رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

الزمالك.. والسبع الموبقات

ضاعت البطولة الأغلى على قلوب الزملكاوية وبكوا جميعاً، ثم خسر الفريق نقطتين فى الدورى بالتعادل مع سموحة، وودع أبطال كرة اليد البطولة الأفريقية من الدور نصف النهائى على يد الترجى التونسى، كل هذه الأحداث ولم يبحث شخص عن السبب الحقيقى البعض سيظن أننى أتحدث عن شخص رئيس الزمالك، ولكننى هنا أتحدث عن الفكر والأسلوب.

فالزمالك فى الموسم قبل الماضى حصد لقبى الدورى والكأس وحصل على بطولة أفريقيا لليد، أتعرفون لماذا؟ لأن الجميع كان يعمل بصفاء نية، دون مؤامرات، ودون الاعتماد على أسباب بعيدة عن الواقع كالسحر أو الرشوة أو غيرهما. فعندما تحدث مسئولو الزمالك عن ضياع بطولة أفريقيا لكرة القدم بسبب السحر، فهل ضياع بطولة أفريقيا لكرة اليد بسبب السحر أيضاً؟، الحقيقة المعلومة التى يغمض المسئولون عنها أعينهم أن الرياضة لا علاقة لها إلا بالجهد والعرق والفكر الفنى من الخارج، ولكن أن تبحث عن مبرر لأخطائك يصل إلى درجة الشرك بالله للتفكير فى السحر يجعل العقاب أسرع، فرئيس الزمالك ومعاونوه يقولون إن السحر مذكور فى القرآن، لكنهم تناسوا قول الله فى سورة البقرة فى الآية رقم 102 «وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِى الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ».

وفى حديث عن أبى هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (اجتنبوا السبع الموبقات)، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولى يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)، فالشرك هو الإيمان بقدرة شخص على التدخل فى الواقع لأن كل شىء بيد الله، وإن كان مسئولو الزمالك وقعوا فى الأولى أو الثانية من السبع الموبقات فهى أزمة يجب تداركها.

الحقيقة الدامغة فى الزمالك أن هناك سوءاً فى الإدارة، وأنا هنا لا أتحدث عن الفردية، ولكن بما أننى كنت شاهداً لفترة ليست بالقليلة على عمل هذا المجلس، ففى البداية تم تقسيم المهام وتولى كل فرد ملفاً، فبالتالى تم تكوين فريق قوى فاز بالدورى والكأس برعاية أحمد سليمان، عضو المجلس المستقيل، وعمل بقية أعضاء المجلس على إعادة بناء فريق اليد، وإعادة بناء النادى إنشائياً، ولكن بعد مرور عام بدأت الاستقالات تتوالى والعمل بطريقة: «من ليس معى فهو ضدى»، ولعل عدداً كبيراً من الزملكاوية حقاً يعلمون أن هناك لاعبين فى الفريق سيخططون للرحيل بسبب سوء المعاملة، وعلى رأسهم باسم مرسى وشيكابالا، ليلحقوا بأعضاء المجلس المستقيلين بسبب سوء طريقة الإدارة، مثل أحمد سليمان ومصطفى سيف العمارى.

الأدهى أن رئيس النادى ما زال يسير بنفس الفكر، فبعد التعادل مع سموحة سلبياً لم يجد مبرراً، فالسحر أصبح مستهلكاً نسبياً وهنا بدأ مبرر آخر، وهو اتهام لاعبين كمصطفى فتحى بتعمد إهدار الأهداف حتى يرحل، فهل هذا يعقل؟، إذا كان اللاعب يرغب فى الرحيل فسيتمارض ليغيب عن المباريات أو يتعمد الحصول على الإنذارات أما أن يكون فى الملعب، ويهدر أهدافاً فستحسب عليه أولاً، لأن الفريق الذى يرغب فى الخروج إليه للاحتراف لن يتمم التعاقد فى حالة تراجع مستواه، ناهيك عن أن ذلك سيزيد المحنة، لأنه سيُحدث شقاً فى صفوف الفريق، فضلاً عن مواصلة الهواية فى إيجاد أسباب وهمية للفشل، وتجاهل الأسباب الحقيقية التى يمكنك بعلاجها استعادة البطولات، الزمالك يحتاج أن يعود للطريق الصحيح بإعمال العقل بدلاً من أمور تقوده إلى الهاوية، سواء السحر، أو أن يحدث فتنة داخل الفريق بيديه، وفى كل الأحوال الزمالك هو الخاسر الأكبر.