رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

مونديال 1958: الجوهرة السمراء يمسح دموع والده باللقب وإيطاليا تغيب للمرة الأولى عن المونديال

11:57 ص | الأحد 13 مايو 2018
مونديال 1958: الجوهرة السمراء يمسح دموع والده باللقب وإيطاليا تغيب للمرة الأولى عن المونديال

البرازيل حسمت مونديال 1958

نقلا عن العدد الورقي

 

عدد المنتخبات 16

عدد المباريات 35

أفضل لاعب: فالدير بيريرا

عدد الأهداف 126

عدد المدن المستضيفة 12

 

توفى جول ريميه، الأب الروحى لكأس العالم، يوم 16 أكتوبر 1956، دون أن تموت فكرته، بإقامة النسخة السادسة من بطولة كأس العالم على الأراضى السويدية، حيث كانت السويد الدولة المختارة لتنظيم مونديال 1958 قبل وفاة «ريميه» بستة أعوام.

وخطفت السويد وقتها التنظيم من المكسيك وتشيلى والأرجنتين، وتم الإعلان عن فوزها قبل كأس العالم 1950 فى ريو دى جانيرو، خاصة أن «بلاد الفايكينج» تميزت فى ذلك التوقيت بأنها لم تتضرر بالحرب العالمية الثانية، وتأهل لمونديال 1958، 14 منتخباً حيث تم تخصيص 9 مقاعد لأوروبا، وثلاثة لأمريكا الجنوبية، وواحد لأمريكا الشمالية، ومثله بين أفريقيا وآسيا، بجانب منتخبى ألمانيا الغربية حامل اللقب، والسويد منظم البطولة.

جميع ممثلى الكرة البريطانية يشاركون فى البطولة..

حالة فريدة فى المونديال

الفريد فى نسخة 1958 أن منتخبات ويلز وأيرلندا الشمالية وإنجلترا واسكتلندا قد شاركت بالبطولة، وهى المرة الأولى والوحيدة التى تشهد مشاركة جميع ممثلى الكرة البريطانية، وتأثر المنتخب الإنجليزى بفقدان بعض لاعبيه فى كارثة ميونيخ الجوية فى فبراير من ذلك العام، وحظيت البطولة للمرة الأولى فى بطولات كأس العالم بتغطية تليفزيونية عالمية، على الرغم من ذلك لم تتمكن دول شرق أوروبا من متابعتها بسبب عدم جاهزيتها لاستقبال البث المباشر، وكان هناك حراك كبير فى هذا التوقيت فى كرة القدم، حيث ظهرت مسابقة جديدة فى القارة العجوز أطلق عليها الكأس الأوروبية، وسميت فيما بعد دورى أبطال أوروبا، كذلك بدأ التحضير لكأس أمم أوروبا ونظيرتيها فى آسيا وأفريقيا.

والكيان الصهيونى يستفيد من المقاطعة

تأهل منتخب الكيان الصهيونى بعد انسحاب تركيا وإندونيسيا والسودان أمامه، ورفضوا اللعب بسبب العلاقات السياسية، ولكن قانون «فيفا» كان يقضى بلعب مباراة على الأقل فى التصفيات، وهذا جعله يواجه ويلز، التى حصدت بطاقة التأهل، كما تأهل الاتحاد السوفيتى لكأس العالم لأول مرة، وتم تقسيم المنتخبات إلى 4 مجموعات فى 8 فبراير 1958، وكان هذا التقسيم وفقاً للموقع الجغرافى وليس حسب القوة، وكل مجموعة ضمت فريقاً من أوروبا الغربية وفريقاً من أوروبا الشرقية وفريقاً من بريطانيا، ولم تلعب ويلز فى كأس العالم سوى فى هذا المونديال.

غاب المنتخب الإيطالى عن المونديال للمرة الأولى بنظام التصفيات، ولم يتغيب عن أى كأس عالم بعده حتى غيابه عن نسخة العام الحالى 2018، ولم تشارك إيطاليا فى بطولة عام 1930 أيضاً، لكنها لم تكن بنظام التصفيات، وتغير شكل البطولة مقارنة بنسخة 1954، حيث لعب كل منتخب فى مجموعته ثلاث لقاءات دون اللجوء لوقت إضافى فى حالة التعادل كما كان الوضع فى 1954.

المجموعة الأولى ضمت منتخبات ألمانيا الغربية وأيرلندا الشمالية والأرجنتين وتشيكوسلوفاكيا، والغريب أن كل المنتخبات انتصرت مباراة واحدة، لكن ألمانيا الغربية تأهلت كمتصدرة، وأيرلندا الشمالية كوصيفة بتعادلين وانتصار، وودعت التشيك والأرجنتين البطولة فى هذا الدور.

وفى المجموعة الثانية كانت المنافسة قوية بين يوغوسلافيا وفرنسا وباراجواى واسكتلندا، لكن جاست فونتين، لاعب المنتخب الفرنسى وصاحب الـ25 عاماً، ظهر بقوة مع الديوك، وسجل خمسة أهداف قاد بها فرنسا لتتصدر المجموعة من بعدها يوغوسلافيا.

المجموعة الثالثة، خرج منتخب المجر من الدور الأول عكس كل التوقعات بعدما احتل المركز الثالث فى مجموعته بعد السويد وويلز، كما فشلت المكسيك فى تحقيق أى فوز بالبطولة وودعت مع المجر، وجاءت المجموعة الرابعة الأقوى بين المجموعات، حيث وقعت البرازيل رفقة إنجلترا والاتحاد السوفيتى والنمسا، وأصر المدير الفنى للسيليساو، فيولا على اختيار «بيليه» فى المنتخب، على الرغم من صغر سنه وانتقادات الصحافة البرازيلية وقتها. وكان بيليه لعب أول مباراة دولية له فى مسيرته وهو فى سن السادسة عشرة، ووقتها خسر السامبا أمام الأرجنتين بهدفين مقابل هدف، ولم يتوقع البرازيليون وقتها أن هذا الشاب سيصبح فيما بعد أهم لاعب كرة قدم فى تاريخ اللعبة.

وفازت البرازيل حينها على النمسا وتعادلت مع إنجلترا التى كانت تعانى بشدة بسبب كارثة ميونيخ الجوية، التى توفى على أثرها 7 لاعبين من مانشستر يونايتد فى شهر فبراير من العام نفسه، منهم 3 لاعبين أساسيين فى منتخب الأسود، وكان أبرزهم اللاعب الصاعد دانكن إدوارد.

وظهر «بيليه» لأول مرة فى المونديال فى آخر مباراة بمرحلة المجموعات أمام منتخب الاتحاد السوفيتى، عندما فاز المنتخب البرازيلى بنتيجة 2-0 ولم يحرز «بيليه» أى هدف فى هذه المباراة.

وتأهلت البرازيل كمتصدرة واضطرت إنجلترا للعب مباراة الملحق، وخسرت فيها أمام الاتحاد السوفيتى. أقيم ربع النهائى بطريقة المقص لأول مرة فى التاريخ، أول المجموعة الأولى يواجه ثانى المجموعة الثانية وهكذا، وفازت البرازيل على ويلز (1-0) عن طريق «بيليه»، ومن هنا تعرف العالم على اللاعب الأسمر صاحب الـ18 عاماً، وواصلت فرنسا أداءها القوى بعد الفوز على أيرلندا الشمالية برباعية نظيفة، سجل منها «فونتين» هدفين، وفى مفاجأة قوية، تخطت السويد منتخب الاتحاد السوفيتى القوى بهدفين نظيفين، ثم ازدادت البطولة إثارةً بتأهل صاحب الأرض لنصف نهائى المونديال.

كانت ألمانيا الغربية هى المرشح الأقوى للفوز باللقب، لكنها انتصرت بصعوبة على يوغوسلافيا (1-0)، وشهد نصف النهائى لقاءين قويين بين فرنسا والبرازيل، والسويد المنظمة ضد حاملة اللقب، ألمانيا الغربية، ولم يكن لقاء البرازيل وفرنسا مباراة عادية، فقد وجد بها العديد من الأسماء الكبيرة، مثل الهداف فونتين وبيليه وجارينتشا وفافا وزاجالو وديدى.

وتمكن السيلسياو من الفوز على فرنسا بنتيجة (5-2)، ولم يشفع هدفا «فونتين» لفرنسا فى التأهل لنهائى كأس العالم للمرة الأولى فى تاريخها، وسجل «بيليه» هاتريك ضد فرنسا، وفى نصف النهائى الآخر، سقطت السويد بهدف نظيف فى بداية المباراة، فاعتقد الجميع أن طموحات أحفاد الفايكنج اصطدمت بقوة حامل اللقب، وفجأة انتفضت السويد وسجلت ثلاثة أهداف حسمت اللقاء لصالحها بنتيجة (3-1).

نهائى مثير للبطولة

احتضن ملعب «راسوندا» النهائى الذى أقيم فى 29 يونيو 1958، بين صاحب الضيافة منتخب السويد بقيادة نيلس ليدهولم وجونار ومنتخب البرازيل بقيادة فافا مع جارينشيا وماريو زاجالو وبيليه، وكان المدرب رينور المقبل من إنجلترا على وشك دخول تاريخ كرة القدم كأول مدرب بريطانى يتوج بكأس العالم، لكن منتخب البرازيل قلب تأخره بهدف نظيف إلى فوز عريض (5-2)، وهى أكبر نتيجة فى تاريخ نهائى المونديال، فى لقاء شهد تألق بيليه الملقب بالجوهرة السوداء، الذى سجل هدفين، لتحصل البرازيل على اللقب العالمى الأول لها فى بطولات كأس العالم، ويمحو الفتى الصغير «بيليه» دموع أبيه، دوندينيو، بعد خسارة اللقب عام 1950 فى المباراة الختامية أمام الأوروجواى ووسط 200 ألف مشجع فى ملعب «ماراكانا» الشهير. وتمكنت فرنسا من الفوز على ألمانيا بستة أهداف مقابل ثلاثة فى مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، سجل «فونتين» أربعة أهداف ووصل للهدف 13 فى كأس العالم، فأصبح الهداف التاريخى للمونديال حتى يومنا هذا فى نسخة واحدة.

«بيليه» أصغر الهدافين..

وحققت البرازيل حلمها وفازت باللقب وأصبح بيليه أصغر لاعب يتوج بالمونديال، وأصغر هداف فى تاريخ المباراة النهائية، حيث كان يبلغ 17 عاماً و249 يوماً، بينما أصبح السويدى «ليدهولم»، بعمر 35 عاماً و263 يوماً، أكبر مسجل فى تاريخ المباريات النهائية لكأس العالم، وذلك فى نهائى هو الأقل فى عدد الحضور الجماهيرى فى تاريخ المونديال، نظراً لصغر ملاعب السويد.