رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

«طولان»: نهائى مبكر بين فرنسا وبلجيكا: «بوجبا وكانتى» سلاح ديشامب.. وعبقرية «مارتينيز» ترجح كافة بلجيكا

10:21 ص | الثلاثاء 10 يوليو 2018
«طولان»: نهائى مبكر بين فرنسا وبلجيكا: «بوجبا وكانتى» سلاح ديشامب.. وعبقرية «مارتينيز» ترجح كافة بلجيكا

حلمي طولان

نقلا عن العدد الورقي

رؤية تحليلية - حلمى طولان

مواجهة فرنسا وبلجيكا فى دور نصف النهائى هى المواجهة الأقوى خلال كل مباريات كأس العالم حتى الآن، فالفريقان أظهرا قوة خططية وبدنية فريدة منذ المباراة الأولى، وأعترض بشدة على الانتقادات التى وجهت للمنتخب الفرنسى خلال مباريات دور الأول، وأنهم صعدوا بسبب ضعف الفرق المنافسة، ولكن الفرق الكبيرة تظهر خلال المواجهات الكبيرة، وهو ما أظهروه خلال المباريات الإقصائية، ونفس الأمر بالنسبة لبلجيكا، التى كان مستواها تصاعدياً خلال منافسات البطولة، حتى وصلوا لمرحلة الكمال الكروى.

كنت أتمنى أن تكون هذه المواجهة فى المباراة النهائية، لأننا سنخسر أحدهما للأسف فى دور نصف النهائى، ومن سيتأهل منهما نسبة فوزه باللقب ستكون كبيرة جداً، رغم قوة إنجلترا وكرواتيا، ولكن كثرة النجوم والتفاهم الذى يميز فرنسا وبلجيكا سيكون له دور كبير فى حسم اللقب.

أثبت كأس العالم فى نسخته الحالية أن الكرة تنحنى للمنتخب الجماعى، الذى يتم تسخير مجهودات لاعبيه لصالح اللعب الجماعى.

منتخب بلجيكا يملك المجموعة الأفضل من اللاعبين فى البطولة وبينهم انسجام غير مسبوق ونادر فى كرة القدم، والإسبانى روبيرتو مارتينيز، مدرب الشياطين الحمر، هو المدرب الأبرز، نظراً لمعرفته بكل إمكانيات لاعبيه وقدراتهم الفنية، رسخ مبدأ أن المدرب العبقرى يستطيع أن يعوض بعض النواقص فى التشكيل، وكان تدخله فى مباراة اليابان حاسماً، عندما دفع بكل من مروان فيلانى وناصر الشاذلى، اللذين حسما نتيجة المباراة، وقلبا النتيجة إلى ثلاثة أهداف مقابل هدفين، واستطاعا أن يستغلا نقاط ضعف المنتخب اليابانى، والهدف الذى سجله الشاذلى هو الأجمل فى البطولة، بعدما وصلوا لمرمى المنافس بعد 3 تمريرات فقط، وأكمل مارتينيز مغامرته ودفع بهما فى التشكيل الأساسى أمام البرازيل، رغم أنهما لم يشاركا فى كل المباريات السابقة، ولكن نظراً لمعرفته الكاملة بإمكانيات لاعبيه، وكانا الأفضل فى المباراة وتمكن فيلانى من قطع أغلب هجمات السامبا، بالإضافة لدوره الهجومى الكبير واستغلال تألقه فى الكرات الثابتة وضربات الرأس.

المنتخب الفرنسى يملك أفضل خط وسط فى العالم، ويجب أن أشيد بالفرنسى ديديه ديشامب، الذى أظهر الوجه الحقيقى لبول بوجبا، الذى كان يعانى طوال الموسمين الماضيين تحت قيادة جوزيه مورينيو، الذى فشل فى استغلال قدراته الفنية كما يجب أن يكون، ولكن مع فرنسا أصبح أفضل صانع لعب وتمريراته تضرب كل التكتلات الدفاعية للفرق المنافسة ويعشق لعب السهل الممتنع، الذى أصبح عملة نادرة فى كرة القدم حالياً، ونجد أيضاً نوجولو كانتى الذى يستحق عن جدارة الوجود فى القائمة النهائية لأفضل لاعب فى العالم نظراً لقدراته البدنية الهائلة ولا يظهر عليه أى علامات إجهاد طوال الـ90 دقيقة، وهو أفضل قاطع للكرات.

تكتيك المنتخب الفرنسى رغم أنه ثابت، وهو الاعتماد على ترك المساحات للفريق الخصم والاعتماد على انطلاقات جريزمان ومبابى واستغلال قدرتهما الكبيرة على حسم الفرص التى تتاح لهما، مع الأمان الدفاعى بوجود أومتيتى مدافع برشلونة وفاران مدافع ريال مدريد، ولكن فى هذه المباراة أتوقع أن يعانوا فى تطبيق طريقه لعبهم بالشكل المثالى، نظراً لعبقرية مدرب بلجيكا فى الحلول الخططية، وسيغلق المساحات أمام جريزمان ومبابى.

أتوقع أن تكون الغلبة للمنتخب البلجيكى، لأن أداءهم الجماعى والقتالى أقوى من فرنسا، ولكن أيضاً منتخب الديوك يملك أفضل تشكيل ومنتخبهم متكامل، وفى النهاية أثبت كأس العالم أن كرة القدم تلعب بجماعية فقط وأن كل المنتخبات التى اعتمدت على النجم الأوحد ودعت البطولة، لأنه لا يمكن للاعب أن يحمل على عاتقه آمال منتخب فى تحقيق إنجاز ولكن الفريق يستطيع أن يدعم نجماً للظهور فى أفضل حالاته.