد للأذهان الطريقة التي احتفل بها مارادونا بكأس العالم 1986 وسط اللاعبين برفع الكأس وهو محمولًا على الأعناق في رسالة وفاء من ميسي لأسطورته المفضلة وامتنانًا برسالة التي أرسلها له.

ميسي دائم الامتنان وتذكر مارادونا، حينما صرح بعد مباراة هولندا في ربع نهائي البطولة أن روح مارادونا تدفعهم نحو التتويج بلقب كأس العالم من أجل إهدائه لروحه.

علاقة ميسي ومارادونا من العلاقات المعقدة في تاريخ كرة القدم، هي علاقة أن تكون أسطورة لشعب يعشق كرة القدم، ويسعى للتغلب على كل التحديات، علاقة أن مهما فعلت مع ناديك عليك أن تحضر لنا كأس العالم لتقارن بمارادونا، وهي الرسالة التي فهمها ميسي وحصد اللقب التاريخي له.