رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

روسيا 2018 كرنڤال الروائع.. وأهم مكاسبنا كشف أسوأ ما في الفراعنة

09:32 ص | الأربعاء 18 يوليو 2018
روسيا 2018 كرنڤال الروائع.. وأهم مكاسبنا كشف أسوأ ما في الفراعنة

مونديال روسيا

نقلاً عن العدد الورقي 

انتهاء تحكم الكبار فى منتخبات بلادهم.. تقنية الـ«var» جيدة.. طريقة 3-4-3 تتفوق.. أفضل اللحظات الجمهور والتشجيع الراقى.. والكرة الجماعية تعود لسابق عهدها

أبرز كأس العالم 2018 العديد من الظواهر الرائعة، التى تجعل منه مونديال الروائع، والتى ستبقى خالدة على مر التاريخ، كما أنه أظهر بعض الجوانب السلبية بالنسبة للمنتخبات العربية والأفريقية، وأقول إن هذه النسخة ربما غيرت كثيراً فى ميزان القوى الكروية بين دول العالم.

وشهدت النسخة المنتهية ميلاد بعض النجوم، فضلاً عن الاعتماد على تقنية حكم الفيديو وهى من ضمن أسباب نجاح البطولة استناداً إلى أنها قضت على بعض الأخطاء التى كانت تصدر من التحكيم بدونها، والأهم فى هذه النسخة هو عودة الكرة الجماعية لسابق عهدها بدليل تفوق الفرق التى تميزت بها على غيرها من الفرق الأخرى التى تعتمد على اللاعب الواحد.

مونديال روسيا 2018، الذى شهد تحطيم الأرقام القياسية مقارنة بنهائيات كأس العالم السابقة، وتحقيق أرقام قياسية أخرى، أعاد إحياء الكرة التى تعتمد على الجانب الخططى من المدربين، كما أعاد المديرين الفنيين للظهور مرة أخرى، وتصدرهم المشهد فى بطولة هى الأجمل من بين البطولات السابقة، كما أن المونديال الروسى أنهى فكرة تحكم اللاعبين الكبار فى منتخب بلادهم وقضى على مدربيهم، واستعادت المنتخبات هيبتها من خلال سيطرة المدربين فى كأس العالم على لاعبيهم ووضعهم للخطط فى اللقاءات عكس ما كان يحدث فى بعض المنتخبات من خلال بناء الخطة بناء على رأى نجم الفريق بل فى بعض الأحيان كان هناك بعض اللاعبين يتدخلون فى اختيار قوائم هذه المنتخبات الأمر الذى يضع المدير الفنى فى موقف لا يحسد عليه، ويظهره ضعيف الشخصية ولا يجيد التعامل مع لاعبيه.

تقنية الـ«var» كانت من الظواهر الحديثة فى البطولة، وتطبيقها فى هذه النسخة كان جيداً ومنح الفرق العدل، وأبعد الجدل عن التحكيم فى معظم لقاءات البطولة، وأرى أن غالبية القرارات التى لجأوا فيها إلى حكم الفيديو اتخذت بشكل صحيح، وظهر التحكيم فى ثوب جديد من خلال هذه البطولة بعدما ابتعدوا فى غالبية اللقاءات عن الشد والجذب مع بعض اللاعبين، كما أن الخشونة لم تظهر فى اللقاءات، وقلت حالات الطرد للنصف عكس ما حدث فى آخر نسخة من كأس العالم التى أقيمت بالبرازيل.

وبالنظر إلى البطولة بشكل عام، فإننى أرى النجاح الأكبر ظهر فى المنتخبات التى اعتمدت على طريقة 3-4-3 مثل فرنسا، كرواتيا، بلجيكا، وإنجلترا، فقد ظهروا بأداء راقٍ ومشرف خلال أيام البطولة، وكان العامل البدنى والإعداد النفسى من أبرز الأسباب التى جعلت فرقاً تتفوق على أخرى، وهو ما فشل فيه المنتخب الوطنى فقد تمادينا فى فرحة الصعود للمونديال دون الاستعداد الجيد لكأس العالم، وكان الفارق الفنى واضحاً للغاية بين الفرق الأوروبية مقارنة بنظيرتها العربية والأفريقية، حيث كانت المنتخبات الأوروبية لديها دراسة واضحة وخطة إعداد جيدة، فضلاً عن الجانب الخططى الذى تميز به مدربوها، فهذه البلاد أستطيع أن أقول إنها عملت واجتهدت على نفسها قبل البطولة.

وأرى أن أفضل لحظات البطولة، الجمهور وجماله والتشجيع الراقى فى المدرجات، كما أن الملاعب التى أقيمت عليها مباريات البطولة لم تكن ملاعب فحسب بل كانت عبارة عن مسارح رائعة وسبباً من أسباب نجاح المونديال، ووجود خدمة «fan zone» فى روسيا ساهمت فى ظهور البطولة بشكل مميز، كما كانت ظاهرة تفوق حراس المرمى فى هذه النسخة لها تأثير كبير فى تغيير مجرى المباريات، وشهدت البطولة ميلاد عدد من اللاعبين الذين سيكون لهم مستقبل كبير وعلى رأسهم كيليان مبابى، لاعب المنتخب الفرنسى.

وأرى أنا أجمل ما فى هذا المونديال أنه كشف أسوأ ما بنا كمنتخب مصر، من سوء فى الإدارة والتنظيم، كما أن الفكر تغير فى المنتخبات التى ظهرت بشكل رائع، لكن التغيير لم يظهر معنا، والوحيد القادر على تغيير الفكر فى المنتخب الوطنى هو حسام حسن، أتمنى توليه قيادة منتخب مصر فى الفترة الحالية، كما أن هذه البطولة لن تؤثر على محمد صلاح، لاعب المنتخب الوطنى، رغم ظهوره بمستوى متواضع فى البطولة، لكنه سيعود إلى قوته مع ليفربول لأنه لاعب متزن نفسياً، ورسالة إلى المنتخبات العربية: لا يوجد فارق بين العرب وأوروبا، وعلينا نحن تعديل قانون الرياضة لأننا «ساقطين» فى كل حاجة، وعلاقاتنا محدودة لدرجة أننا خسرنا من كل الفرق حتى منتخب السعودية.