رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

وحيد خليلوزيتش وبداية جيل المعجزات.. نقطة انطلاق أسود الأطلس

08:20 ص | الأربعاء 14 ديسمبر 2022
وحيد خليلوزيتش وبداية جيل المعجزات.. نقطة انطلاق أسود الأطلس

وحيد خليلوزيتش مدرب المغرب السابق

وضع المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، حجر الأساس للجيل الحالي من المنتخب المغربي، الذي كان قد تولي قيادته في عام 2019، بعد الفرنسي هيرفي رينارد، ورغم عدم قدرته على حصد لقب أمم أفريقيا، لكنه قاد أسود الأطلس للتأهل إلى منافسات كأس العالم 2022، قبل أن يرحل عن منصبه، في شهر أغسطس الماضي، تاركاً إرثاً مميزاً للكرة المغربية.

خسارة رسمية وحيدة أمام الفراعنة.. سجل ناجح لـ خليلوزيتش مع أسود الأطلس

وقاد خليلوزيتش المنتخب المغربي في 30 مباراة رسمية بمختلف المسابقات، حقق خلالها 20 فوزًا مقابل 7 تعادلات وثلاث هزائم فقط، بينها مباراتين وديتين، بينما جاءت هزيمته الوحيدة في البطولات الرسمية أمام منتخب مصر، بنتيجة 2-1 في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية الماضية، بعد تمديد اللقاء للأشواط الإضافية.

وتميز المنتخب المغربي بقوته الهجومية الكبيرة مع وحيد خليلوزيتش، حيث سجل لاعبوه 58 هدفًا خلال فترة المدرب البوسني، بينما سكنت شباكه 20 هدفًا فقط.

عرف المدرب صاحب الـ 70 عاماً بصرامته في المعسكرات، وحرصه على التزام اللاعبين في التدريبات وتنفيذ التعليمات بدقة، والانضباط في المواعيد، لتنشأة هذا الجيل بشكل احترافي، ساعد الكثير منهم على تطوير مستواه، كما أكد جواد الياميق المدافع المحترف في صفوف فريق بلد الوليد الإسباني.

ثلاثي منحهم خليلوزيتش الفرصة الأولى.. أبرزهم مايسترو الأسود في المونديال

ونجح وحيد خليلوزيتش المدير الفني المخضرم، في تكوين مجموعة قوية من اللاعبين للمنتخب المغربي، رغم عدم ضمه للعديد من النجوم، لكنه اكتشف في الوقت ذاته، العديد من المواهب الشابة التي أصبحت من الأعمدة الرئيسية للمنتخب حتى بعد رحيله.

وكان خليلوزيتش هو أول من استدعى الثلاثي عز الدين أوناحي، عبدالصمد الزلزولي وزكرياء أبوخلال لتمثيل المنتخب المغربي في البطولات الكبرى والمنافسات القارية المختلفة، حيث استطاع الثلاثي لفت أنظار المدرب البوسني، بفضل مستواهم في أنديتهم الأوروبية.

صدفة قادت وحيد لضم أوناحي.. ونجم المغرب ينصف مدربه

واستطاع خليلوزيتش أن يكتشف إمكانيات عز الدين أوناحي، المحترف في صفوف أنجيه، بالصدفة خلال مشاهدته لأحد مباريات الفريق، بغرض متابعة سفيان بوفال لاعب كتيبة أسود الأطلس، ليخطف لاعب الوسط الشاب أنظار المخضرم البوسني، ويستدعيه المدرب في كأس الأمم الأفريقية ثم بالمواجهات الحاسمة في تصفيات كأس العالم.

ولم يخيب أوناحي ظن خليلوزيتش، ليحقق حلمه في التأهل لكأس العالم، بعدما منحه الثقة ودفع به أساسيا في لقاء الإياب أمام الكونغو، وسجل هدفين في شباك الضيوف كما ساهم في هدف ثالث بتسديداته الصاروخية، ليقود أسود الأطلس إلى منافسات المونديال.

وكان الظهور الأول للثنائي عبدالصمد الزلزولي وزكرياء أبوخلال أيضاًُ عن طريق خليلوزيتش، حيث مازال عطاء اللاعبان مستمرا مع المنتخب المغربي، ونجح أبوخلال في ترك بصمته بالمونديال، بتسجيل الهدف الثاني أمام بلجيكا.

ومنح خليلوزيتش الثقة كذلك للمهاجم يوسف النصيري، رغم تذبذب مستواه في فترات سابقة، وتعرضه للعديد من الانتقادات، لكنه أصر على تواجده في قائمة أسود الأطلس بمختلف المنافسات، ودفع به أساسيا في العديد من المباريات لقناعته بإمكانيات اللاعب، الذي أظهر تفوقه بشكل كبير في كأس العالم، وأصبح أحد هدافي العرب في تاريخ المونديال.

يحيى عطية الله.. هدية الركراكي ونظرة خليلوزيتش الثاقبة

ورغم حرص خليلوزيتش على ضم المحترفين في أوروبا، وابتعاد اللاعبين المحليين والمحترفين في الدوريات العربية عن حساباته بشكل كبير، لكنه ضم يحيى عطية الله، الظهير الأيسر لفريق الوداد المغربي، بعد مشاورات مع وليد الركراكي المدرب السابق للفريق والحالي للمنتخب الوطني، الذي قدم هذا اللاعب كهدية لنظيره البوسني، بعدما ساهم في تطور مستواه مع الفريق المغربي، حيث تخلى خليلوزيتش عن قناعاته ليكسب منتخب المغرب ظهيراً مميزاً، كان أحد العوامل الرئيسية في التأهل لنصف نهائي كأس العالم 2022.

وتفاجئ الجميع بإعلان الاتحاد المغربي رحيل وحيد خليلوزيتش عن منصب المدير الفني لمنتخب المغرب في شهر أغسطس الماضي، وذلك بالتراضي بين الطرفين، بسبب الاختلافات في وجهات النظر، وتباين الرؤي، حول الطريقة الأمثل والعناصر المناسبة لتمثيل أسود الأطلس في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر.

البناء مع خليلوزيتش وبصمة النجاح لـ الركراكي.. مشروع المغرب يكتمل في كأس العالم

وحزن وحيد خليلوزيتش على رحيله، حيث لم يعد للتدريب حتى الآن، مشيراً إلى أنه بذل مجهوداً كبيراُ في بناء هذا المشروع لمنتخب المغرب، على مدار الثلاث سنوات الماضية، وتكلل ذلك بنتائج رائعة لم تحقق من قبل في تصفيات المونديال.

وجاء وليد الركراكي المدير الفني الجديد، ليكمل ما بناه خليلوزيتش، ويضع بصماته الخاصة، لتكتمل الهوية الخاصة بأسود الأطلس، الذين أصبحوا رقماً صعباً في سماء الكرة العالمية.

واستطاع وحيد خليلوزيتش تجديد 80% من قوام منتخب المغرب الأول لكرة القدم، على حد وصفه، لكنه يغيب من جديد عن الظهور بكأس العالم، ولكنه تقبل تلك النهاية ليكتفي بمشاهدة إنجازات أبنائه في كتيبة أسود الأطلس، تتحقق على أرض الواقع، ولم يستطع أحد إيقاف مسيرتها حتى اللحظة.