واجهت الشرطة العسكرية البرازيلية ليلة عصيبة عقب انتهاء المباراة النهائية للمونديال بفوز ألمانيا على الأرجنتين بهدف ماريو جوتزه، حيث اتخذت إجراءات مشددة من أجل السيطرة على عشرات الآلاف من الجماهير الأرجنتينية الغاضبة التى حاول بعضها اللجوء للأعمال التخريبية.
ونجحت الشرطة البرازيلية فى مهمتها مستخدمة قرابة 100 ألف جندى، نصبوا الحواجز لإبعاد الجماهير عن المراكز التجارية والمناطق الحساسة.
وعلى جهة أخرى، أضفت الجماهير الألمانية حالة من الفرحة فى شوارع ريو دى جانيرو وعلى شاطئ كوباكابانا حيث رفعوا أعلام بلادهم وصور اللاعبين وهتفوا لهم.
وشاركت الجماهير البرازيلية الألمان احتفالاتهم الصاخبة حتى الساعات الأولى من الصباح، ولجأ البعض إلى استفزاز الجماهير الأرجنتينية بسبب الخصومة الكروية التاريخية بين البلدين، ورداً على استفزازاتهم خلال الأيام الماضية.
وعرضت الشاشات العملاقة فى مناطق المشجعين، الاحتفالات الألمانية فى الشوارع والمدن التى سهرت على أصداء صيحات الفرح ودوى الألعاب النارية وأصوات السيارات.
ونقل عن الصحف الألمانية فرحتها للفوز بالمونديال، فكتبت صحيفة «بيلد»: «1-صفر.. بطل العالم.. ماريو الخارق»، ونقلت صحف تصريح قائد المنتخب فيليب لام: «ما حققناه إنجاز رائع، نحن فريق متكامل ونحن الآن نقولها صريحة.. نحن الأفضل».
وأضاف: «أن يكون فى صفوفنا أفضل لاعب فى العالم لا يهم، نحن بحاجة فقط لأن يكون لدينا أفضل منتخب».
وأردف فيليب: «مستوانا تطور بمرور المباريات فى البطولة ولم نستسلم أبداً حتى عندما كانت الأمور لا تسير مثلما كنا نرغب، فقد قدمنا أداء هزيلاً فى بعض المباريات فى وسط البطولة، لكننا امتلكنا روح البطولة وحافظنا على مخططنا وفى النهاية أصبحنا هنا أبطالاً للعالم».
وقال الحارس مانويل نوير، الذى حصل على القفاز الذهبى لأفضل حارس مرمى فى البطولة: «مررنا بتجربة رائعة ومذهلة، سر نجاحنا كان الانسجام وروعة التجهيز والبداية، ألمانيا بطلة العالم، لا أعرف كم من الوقت سوف نحتفل بهذا الإنجاز، ولكن سنفعل ذلك بابتسامات عريضة».
وقال المدير الفنى يواخيم لوف: «بدأنا الإعداد لهذا الإنجاز العظيم قبل سنوات طويلة، لم نصل لحمل كأس العالم الذهبية عن طريق الصدفة، بل إننا اجتهدنا وفق خطة محددة وحصلنا على مراكز متقدمة فى العديد من البطولات الكبرى السابقة، وكانت هذه فترة حصاد ما زرعناه سابقاً، الآن من حقنا أن نحتفل».
وعلى الجهة الأخرى، نقلت تقارير حالة المدن الأرجنتينية فقد قضت ليلة حزينة اتسمت بالعنف والاضطراب، بعدما ثارت الجماهير لهزيمة منتخب بلادها وبدأت فى أعمال الشغب والتخريب وإضرام النيران فى سيارات القنوات التليفزيونية، مما استدعى تدخل الشرطة للسيطرة على الأمر فنشبت اشتباكات حادة بين الجماهير وقوات الأمن، أدت لإصابة 55 من المشجعين و15 شرطياً تم نقلهم جميعاً إلى المراكز الطبية المحيطة بساحة المسلة فى بيونس إيرس.
وشنت الجماهير الأرجنتينية هجوماً حاداً على لاعبى المنتخب والمدير الفنى أليخاندور سابيلا، لكنها صبت جام غضبها على ليونيل ميسى، متهمة إياه بالتخاذل.
وعلق ليونيل ميسى، على خسارة المونديال قائلاً: «بذلنا قصارى جهدنا لكن ذلك لم يكن كافياً فى مواجهة ألمانيا».
وأضاف «لم نتمكن من تسجيل أى هدف، كنا نريد إحراز كأس العالم، لكن الآن يتعين علينا أن ننظر إلى المستقبل». وأردف: «أمر محزن أن ننهى البطولة بهذه الطريقة، أعتقد أننا كنا نستحق اللقب أكثر، فقد حصلنا عل الفرص الأخطر فى المباراة وكان بإمكاننا أن نستغلها بفضل مهاجمينا».
وأكمل: «الكرة الذهبية لأفضل لاعب فى البطولة لا تهمنى فى الوقت الحالى، كنا نريد إحراز كأس العالم من أجل الشعب الأرجنتينى».
وفى سياق آخر، جدد عدد من النجوم البرازيليين القدامى مطالبهم بإحداث تغييرات جذرية فى منظومة كرة القدم فى البلاد كى تعود قوة المنتخب البرازيلى إلى سابق عهدها.
ويقود هذه الجبهة النجم السابق زيكو ومعه روماريو وعدد كبير من قدامى لاعبى المنتخب البرازيلى ممن فازوا بلقب المونديال، وقال زيكو: «لا يمكننا القول إننا الأفضل حالياً، لقد ظهر منتخبنا بصورة أضحكت العالم علينا، هذا المنتخب لا يمكنه تمثيل البرازيل».
وأضاف: «كرة القدم البرازيلية لها فلسفة خاصة، ونحن نطالب السلطات العليا فى البلاد ببدء مشروع لإعادة هذه الفلسفة».
وأيد روماريو ما قاله زيكو، قائلاً: «كرة القدم البرازيلية تتدهور منذ أعوام بسبب مسئولين لا يملكون موهبة التعامل مع الكرة، هم فقط يجلسون فى الأماكن الفخمة ويتمتعون بالملايين التى تدخل حساباتهم، ودماء الشعب تحترق».
تعليقات الفيسبوك