أتعجب من حالة الغضب التي انتابت بعض جماهير الأهلي بعد الخروج من بطولة الدوري الأفريقي، وتحديدًا بسبب مستوى الفرنسي أنتوني موديست، المنضم للفريق مطلع الموسم الجاري بعد بحث طويل امتد لمدة تقترب من الشهر ونصف هي مدة فترة القيد الصيفية، وهنا دعونا نطرح بعض الأسئلة ونجيب عليها قبل أن أقول لكم لماذا «موديست طلع موديست».

هل تعلم أن الأهلي تعاقد خلال المواسم الخمسة الأخيرة في مركز المهاجم مع كل من أليو بادجي ووالتر بواليا وأخيرًا موديست؟

إذا ثلاثة لاعبين أجانب يتقاضون أجرهم بالعملة الصعبة تعاقد معهم الأهلي ولم يحقق أي منهم النجاح، والنجاح هنا مقصود به المساهمة في تحقيق البطولات والمشاركة بشكل دائم.

هل يعقل أن يظل الأهلي لمدة 5 سنوات يبحث عن مهاجم يليق به، على غرار حسام حسن وعماد متعب وفلافيو؟، وتكون قائمة الأهلي هذا الموسم مقتصرة على هذا «الموديست» وصلاح محسن فقط كمهاجمين، ويتم الاستغناء عن محمد شريف هداف الدوري في السنوات الماضية، وإعادة محسن الذي فشل من قبل مرتين في إثبات جدارته بارتداء القميص الأحمر.

هل تعلم أن الأهلي فشل في التعاقد مع ثنائي أفريقي خطير تم ترشيحهم لارتداء قميص الفريق وأبدو موافقتهم هما جاكسون موليكا وجوستافو سوزا، والاثنين لم ينجح الأهلي في ضمهم بسبب المبالغ المالية التي طلبتها أنديتهم، وكان من الممكن توفير ما دفع لضم اللاعبين الستة غير المفيدين والتعاقد مع أحد هؤلاء السفاحين.

هل تعلم عزيزي القارىء ما هي أخر مباراة كاملة شارك فيها أنتوني موديست لمدة 90 دقيقة؟

الإجابة أن اللاعب الفرنسي خاض أخر مباراة كاملة بقميص بروسيا دورتموند الألماني يوم 2 نوفمبر 2022 وظل بعد ذلك حبيسا لدكة البدلاء ولا يشارك إلا دقائق معدودة قبل أن يقرر النادي فسخ عقده.

هل تعلم أن السويسري مارسيل كولر المدير الفني للأهلي، الذي يقال إنه صاحب طلب التعاقد مع موديست، طلب البحث عن مهاجم أجنبي جديد لضمه للفريق في أسرع وقت؟

الغريب أن كولر حاول الدفاع عن مستوى موديست، وقال في المؤتمر الصحفي بعد وداع الدوري الأفريقي أمام صن داونز: «موديست قبل انضمامه للأهلي لم يكن لديه فرصة للتدريب بشكل أعلى، ولكن أنا متأكد أنه في مباريات الدوري سيكون أفضل».

تصريحات كولر، تؤكد أنه يدافع عن اللاعب الذي طلب التعاقد مع، ولكنها تفتح الباب أمام سؤال مهم، ما هي المعايير التي دفعت الأهلي للتعاقد مع لاعب بلغ من العمر 35 عامًا، ولم يشارك مع فريقه السابق في أي مباراة كاملة على مدار عام كامل، وتم فسخ عقده لعدم رغبة أي ناد في ضمه، وكان على مشارف الاعتزال قبل أن ينقذه عرض من أكبر ناد في أفريقيا.

والأغرب هو تصريحات موديست، قبل انتقاله للأهلي، التي قال فيها إنه يرحب باللعب في مستوى أقل، ما يدل على أنه لم يكن مدرك لحجم النادي الأهلي أو مستوى التنافس الذي سيشارك فيه.

سؤالي الأخير الذي سأجيبكم عليه، هو «هل تعلم لماذا موديست طلع موديست؟».

الجواب من قاموس اللغة الإنجليزية، الذي يقول أن الترجمة الحرفية لكلمة «Modest» تعني المتواضع، وهو اللقب الأوقع للمستوى الذي يقدمه المهاجم الفرنسي، منذ ارتدائه قميص الأهلي وانعكس على أداء الفريق في المباريات التي يخوضها، وكأنه ينطبق عليه المثل القائل «له نصيب من اسمه».