رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

بعد 28 عاما من حدوثها.. كارثة أرموند سيزاري بين الطمع وسقوط ضحايا وإلغاء بطولة

05:30 م | الثلاثاء 05 مايو 2020
بعد 28 عاما من حدوثها.. كارثة أرموند سيزاري بين الطمع وسقوط ضحايا وإلغاء بطولة

طفل يبكي امام حطام مدرجات أرموند سيزاري

كان الجميع ينتظر بشغف في جزيرة كورسيكا الفرنسية المباراة التي تجمع فريق باستيا صاحب الشعبية الكبيرة في الجزيرة أمام فريق أولمبيك مارسيليا القوي، في نصف نهائي كأس فرنسا، يوم الخامس من شهر مايو 1992.

كان فريق مارسيليا يضم في تلك الحقبة، العديد من نجوم كرة القدم، ومنهم ديديه ديشامب، والغاني عبيدي بيليه، وجان بيير بابان، وجان تيجانا، وجميعهم قادمون لملعب أرموند سيزاري معقل فريق باستيا.

استعد الجميع للمباراة المرتقبة، حتى مسؤولو نادي باستيا، قرروا زيادة عدد المتفرجين على المباراة، ونالوا موافقة الجهات المحلية بدون أية قيود، بإضافة مدرج ضخم لزيادة عدد مقاعد المشجعين بنسبة 50%، طمعا في جمع قدر أكبر من الأموال.

وتوافدت الجماهير لمشاهدة نصف نهائي كأس فرنسا، لكن قبيل بداية المباراة بدقائق، انهار المدرج، وسط صدمة وذهول الجميع.

المطار تحول لمستشفى ميداني لعلاج المصابين

يهرول الجميع لمحاولة إنقاذ الجماهير، التي سقط بهم المدرج وحُوصروا وسط الحُطام، ووصل فريق الإغاثة وواجهوا مشكلات كبرى من إجلاء المصابين بسبب صعوبة الوصول إلى مكان الحادث.

وتسبب انهيار مدرج ملعب أرموند سيزاري، في سقوط 18 قتيلا، وإصابة 2357 شخصا آخرين، وتحول مطار الجزيرة إلى مستشفى ميداني، وشاركت كل الأطقم الطبية في إسعاف المرضى.

وعقب حدوث الكارثة جرى فتح تحقيق، التي أفادت أنه جرى خرق القوانين المتعلقة ببناء وإنشاء المدرج المؤقت الذي انهار، بالإضافة لأخطاء في عملية إدارة بيع التذاكر، واستنتج التحقيق أن كارثة ملعب أرموند سيزاري كان من الممكن تجنبها.

ولم تتوقف كارثة أرموند سيزاري، عند الضحايا بين قتلى ومصابين، بل تقرر إلغاء تلك النسخة التي كانت تحمل رقم 75 من كأس فرنسا في موسم 1991-1992، بسبب تلك الحادثة، ليكون هذا هو الإلغاء الأول في تاريخ تلك البطولة منذ إنشائها.

باستيا ومارسيليا يحييان ذكرى الكارثة بعد 28 عاما

وبعد مرور 28 عاما على الكارثة، أحيا الذكرى ناديا باستيا ومارسيليا، عبر حساباتهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتب نادي باستيا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لن ننسى أبدا ما حدث منذ 28 عاما".

ونشر نادي مارسيليا صورة رمزية عن الكارثة، وكتب عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "05.05.1992 .. لم ولن ننسى ضحايا كارثة ملعب أرموند سيزاري، قلوبنا معكم دائما". 

ويتبقى بعد 28 عاما ذكرى أليمة تسبب فيها الطمع في جني مزيد من الأموال، وإهمال في تطبيق القوانين الخاصة بالبناء، لتتسبب في سقوط ضحايا وإلغاء تاريخي لنسخة واحدة من أعرق بطولات الكأس في العالم.