رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هداية ملاك: الروح الحلوة بين اللاعبين المصريين سر انتصاراتنا فى المغرب

06:12 ص | السبت 31 أغسطس 2019
هداية ملاك: الروح الحلوة بين اللاعبين المصريين سر انتصاراتنا فى المغرب

هداية ملاك

واحدة من ثلاث فتيات فى تاريخ مصر الرياضى، وقفن على منصات التتويج الأولمبية، وتزين بميداليتها، هداية ملاك، بطلة تربت على حب الرياضة منذ الطفولة، درست الفنون الجميلة، وبرعت فى الفنون القتالية، رحلتها مع التايكوندو مليئة بالإنجازات، ودولاب بطولاتها يكتظ بالميداليات، فهى أول فتاة مصرية تحصد ميدالية ذهبية فى تاريخ بطولات الجامعات العالمية، وأول فتاة تمثل مصر مع منتخب دولة أخرى، وتفوز معه بميدالية فى كأس العالم، كما أنها صاحبة أول ميدالية نسائية فى تاريخ التايكوندو الأولمبى.

«الوطن» حاورت البطلة الأولمبية هداية ملاك بعد أيام من التتويج بذهبية الألعاب الأفريقية، تحدثت فيه عن أحلامها الأولمبية والشخصية، وكشفت عن التغيير الذى حدث بحياتها منذ التتويج ببرونزية أولمبياد ريودى جانيرو 2016، وأهم الإنجازات والمواقف التى لا تنساها فى مسيرتها مع التايكوندو على مدار 19 عاماً.

كيف رأيت مشوار المنافسة حتى التتويج بذهبية دورة الألعاب الأفريقية؟

- مشوار المنافسة كان «هايل الحمد لله»، كسبت بطلة مالى «عدم تكافؤ» فى أول مباراة، ومن بعدها بطلة نيجيريا بنتيجة 14 - 6، وفى النهائى واجهت بطلة كوت ديفوار، وفزت عليها بعدم التكافؤ «فرق يزيد عن 20 نقطة»، ولكن المباريات ليست سهلة، وأفريقيا حصل بها طفرة كبيرة فى أغلب الرياضات، وهناك اهتمام كبير بالتايكوندو، خصوصاً بعدما حصلت بطلات من أفريقيا على ميداليات فى بطولات العالم والدورات الأولمبية، بالإضافة إلى أن القوة البدنية عامل مؤثر جداً فى صالحهم، واللعب معهم غاية فى الصعوبة، لكن الحمد لله ربنا وفقنى، وبشكل عام الروح الحلوة بين لاعبى ولاعبات البعثة المصرية بالمغرب هى سر الانتصارات والتربع على القمة.

كثير من الأبطال الأولمبيين خاصة أصحاب الميداليات مثلك.. لا يشاركون بدورات قارية وحجتهم فى ذلك أنها أقل من تصنيفهم.. فكيف رأيت المشاركة فى الألعاب الأفريقية؟

- المشاركة باسم مصر فى أى بطولة شرف كبير لى ولأى رياضى، ونجد فيها روحاً طيبة «حلوة»، وتضامناً بين الرياضيين من كل الألعاب، غير أن دورة الألعاب الأفريقية بالذات كانت أول بطولة أشارك فيها مع منتخب الكبار، وفى نفس الوقت أول ذهبية لى فى تلك المرحلة بعد ما تخطيت سن الناشئين.

أنت واحدة من ثلاث فتيات حصلن على ميدالية أولمبية لمصر عبر تاريخها.. فما طموحك فى أولمبياد طوكيو؟

- طموحى فى أولمبياد طوكيو بإذن الله، وبعد التأهل، هو تكرار فوزى بميدالية مثلما حدث بريو دى جانيرو، وهو طموح أى رياضى، ويبقى توفيق ربنا ودعوات المصريين لى ولكل الرياضيين، الذين سيمثلون مصر بطوكيو 2020.

ماذا تغير فى حياة هداية ملاك خلال الـ4 سنوات الفاصلة بين أولمبياد ريو دى جانيرو 2016 وطوكيو 2020؟

- تغييرات كثيرة حدثت، الناس الآن تعرفنى أكثر من قبل ريودى جانيرو، أصبح هناك دعم واهتمام هائل بفضل الله أولاً وأخيراً، ثم بفضل وتعاون ناس كثيرة، لكى نستطيع أنا وزملائى من الرياضيين المصريين المنافسة والفوز ببطولات باسم مصر.

ما حكاية فريق الفراعنة الأولمبى الذى حمل على عاتقه شعار «إحنا هنفرحكم»؟

- فريق الفراعنة الأولمبى هو فريق تابع لشركة روابط الرياضية، وهى شركة رياضية متخصصة، قررت أن تساعد وتدعم الرياضيين الأهم فى مصر، وذلك عن طريق تسويقهم تجارياً وإعلامياً مع شركاء كبار ومحترمين، ولهم نفس الهدف، وهو توفير أحسن مناخ للرياضى، وإمكانيات على أعلى مستوى فى العالم للتدريب وبالتالى المنافسة والفوز.

احكى لنا عن مشوارك مع الرياضة منذ الطفولة.. ولماذا اخترت التايكوندو دون غيرها؟

- بدأت رياضة وأنا صغيرة جداً، وكانت بدايتى مع الجمباز والسباحة، واتجهت للتايكوندو، لأن شقيقى الأكبر كان بطل مصر فى اللعبة، وقررت السير على خطاه وممارستها، وكان عمرى وقتها 7 سنوات تقريباً، و«من لحظة ما بدأت عشقت اللعبة، وبقى أصدقائى هما زمايلى فى التايكوندو ثم ركزت فيها لوحدها».

غير ميدالية ريو دى جانيرو.. ما الميدالية المحببة لك؟

- بالطبع ميدالية الأولمبياد هى الأهم لى ولأى رياضى فى أى لعبة، لكن الحمد لله، فزت بميداليات مهمة فى مناسبات كثيرة، أولها ذهبية دورة الألعاب الأفريقية ثم العربية فى نفس السنة 2011، وبعدها كانت بدايتى مع منتخب مصر للكبار قبل أولمبياد لندن 2012 بعدة أشهر، وقبل نفس الأولمبياد بشهرين تقريباً، حصلت على ذهبية بطولة الجامعات لأول مرة فى تاريخ مصر لأى بنت فى يونيو 2012 بكوريا الجنوبية، وأيضاً ميدالية المركز الثالث على العالم فى كأس العالم للفرق، وفزت بها مع منتخب فرنسا فى 2014، وكانت خطوة مهمة جداً، وأعتقد هذه كانت أول مرة مصرى يفوز مع فريق مختلف فى بطولة عالم، لأن مصر لم تكن مشاركة بالبطولة، والاتحاد الدولى سمح لكل دولة مشاركة باختيار لاعب، ولاعبة واحدة من خارجها للمشاركة معه، و«كنت حريصة إنى أرتدى تريننج منتخب مصر فى البطولة».

ومن الميداليات المهمة أيضاً فى مسيرتى ذهبية بطولة الجائزة الكبرى بالمكسيك 2015، لأنها بطولة يشارك فيها أفضل 8 لاعبات فى العالم فقط، والحمد لله فزت على المصنفتين الأولى والثانية على العالم فى الدور قبل النهائى والنهائى، وكذلك ذهبية بطولة العالم العسكرية فى روسيا فى 2015، وبرونزية بطولة الجائزة الكبرى بروما فى يونيو 2019.

ما موقفك من الدراسة الجامعية؟

- الحمد لله، تخرجت فى كلية الفنون الجميلة فى عام 2017، وذلك بعدما أجلت الدراسة سنة لتعارضها مع مشاركتى بأولمبياد ريودى جانيرو 2016.

بمناسبة الدراسة.. من خلال احتكاكك بمدارس مختلفة فى مشوارك مع التايكوندو.. كيف يتم التعامل دراسياً مع الرياضيين فى مراحل التعليم؟

- موضوع التعليم والدراسة لا يشكل أدنى مشكلة بالخارج، وحتى ليس لديهم أى مشكلة مع الرياضى، الذى لم يحصل على شهادة جامعية أو مؤهل، كما أن المناهج والدراسة المطلوبة من الرياضيين أخف كثيراً من نفسها المطلوبة من غير الرياضيين، بشرط أن ينجح فيها.

مشوار البطولة صعب ويحتاج كثيراً من التضحيات ونظاماً خاصاً لتحقيق الهدف المنشود.. هل من الممكن أن نعيش معك تفاصيل يوم واحد فى حياتك؟

- يومى يبدأ قبل الساعة 8 صباحاً، وينقسم إلى وحدتين تدريبيتين صباحية ومسائية، وفى أوقات تنقسم الوحدة التدريبية الصباحية إلى جزءين، والتدريب يكون من شقين «بدنى وفنى»، وفى الوحدة المسائية، التركيز بشكل أكبر على الجانب الفنى والخططى، وفى أوقات مباريات تدريبية، وفى وسط يومى راحة للأكل والنوم، حياة احتراف كاملة، لغتى الأساسية والوحيدة هى التدريب واللعب.

إلى جانب التايكوندو.. بماذا تحلمين فى حياتك الخاصة؟

- أحلم دائماً أن أكون قدوة للأطفال للصغار، أساعدهم وأعلمهم الرياضة، «يلعبوا إزاى، ويفكروا إزاى، ويتصرفوا إزاى»، وأتمنى أن أكون مهندسة تصميم داخلى «DESIGN INTERIOR» كويسة، والناس يعجبها شغلى، وإنى أكون سعيدة فى حياتى الشخصية والعملية.

لفتة إنسانية قدمتها أنت وزملاؤك بارتداء تيشرتات عليها صورة الدكتور فرج العمرى، رئيس الاتحاد السابق، لدعمه فى مشواره مع المرض.. فماذا يمثل لك؟

- كابتن فرج كان بطل العالم، وهو قدوة لنا، وقامة كبيرة دائماً، وأى رياضى يتمنى أن يكون مثله، فهو نموذج، وعندما كان فى موقع المسئولية، كان حريصاً على دعمى وتشجيعى، وكنت أشعر أنا وزملائى دائماً أنه أب لنا، و«عمرى ما هنسى إنى فى عهده وفقت، وحصلت على برونزية الأولمبياد»، ربنا يشفيه بإذن الله.

من تعتبرينه كلمة السر فى مشوارك وتتويجك؟

- كلمة السر، هى المجهود والعمل الجماعى، وإن شاء الله نقدر نوصل لكل ما نتمنى، أنا وفريق عمل، يقف ورائى منذ بدايتى، ووصل بى لما أنا فيه الآن، وهذا الفريق فيه أسرتى ومدربينى ومسئولو الاتحاد سواء السابقون أو الحاليون، وشركة روابط، التى تدير كل ما يخصنى.