رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

درس اليد "مفيش مستحيل"

"مفيش مستحيل" تلك هى العبارة التى تنطبق بالفعل على أبطال كرة اليد فى نادى الزمالك، بعد إنجازهم الذى تحقق بأعجوبة بالتتويج ببطولة أفريقيا بعد غياب ثلاث سنوات عانى فيها الفريق من الضياع.

ولمن لا يعرف، ففريق اليد بالزمالك سبق أن حصل على المركز الثالث فى بطولة العالم عام 2010 متفوقاً على أعتى الفرق العالمية، ولكن لأن رئيس النادى وقتها كان لا يحب كرة اليد، أو بمعنى أصح كان يحب تدمير كل شىء جيد داخل الزمالك، قام بتسريح الفريق.

وتحجج ممدوح عباس، رئيس الزمالك وقتها، بأنه لا يحصل من خلال فريق اليد على عائد مادى سواء إعلانات أو غيره، ولكن الحقيقة أن "عباس" فشل فى استغلال كل الثروات الموجودة فى الزمالك سواء لاعبين على أعلى مستوى أو حتى على مستوى البنية التحتية، وتأكدت أن كل تلك السلبيات كانت نابعة عن ضيق رؤية إدارية، عندما حدثت الطفرة الحالية، التى لا يستطيع أن ينكرها أى شخص سواء رياضياً أو إنشائياً على يد مرتضى منصور، الذى استغل إمكانيات النادى الموجودة بالفعل لتحقيق تلك الإنجازات.

ويوجد أيضاً شخص يجب أن يحصل على حقه كاملاً هو أيمن صلاح، مدرب فريق اليد، الذى ترك عمله مدرباً للأفريقى التونسى وعاد عندما استدعاه الزمالك لإنقاذ الفريق الذى كان مهدداً بالهبوط للدرجة الثانية واحتل المركز السادس فى الدورى الموسم الماضى.

ونجح "صلاح" فى جمع حطام فريقه القديم الذى حصل معه على المركز الثالث فى 2010 فاستعاد أهم لاعبى الفريق أحمد الأحمر، وكذلك عقله المفكر حسن يسرى، والحارس العملاق كريم هنداوى، الذى تعاقد معه من الأهلى للمرة الثانية على التوالى، بعدما وفر له المجلس الإمكانيات المادية التى كان يفتقدها.

وبشخصية القائد نجح "صلاح" فى التدخل لدى الاتحاد الأفريقى لكرة اليد للحصول على دعوة للمشاركة فى بطولة أفريقيا للأندية البطلة، ورغم الصعوبات وابتعاد اللاعبين عن المشاركات القوية نجح فى اقتناص لقب البطولة ليعطى درساً فى العزيمة والإصرار، رغم حملات التشكيك فى أن الفريق يعيبه كبر سن معظم لاعبيه، وأن فرصه فى المنافسة صعبة.

عزيمة وإصرار فريق كرة اليد بالزمالك يجب أن تكون درساً لنا فى أشياء كثيرة؛ أنه ما زال هناك أمل فى تعديل حال الرياضة المصرية، بأن نوفر نظاماً إدارياً سليماً ما يمكننا من استغلال العناصر المميزة الموجودة لدينا، ثانياً أن نحافظ على الكوادر المهمة مثل أيمن صلاح المدرب الذى يمتلك شخصية القائد بالإضافة لفكره الفنى العالى وقدرته على إدارة المباريات، وبالمناسبة لدينا الكثير من المدربين على غرار محمد صلاح فى جميع الألعاب.

والدرس الأهم أنه طالما امتلك الشخص الإصرار والأمانة والحب الحقيقى لما يعمله سيكون النجاح هو حليفه لا محالة، وهذه النقطة تحديداً تنطبق على الحياة عامة؛ لأننا نفتقد لذلك بشدة فى حياتنا العامة.