رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

طبق الـ"لازانيا" المسموم.. حكاية صراع توتنهام وأرسنال من أجل دوري الأبطال

02:51 م | الإثنين 11 مايو 2020
طبق الـ"لازانيا" المسموم.. حكاية صراع توتنهام وأرسنال من أجل دوري الأبطال

توتنهام بقيادة مارتن يول

شهد اليوم الأخير من موسم 2005/2006، في الدوري الإنجليزي الممتاز، صراعاً مشتعلاً بين الثنائي اللندني توتنهام وأرسنال، من أجل خطف المركز الرابع المؤهل لمنافسات دوري أبطال أوروبا.

حكاية مثيرة حملها يوم السابع من مايو عام 2006، حيث كان توتنهام يستعد لمواجهة وست هام يونايتد في الجولة الأخيرة من المسابقة، وهو يحتل المركز الرابع برصيد 65 نقطة، بفارق نقطة عن أرسنال الخامس، الذي كان سيخوض مباراته الأخيرة على ملعب "هايبري" أمام ويجان أثليتيك.

التسمم يطيح بـ 10 لاعبين من توتنهام

كان توتنهام يتجه إلى المباراة بمستوى جيد قدمه على مدار الموسم، تحت قيادة المدرب الهولندي مارتن يول، حيث أقام اللاعبون في أحد الفنادق بمنطقة كناري وارف، وعند العشاء طلب مجموعة من اللاعبين وجبة الـ لازانيا.

كانت تلك الوجبة تمثل بداية اللعنة التي تعرض لها لاعبي توتنهام، حيث سقط عدد كبير من أفراد الفريق، عقب الاشتباه في إصابتهم بالتسمم الغذائي، ليعاني حوالي 10 لاعبين من المرض ليلة المباراة الحاسمة.

وكشف لاعب خط الوسط جيرمين جيناس في وقت لاحق عن وجود عدد كبير من الفريق في المراحيض قبل انطلاق المباراة، بعد معاناتهم مع التسمم والإسهال، ليطلب فريق توتنهام تأجيل اللقاء لمدة 24 ساعة لكن طلبهم قوبل بالرفض.

وصلت أنباء المرض في صفوف الفريق اللندني، إلى الصحفيين والمؤيدين على حد سواء، ليصل الجهاز الفني لفريق توتنهام إلى ملعب "بولين جراوند"، معقل الفريق المضيف في ذلك الوقت، في الساعة 1.30 ظهراً، مع طلب ثانً بتأخير اللقاء لمدة أربع ساعات، لكن الحكم كريس فوي أطلق صافرته في الوقت المحدد.

توتنهام يسقط أمام وست هام بهدف قاتل

بدأ السبيرز اللقاء بتشكيل مكون من: روبنسون، كيلي، داوسون، جاردنر، لي يونج، لينون، كاريك، إدجار ديفيدز، تايلو، روبي كين، ديفو.

استطاع وست هام التقدم مبكراً في الدقيقة العاشرة، عن طريق لاعب الوسط فليتشر، لكن جيرمين ديفو سرعان ما نجح في خطف التعادل قبل نهاية الشوط الأول، في الدقيقة 35 من زمن اللقاء.

قبل أن يدمر وست هام أحلام الضيوف، بهدف الفوز القاتل في الدقيقة 80 عن طريق بنايون، حيث سقط المركز الرابع من أيدي السبيرز الذين اكتفوا بالتأهل لكأس الاتحاد الأوروبي.

بينما حقق أرسنال الانتصار على حساب ويجان بنتيجة 4-2، بعدما قلب تأخره إلى فوز بفضل "هاتريك" تييري هنري.

كان المدرب آلان باردو، المدير الفني لأصحاب الأرض، فخورًا بجهود لاعبيه، الذين حققوا انتصاراً هاماً وضعهم في المركز التاسع مع نهاية المسابقة، ورفع من الروح المعنوية لدى وست هام قبل مواجهة ليفربول في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

وقال باردو: "أجمل شئ أنه ليس لدينا إصابات، أعتقد أنه لا يمكننا الدخول في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بفريق منقوص، كنا رائعين للغاية اليوم".

وأضاف: "توتنهام لم تكن بكامل قوتها، ويمكنك أن ترى أن أكثر من لاعب كانوا يعانون، لقد كان أكبر يوم لهم في الموسم، لكنه كان صعبًا عليهم، ولسوء الحظ، فقدوا بطاقة التأهل لدوري أبطال أوروبا".

ديفو يكشف سر تبديل كاريك أمام وست هام

وتحدث المهاجم الإنجليزي ديفو عن هذه الواقعة، قائلاً: "تناولنا وجبة العشاء وذهبنا إلى الفراش، أتذكر وردني اتصالا من الطبيب يسألني عن حالتي، لأن الكثير من اللاعبين لم يكونوا على ما يرام، لم يتضرر لاعب أو إثنين فقط، أغلبيـة اللاعبين الأساسيين مثل مايكل كاريك".

وفشل لاعب الوسط مايكل كاريك في استكمال المباراة بسبب المرض، حيث كان بالكاد يمشي قبل اللقاء، ليتم استبداله في الشوط الثاني ويدخل بدلاً منه لاعب الوسط الإيرلندي أندي ريد.

وتابع ديفو حديثه: "كنا بحاجة إلى هؤلاء اللاعبين لمباراة صعبة ضد وست هام، لكن الفريق لم يكن جاهز بدنياً أو نفسياً، عندما تنظر إلى الوراء لا تريد أن تقول أنها كانت مؤامرة، ولكن كان شيئاً غريباً ما حدث للعديد من اللاعبين ليصابوا في الليلة التي سبقت اللقاء".

بينما لم يتحدث المدرب الهولندي مارتن يول كثيراً حول الواقعة، حيث اكتفى فقط بقوله: "يمكنني تلخيص الأمر في ذكر اللاعبين الذين لم يكونوا مرضى، كان هناك بول روبنسون، ستيفن كيلي، أنطوني جاردنر وجيرمين ديفو، والباقي كانوا مرضى".

نظريات المؤامرة وبراءة الفندق

لم تنتهي الأزمة عند ذلك، في 9 مايو 2006 ، طلب توتنهام من رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، إعادة المباراة ضد وست هام، بعدما انتشرت نظريات المؤامرة، وتردد أن الشيف في الفندق الذي يقيم فيه توتنهام كان من مشجعي الأرسنال، وأن الطعام تم إعداده بشكل خاطئ عن قصد.

وتم رفض الطلب، رغم أن وكالة الحماية الصحية، التي أخذت عينات من اللازانيا، قضت بأن نوروفيروس، وهو شكل من أشكال التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، كان سبب المرض.

في وقت لاحق، وجد مسؤولو الصحة البيئية في مجلس بلدية (تاور هامليتس)، أن فندق إقامة توتنهام لا يوجد ضده أي دليل كافً، وتم إعفاؤه من أي مخالفات.