رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

شغب اليورو.. ومجزرة بورسعيد

هل تتابعون بطولة «يورو 2016»؟ هل تستمتعون بمبارياتها الآن؟، كيف ترون الشغب الموجود بها؟ إصابة الكثيرون من مختلف الجنسيات، ألم يذكركم بشىء؟.. نعم أنتم على صواب فقد عشنا نفس المأساة مرتين الأولى فى بورسعيد 2012، والثانية فى ملعب الدفاع الجوى 2015، ولكن هل عرفتم الآن من المسئول، هل أدركتم أنه مجرد اشتباك جماهير متعصبة، وهو أمر مرتبط بكرة القدم.ولمن لا يعلم هناك عشرات المصابين بعد مشاجرات وأحداث عنف بين الجماهير الإنجليزية والشرطة الفرنسية من جهة والجماهير الإنجليزية ونظيرتها الروسية من جهة، والسبب هو الصراع التاريخى بين إنجلترا وفرنسا منذ حرب المائة عام، والذى دام 116 سنة من 1337 إلى 1453، فضلاً عن الصراع السياسى بين الإنجليز والروس، بخلاف نتيجة المباراة كون روسيا خطفت التعادل فى الوقت بدل الضائع وحرمت إنجلترا من تحقيق أول فوز فى البطولة.وبالعودة إلى مصر، فالبعض خرج باتهامات المؤامرة السياسية فتارة يقولون الإخوان وآخرون يتهمون المجلس العسكرى بمجزرة بورسعيد، وكل ذلك هراء، فأنا أتذكر ذلك اليوم الأسود جيداً، وما حدث قبله من حالات شحن غير طبيعية للجماهير، والصراع الذى ظل دائراً على مواقع التواصل الاجتماعى وقتها، ونفس الأمر فى الدفاع الجوى فالاتهامات خرجت هنا وهناك، ولكن فى الحقيقة أن عدم وجود نظام هو السبب، فلا هى مؤامرة ولا هى مكيدة.وسيرد علىّ أحدهم بأن الأهلى دائماً ما كان يواجه المصرى، ولم تحدث وفيات كما شهد استاد بورسعيد فى فبراير 2012، ولكننى سأرد عليه بأن فى تلك الفترة لم يكن هناك مواقع للتواصل كـ«فيس بوك» و«تويتر» حتى تحدث الفتنة التى استغلها بعض الإعلاميين دون وعى، وسكبوا النار على البنزين، خصوصاً مع وجود رواسب من مشاجرات بين الجمهورين، وتحطيم جماهير الأهلى للمحلات (مصدر أكل العيش) بمحطة قطار بورسعيد.الآن فهمنا أن الأزمة الحقيقية فى عقول من اعتبروها مؤامرة، واستغلوا الوضع السياسى المعقد فى مصر وقتها لتعزيز ذلك الشعور وإلقاء التهم على أى فرد لتشويهه، ولكن أين هو الحل؟الإجابة أنه لا يوجد حل!!لماذا؟لأن ذلك سلوك جماهير كرة القدم، ودعونا نشاهد أوروبا الذين نحاول أن نتعلم منهم التحضر ونرى ما حدث بين إنجلترا وروسيا وفرنسا فكلهم من أكبر الدول المتحضرة، حتى وصل الأمر إلى تهديد بإلغاء ثانى أكبر بطولة فى العالم بعد المونديال بسبب تصرفات الشعوب المفترض أننا نتعلم منهم التحضر، على الرغم أنك إذا نظرت فى الأساس سترى أننا متحضرون أكثر منهم بعد تلك الأعمال التى لا توصف إلا بالإجرامية، وإذا عدنا إلى ثقافتنا الحقيقية سنحترم بعضنا بعضاً ونثبت أننا أفضل منهم بالفعل، وليس بالكلام.وما لفت انتباهى هو تصرف المسئولين هناك، فلم يتم منع الجماهير من الدخول، وإنما كان القرار عبارة عن تهديد بإلغاء البطولة، أتدرون لماذا؟لأن كرة القدم دون جماهير ليست لها قيمة، ليست لها ضرورة وإلغاؤها يكون أفضل حتى نجد حلاً للأزمة، أما لدينا فلا نحن نعشق المسكنات، ونلعب دون جماهير، وعندما تدخل للمباراة تشعر وكأنك فى ميتم، هذا هو الفارق بيننا وبينهم، بين مسئولينا العاشقين للمسكنات، ومسئوليهم المحبين للحلول.أخيراً، نحن لسنا أقل منهم بل العكس، ولكننا غافلون عن قدراتنا، فدعونا ننتظر حتى يأتى اليوم الذى نستعيد فيه تحضرنا وهذا لن يحدث إلا عندما ندرك تلك الحقيقة ونعمل عليها ولا يكون بالكلام فقط والبكاء على ما مضى بل العمل للمستقبل.